حالة من الخراب والدمار تسيطر على المنطقة الصناعية بمدينة قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية، وتضم المنطقة الصناعية أكثر من 500 مصنع متنوع، "مصانع جلود وبسكويت وشيبسي واكسجين وبلاستيك وصوابغ للمواد الغذائية، ومصانع أسمدة"، وعلى غير العادة من هذه المنطقة الصناعية التي قامت بتوظيف العديد من الشباب وإنقاءهم من بؤرة البطالة، لم تصبح المنطقة الصناعية بمدينة قويسنا كسابق عهدها، فأصبحت مليئة بالتلوث وانتشار الروائح الكريهة، والمياة الملوثة بمواسير الصرف الصحي الغير معالجة، إضافة إلى تلوث مصرف الخضراوية بأن أصبح مقبرة للحيوانات الميتة، والذباب، والثعابين، ما الأمر يزداد سوءاً للغاية، وتسببت هذة المخلفات في إصابة 2000 من الآهالي خاصة آهالي كفور الرمل، وعزبة الخواجة والمنشية والباشا، بالأمراض الصدرية و الفشل الكلوي، فضلاً عن بوار حوالي 20 فداناً من الأراضي الزراعية.
ففى البداية يقول أنور سمير اللواتي، أحد الفلاحين، قمنا بتقديم العديد من الشكاوي للمسؤلين، لتضررنا الشديد وإصابة العديد منا بالأمراض الصدرية كالبربو، والفشل الكلوي نتيجة مخلفات المنطقة الصناعية، ليس ذلك وحسب بل تسبب التلوث في موت العديد من المواشي نتيجة شربهم المياة الملوثة والادخنة الضارة المنبعثة ولكن لم يستجب أحد حتي الآن، مضيفا أن عدد الأسر المصابة في تزايد مستمر إما بالفشل الكلوي أو بالأمراض الصدرية، حتي أطلقنا علي المنطقة الصناعية، "منطقة موت لا منطقة حياة .
أكد محمد عبد السلام أحد الآهالي المتضررين، أن وضع التلوث هذا ليس وضع جديد منذ بضعة أيام ولكنه وضع منذ 20 عاماً، وذلك منذ إنشاء المنطقة الصناعية، وأن التلوث يبدأ من مصب المنطقة الصناعية، والمصب فى القري لا تتحمل الدمار الذى حل علي آهالي القرية.
وتابع عبد السلام قائلاً، إن اصحاب هذه المصانع قاموا بعمل أتلال من التراب أمام الصرف الصحي في محاولة منهم للتصدي للأمر، و لكن ليس الأمر يجدي نفعاً، ون مصانع الشيبسى والجلود في المنطقة تقوم بإلقاء مواد الدباغة والكيماوية في مصرف الباجورية، حيث يتم إلقاؤة بدون معالجة في المصرف.
وواصل سليمان بشير أحد الفلاحين المتضررين، إن مصرف الباجورية كان احد المشاريع التي نقوم بروي الأراضي الزراعية من خلالة، ولكن نظراً لتلوثة الشديد أصبح هذا المصرف مهجوراً من قبل الفلاحين مكتظا بالحيوانات الميتة، والثعابين، والفئران.
وتابع سعيد محمد يونس، أحد الفلاحين المتضررين، نظراً لتلوث المصرف اتجه بعض، منا للري بالمياة الجوفية ولكن لم نكمل ذلك بسبب الغلاء فنضطر لروي المزروعات بمياة المصرف الممتلىء بالمواد الكيماوية والألوان "صبغ الجلود"، حتي أصبح طعم بعض الخضراوات فى زمام منطقة بنها بطعم الصرف الصحي.
وقال يوسف فؤاد أحد الآهالي المتضررين، تم مناشدة وزارة البيئة، واكدت انه بانه يجب عمل محطة "معالجة كيميائية"، وذلك لمياه الصرف قبل عملية الصب فى المصرف، ولكن لم يتحرك أحد من أصحاب المصانع ، مضيفا أنهم يقومون بعلاج الأطفال يومياً وذلك علي الرغم من قلة مرتباتنا وحملة 100 مليون صحة علي الأبواب، فلماذا لا نعالج مصدر المرض نفسه دون النظر إلي المرض ذاته.
وأضاف أنه علي الرغم من مرضنا فإنة يتمتع أصحاب المصانع بصحة جيدة، والمصانع التي تتسبب فى دمار المحاصيل الزراعية و تدمير صحة أبنائنا، فنحن واقعيون للغاية لا نطالب بنقل المصانع بل بقيام أصحاب المصانع بحل المشكلة وإنشاء مصرف معالج خاص بالمنطقة الصناعية، قائلاً، " لو متعملش محطة معالجة يبقي ولا عايزين ناكل شيبسى ولا عايزين حتى نشتغل عايزين نعيش حياة نضيفة وبس" .
وقال هانى عبيدة الآهالي المصابين بالفشل الكلوي، لم يصل الحال إلى المرض فقط بل بتواجد تلالِ من القمامة، وذلك أمام المصانع، وخاصة مصنع الأوكسجين الذي يفتتح مياهه على الطريق مباشرة دون وجود مواسير، وأن هناك العديد من بيارات الصرف الصحي المكشوفة بالمنطقة والتي سقط بها بعض العمال، من قبل وطالبوا بسدها و لكن لا حياة لمن تنادي.
وصرخ عمرو جلال أحد المتضررين، أطالب من خلال جريدة "أهل مصر" السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، محاسبة كل مقصر، ومتسبب فى إصابة أطفالنا بالأمراض وجعلنا ضحية إهمال جسيم فأصبحنا نتساقط كتساقط اوراق الشجر واحداً تلو الأخر هذا فضلاً عن إنكسار الماسورة الموصلة للمصرف على الطريق منذ شهرين والتي أدت إلى غرق أرضي الفلاحين بمياه ملوثة، وأصبحنا فى أزمة ولا يهم أصحاب المصانع سوى الأرباح ولا يهمهم التلوث الذي يهدد أكثر من 30 ألف من أهالي هذه القرى.