باتت الألعاب الإلكترونية تشكل خطرا على حياة أفراد الأسرة، فأصبحت لا تستثني منهم أحد، فكبار السن وخاصة ربات المنازل يقضين أوقاتهن أمام شاشات الهواتف لمتابعة الأخبار المحلية والعالمية، إضافة إلى اقتضاب بعض أوقاتهن للعب للتسلية، والأطفال أيضا يتجهون إلى الألعاب الإلكترونية لقياس مستوى الذكاء وتطور المهارات والاعتماد على الذات من وجهة نظر أولياء أمورهم، خاصة إذا كانت اللعبة تستدعي أن يقوم الطفل أو الفتاة القيام بتصرف ما، فهذه الألعاب بدأت التحكم في السلوك الشخصي عامة، إذا كانت اللعبة تميل إلى العنف فترى اللاعب يسلك سلوك عنيف في تصرفاته تأثرا بما مر به من مستويات داخل اللعبة وهكذا، فأصبحت أداة من أداة ارتكاب الجرائم الأسرية والاجتماعية.
من خلال هذا التقرير تستعرض أهل مصر أهم الألعاب العالمية التي ساهمت بشكل مباشر في وقوع بعض من الجرائم المجتمعية وأثارت الرأيس العام فأصبحت حديث الساعة.
لم يمر أسبوع واحد على حادث مقتل معلمة بمحافظة الإسكندرية على يد أحد طلابها في الصف الأول الثانوي، حتى تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن لعبة أخرى تسمى بابجي PUBG ، والتي لاقت رواجا سريعا بين المستخدمين.
البابجي PUBG
تقوم فكرة لعبة البابجي PUBG على الدخول في معركة للقتال وتتضمن اللعبة خارطة وهمية بأسماء غير حقيقية، وفي كل جولة يقاتل 100 لاعب من أجل البقاء، ولضمان عدم اختباء اللاعبين فإن مصمم اللعبة ابتكر طريقة لاجبار جميع اللاعبين على المواجهة وهو ما يعرف بـ"الزون" وهي المنطقة التي يتوجب على جميع اللاعبين التواجد داخلها وتتقلص بشكل تدريجي حتى تحصر جميع اللاعبين في منطقة واحدة، ومن يبقى خارج الزون فان طاقته ستبدأ بالنقصان بشكل تدريجي حتى موته.
الحوت الأزرق Blue Whale
وتأتي لعبة "البابجي" كآخر لعبة مميتة داخل القائمة التي حوت مجموعة من الألعاب أبرزها لعبة الحوت الأزرق أو تحدي الحوت الأزرق والتي أصبحت ظاهرة على وسائل التواصل الإجتماعي يزعم تواجدها في عدة دول حول العالم ويعود تاريخها لعام 2016، حيث تتكون Blue Whale من تحديات لمدة 50 يوما، وفي التحدي النهائي يطلب من اللاعب الانتحار، ومصطلح "الحوت الأزرق" يأتي من ظاهرة حيتان الشاطىء، والتي ترتبط بفكرة الانتحار، ويشتبه في كونها أصل عدد من حوادث الإنتحار ولا سيما في صفوف المراهقين.
بدأت لعبة الحوت الأزرق Blue Whale في روسيا عام 2013 مع "F57" بصفتها واحدة من أسماء ما يسمى "مجموعة الموت" من داخل الشبكة الاجتماعية فكونتاكتي، ويُزعم أنها تسببت في أول انتحار في عام 2015، وقال فيليب بوديكين ــ وهو طالب علم النفس السابق الذي طرد من جامعته لابتكارهِ اللعبة ــ أن هدفه هو "تنظيف" المجتمع من خلال دفع الناس إلى الانتحار الذي اعتبر أنه ليس لهُ قيمة.
عرفت لعبة الحوت الأزرق في روسيا عام 2016 استخدامًا أوسع بين المراهقين بعد أن جلبت الصحافة الانتباه إليها من خلال مقالة ربطت العديد من ضحايا الانتحار بلعبة الحوت الأزرق، وخلق ذلك موجة من الذعر الأخلاقي في روسيا، وفي وقت لاحق أُلقي القبض على بوديكين وأدين بتهمة التحريض ودفع ما لا يقل عن 16 فتاة مراهقة للانتحار"، مما أدى إلى التشريع الروسي للوقاية من الانتحار وتجدد القلق العالمي بشأن ظاهرة الحوت الأزرق.
البوكيمون غو Pokémon Go
لعبة مخصصة للهواتف المحمولة تم تطويرها من قبل شركة نيانتيك ونشرتها ذا بوكيمون كومباني، تم اطلاقها في يوليو 2016 لأجهزة أندرويد و آي أو أس، تسمح Pokémon Go لمستخدميها بالتقاط وقتال وتدريب كائنات افتراضية تدعى البوكيمونات مفردها البوكيمون، والتي تظهر على شاشات الأجهزة وكأنها موجودة في العالم الواقعي، وتستخدم نظام التموضع العالمي وكاميرا الأجهزة المتوافقة، تتوفر اللعبة مجاناً لكنها تدعم كذالك عمليات شراء داخل التطبيق لعناصر لعب إضافية.
وصدرت اللعبة بالتزامن مع إصدار Pokémon Go بلس، وهي قطعة إلكترونية صغيرة يمكن ارتدائها تم تطويرها من قبل نينتيندو، وهي تستخدم البلوتوث لتنبه المستخدم عند وجود بوكيمون في مكان قريب بواسطة ليد ضوئي.
Pokémon Go تتيح للاعب بالتقاط، ومبارزة، وتدريب، وتبديل بوكيمونات افتراضية تظهر في العالم الحقيقي. اللعبة مجانية للعب بها ولكنها ستدعم عمليات الشراء ضمن التطبيق، ولاقت اللعبة فور طرحها أوائل شهر يوليو من العام 2016 رواجاً هائلاً وخصوصاً بين المراهقين.
في 20 يوليو 2016 وَحسب التَقرير الصادر من شَركة "sensortower:، فَإنَّ لُعبة بوكيمون غو قَد تخطت حاجز 30 مليون تحميل في جميع أنحاء العالم على نظامي الأجهزة المحمولة أندرويد وأي أو إس، وتخطت إيراداتُها حاجز 35 مليون دولار.
جنيّة النار
انتشرت لعبة جنية النار في مارس عام 2017، وظن الكثير أنها مجرد لعبة أطفال تهدف للتسلية، و لكن في الحقيقة هي لعبة تدفع الأطفال لحرق منازلهم وأنفسهم، وتصدر اللعبة أوامر للأطفال، تنص على تشغيل موقد الغاز في المطبخ، ثم تكرار بعض الكلمات الساحرة، من أجل التحول لـ"جنية نار"، وانتشرت اللعبة أولًا في روسيا، عندما رأت عائلة روسية منزلها يشتعل وتعرُض الابنة الصغرى في المنزل للحرق، وعند التحقق من سبب الحريق ثبت أن الطفلة صوفيا إيزوفا، ذات الخامسة أعوام، كانت تتبع تعليمات لعبتها المفضلة و هي جنية النار.
وتم تصميم اللعبة بشكل يشبه إلى حد كبير لعبة شهيرة ومحبوبة بين الأطفال تُسمى "نادي الساحرات" وتتشابه معها في المؤثرات والرسوم المتحركة، وبمجرد تحميل اللعبة والدخول إليها تظهر رسومات كرتونية تشبه الجنيات المنتشرة في برامج الكرتون، ففي البداية تطلب اللعبة من الأطفال تجهيز الجنية وتمشيط شعرها واختيار ما يناسبها من ملابس وهذا ما يجذب الأطفال للعبة، وبعد ذلك تبدأ اللعبة في جذب الأطفال للجميات أكثر فأكثر وتظهر لهم بعض التعليمات الخاصة باللعبة و هي "في منتصف الليل، عندما يغط الجميع في نوم عميق، استيقظ وانهض من سريرك وتجول في الغرفة ثلاث مرات".
وتواصل اللعبة تعليماتها للأطفال، من خلال هذه الكلمات: "يا ساحرة الملكة ألفي، يا أيتها الجنيات الصغيرة الحلوة، أعطني القوة، أنا أطلب منك ذلك، وبعد ذلك اذهب إلى المطبخ بهدوء وصمت، دون أن يشعر بك أحد، و إلا سحر الكلمات سيختفي، ثم افتح شعلات موقد الغاز الأربع، دون إشعالها، فأنت لا تريد أن تحترق، أليس كذلك؟"، وتكمل اللعبة باقي التعليمات الخاصة بها "ثم نامي، الغاز السحري سوف يأتي إليك، ستتنفسيه أثناء نومك، وفي صباح اليوم التالي، عندما تستيقظين رددي: "شكرًا لك ألفي، لقد صرت جنية، وبتلك الطريقة سوف تصبح جنية نار حقيقية".
لعبة مريم
انتشرت خاصة في دول الخليج وسببّت الرعب للعائلات، إذ أنها في مرحلة من المراحل تحرض الأطفال والمراهقين على الانتحار، وإذا لم يتم الاستجابة لها تهددهم بإيذاء أهلهم، وأبرز ما يميّز هذه اللعبة هو الغموض والإثارة، والمؤثرات الصوتية والمرئية التي تسيطر على طبيعة اللعبة.
لعبة تحدّي شارلي
تسببّت في حدوث عدة حالات انتحار لأطفال وشباب وكذلك في حالات إغماء بينهم، وهي لعبة شعبية انتشرت من خلال مجموعة فيديوهات على شبكة الإنترنت في 2015، وساهم في انتشارها استهدافها لأطفال المدارس، حيث تعتمد في لعبها على اللوازم المدرسية وبالتحديد الورقة وأقلام الرصاص لدعوة شخصية أسطورية مزعومة ميتة تدعى "تشارلي" ثم تصوير حركة قلم الرصاص مع الركض والصراخ.