مع ارتفاع عدد مستخدمي الهواتف الذكية في مصر، يزيد الاتجاه للاعتماد على تطبيقاته بشكل كبير في التحوّل الرقمي، خصوصًا أنه يمكن أن يشكّل نواة قوية لنشر مفهوم ونجاح الخدمات المالية والمصرفية الإلكترونية، وهو ما أكده خبراء الصناعة، حيث كشفت هدى منصور، مدير عام شركة SAP مصر، على أن من يقود السوق فيما يتعلق بالتكنولوجيا المالية والابتكارات الجديدة، هم المستخدمون وليس الشركات أو البنوك، لافتة إلى أن مصر لديها فرصة قوية للتوسع فيما يتعلق بالتكنولوجيات الجديدة والابتكارات المتعلقة بالقطاعات المالية، خاصة وأن 60% من المواطنين أقل من 30 عامًا، ويمكن الاعتماد عليهم في تغيير نمط الاستخدام والتعامل في المنطقة العربية بشكل كامل.
وأوضحت ضرورة استهداف الشباب من خلال المنتجات الإلكترونية الخاصة بهم، مؤكدة على أنه يمكن الاعتماد على الشباب لتحقيق التغير المطلوب في الخدمات المصرفية، بجانب تطبيقات التكنولوجيا لتحقيق التحوّل الرقمي المنشود.
وأضافت "منصور" أن الأطفال في الوقت الحالي يعتمدون على التكنولوجيا بشكل كبير فيما يتعلق بالألعاب الجديدة، ويقومون بشراء الألعاب عبر الإنترنت، وهو ما يفرض على القطاعات المالية تحديات جديدة فيما يتعلق بتأمين البيانات.
وأوضحت أن البيانات العملاقة وتحليلها يتيح للمؤسسات المالية فرصًا لمعرفة احتياجات المستخدمين، سواء العملاء البنكيين، أو من خلال تحليل البيانات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الدكتور محمد عزام الرئيس التنفيذي لشعبة الاقتصاد الرقمي إن التحوّل الرقمي بدأ في العالم منذ نحو 15 عامًا منذ بداية دخول الهاتف المحمول في كافة مناحي الحياة، موضحا أن الهاتف المحمول أحد أهم أسباب التحوّل الرقمي، مؤكدًا أن المواطنين تحوّلوا نحو الرقمنة بشكل سريع، وأصبحوا يعتمدون بشكل قوي على الخدمات المصرفية الإلكترونية على عكس المنطقة العربية، وحاليًا تحاول البنوك في المنطقة التوسع في الخدمات الإلكترونية والاستفادة من التحوّل العالمي لتنشيط الميكنة في العالم العربي.
ولفت إلى أن الرقمنة جعلت العميل هو المالك للبيانات وصاحب القرار الأول وليس المصارف، فأصبح بمقدوره الاطلاع على كافة منتجات البنوك من خلال البيانات المفتوحة واختيار منتجاته وفقًا لاحتياجاته.
وأضاف أن هذا التحوّل لا ينعكس فقط على المواطنين لكنه يخدم الاقتصاد بشكل عام بكافة قطاعاته، مشيرًا إلى ضرورة اختيار كل فرد أو جهة طريقة التعامل مع القنوات الإلكترونية المختلفة وفقًا لاستراتيجيتها للوصول للمستخدمين.
بينما قال أشرف محمود، مدير مبيعات شركة إيديما، إن التعامل مع الشرائح الأولى في المجتمع فيما يتعلق بالتكنولوجيات الجديدة يتسم بالسهولة على كافة المستويات لأنه من السهل عليهم اكتساب المهارات الجديدة.
وشدد على أهمية التوعية والتدريب وتفعيل الشمول المالي ليتم تضمين هؤلاء ضمن المنظومة الإلكترونية"، مشيرًا إلى أنه في حالة الرغبة في زيادة عدد المتعاملين بالقطاع المصرفي فإنه يتم تحت مظلة الشمول المالي، لذلك يجب تهيئة البيئة التشريعية.