في يوليو الماضي كشف القضاء الفرنسي تورط 146 شخصاً سابقين وحاليين من المخابرات الفرنسية في دعم تنظيم داعش الإرهابي بسوريا مالياً ولوجسيتياً،ورصد هذا الدعم من خلال رسائل البريد الإلكتروني بين المبعوث الفرنسي لسوريا "فرانك جيليه" ومسؤولين كبار في المخابرات الفرنسية،ولم ننسى ايضاً فضيحة شركة الأسمنت الفرنسية "لافارج" في دفع 35 مليون دولار لتنظيم "داعش" وجماعات متطرفة أخرى عبر وسيط سوري لاستمرار الحرب في سوريا والعراق، والآن ينقلب السحر على الساحر فمن دعمتهم فرنسا في السابق وسمنتهم الأمس من دماء العرب يتحولون اليوم إلى وحوش تبتلعهم،حيث بدأ تنظيم داعش بشكل علني استغلال المظاهرات التي اجتاحت المدن الفرنسية والذي بدأها اصحاب "السترات الصفراء" بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
وحصلت صحيفة "ذا صن" البريطانية على ملصقات عممها تنظيم داعش الغرهابي في فرنسا تدعو "الذئاب المنفردة في باريس لاستغلال احتجاجات الوقود لقتل "الكفار"، وتصور الملصقات مشاهد الاحتجاجات "بالسترات الصفراء" مع تسمية توضيحية تقول "يا ذئاب يا منفردة، استغلوا المظاهرات واقتلوا غير المؤمنين في فرنسا"، وجاء على ظهر الملصق صور يد تحمل سكيناً ومدفعاً وزجاجة مولتوف، بالإضافة إلى رسم كاريكاتيري يظهر شخصاً يصاب بسيارة ملطخة بالدماء في كل مكان.
ونصحت داعش "الذئاب المنفردة" "بإعداد خطة ودراستها بشكل صحيح، وإذا تم اعداد الخطة فلتثقوا بالله وتنفذوا العمليات، وكانت أول طريقة هجوم مقترحة تدور على أشخاص يحملون شاحنة ثقيلة ، مثل نيس في عام 2016، ثم تأتي عمليات الذبح ومهاجمة تجمعاتهم.
وزادت أسعار الوقود بالفعل 23 % هذا العام ومن المتوقع أن ترتفع بواقع 6.5 سنتاً على الديزل و 2.9 سنتاً على البنزين في أكثر من شهر بقليل،وقد تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقادات شديدة بسبب القرار، وقد تطورت الاحتجاجات التي بدأت بسبب تنافس أسعار الوقود إلى هجوم شامل على حكومة ماكرون.
وقد أطلق على المتظاهرين اسم "جيليتس جايلز" ، التي تُترجم على أنها "السترات الصفراء" بسبب السترات العالية التي يرتدونها.
تم اختيار هذا الثوب لعرض ثورة من سائقي السيارات ، حيث أن جميع السائقين في فرنسا ملزمون قانونًا بحمل سياراتهم، ولُقبت الحركة بـ"السترات الصفراء" لإرتدائهم "سترات" عاكسة للضوء، وجاءت فكرتهم تلك من قانون فرنسي دخل حيز التنفيذ في 2008، يوصي جميع قائدي السيارات حمل سترات صفراء مُميزة وارتدائها عند الخروج على الطريق في حالات الطوارئ.