قال عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن تجمعنا اليوم، يأتي تتويجًا لجهود تمت على مدار عام كامل، منذ انعقاد الدورة الحادية والعشـرين لاجتماع مجلس الوزراء العرب للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في ديسمبر2017، حيث اضطلعت مصـر برئاسة الدورة المنصـرمة، موجهًا الشكر للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكافة آلياتها على كل الجهود التي تمت خلال اجتماعات اللجان المتخصصة والفرق المنبثقة عنها.
وأوضح طلعت على هامش كلمته في اجتماع مجلس الوزراء العرب للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أنه كان بالفعل عامٌ مليء بالعمل والإنجازات المشتركة على الساحة الإقليمية والدولية، مضيفًا "أتمنى أن نكون قد أدينا الرسالة واضطلعنا بمسئولياتنا على وجه يرضيكم جميعا".
واستشهد طلعت، بنموذج التكاتف العربي الذي كان نموذجاً يُحتذى به في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات، فضلاً عن مؤتمر المندوبين المفوضين التابعين للاتحاد الدولي للاتصالات، الذي عُقد بمدينة دبي أواخر أكتوبر وحتى منتصف نوفمبر الحالي، مهنئاً دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على نجاح فعاليات هذا المؤتمر والنتائج المتميزة التي تحققت.
وأشار طلعت، إلى أن المجموعة العربية استفادت من هذه الفعاليات الدولية بعدد من الإنجازات القيمة، أذكر منها المبادرات العربية التي سنعكُف سويًا على تنفيذها خلال الأربع سنوات القادمة، ومنها: مبادرة الشمول المالي الرقمي، ومبادرة إنترنت الأشياء والمدن الذكية والبيانات الضخمة، التي تهدف إلى العمل المشترك لضمان التحول إلى المدن والمجتمعات الذكية.
وأشاد طلعت بالمناصب العربية، التي توجت جهد عام كامل، قائلاً" يطيب لي في هذه المناسبة أن نهنئ أنفسنا بفوز سبع دول عربية بعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات العام الحالي، فضلاً عن فوز ثلاث دول عربية بعضوية مجلس الاستثمار البريدي للاتحاد البريدي العالمي، وخمس دول عربية بعضوية مجلس الإدارة الخاص به عام 2016، بغية تحقيق التمثيل العربي المُشـرِّف الذي نستحقه جميعا على الساحة الإقليمية والدولية، من أجل دعم عمليات التنمية المستدامة في أوطاننا العربية، ولصالح المواطن العربي الذي نسعى جميعا لخدمته.
وأضاف طلعت، أن الوعي المشترك بالأهمية المتزايدة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كونه حجر أساس تطور الشعوب والمجتمعات الحديثة، هو الحافز الرئيسـي وراء تجمعنا اليوم لنتباحث حول أعمدة بناء مجتمع رقمى متكامل يخدم كافة فئات المجتمع، فإننا نجتمع اليوم، لنؤكد على اتفاقنا على أهمية التحرك الجماعى على المستوى الاقليمى والدولى، في عمليات التحول الرقمى الشامل لكافة فئات المجتمع، كما نؤكد على أهمية التعرف والاستخدام الأمثل لأدوات التطور الصناعى والمتمثل في الجيل الرابع من الثورة الصناعية المعتمد على إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الحديثة، كما نصبو جميعاً إلى تطوير مدننا العربية لتصبح مدناً ذكية مُمكِّنة للشباب المبدع ذوي القدرات الريادية. فمن بين الشرائح العمرية لسكان الدول العربية، يعتبر الشباب الشريحة الأسرع نمواً، حيث أن 60٪ من السكان هم دون سن الخامسة والعشرين، مما يجعلنا واحدة من أكثر دول العالم الشابة الفتية في العالم.
ووجه طلعت الدعوة للحضور للتلاحم لتقديم كافة إمكاناتنا العربية ذات الصلة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لصياغة مستقبل عربي مشـرق قائم على أسس التنمية المستدامة ومتطلع إلى الاستغلال الأمثل لكافة الموارد البشـرية بهدف توحيد الجهود لتنفيذ خطة التحرك العربى المشترك.
وكرر طلعت دعوته للوقوف عن قرب على التطور الحادث بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصـر، لافتاً إلى العمل على بنية تحتية فعالة ومؤمنة للاتصالات تتيح النفاذ للجميع وتغطى كافة أرجاء الدولة المصـرية، لبناء خدمات حكومية رقمية عالية الجودة، مما يؤدي إلى تمكين جميع المواطنين من الوصول إلى شمول رقمي حقيقي. كما نعمل جاهدين على بناء إنسان مصـري جديد من خلال تنمية مهاراته الرقمية في مجالات التكنولجيات الحديثة، فضلاً عن تشجيعه على الابتكار وريادة الأعمال. في هذا الإطار، قد أعلنا مؤخراً عن إطلاق أكاديمية رقمية باللغة العربية توفر فرص التدريب الذاتي المجاني للشباب ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي أيضاً.
واختتم الوزير كلمته: "أخيراً وليس آخراً، يسـرني تسليم رئاسة أعمال مجلس الوزراء العرب للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدولة فلسطين الشقيقة، حيث نحرص على تقديم كل الدعم اللازم لمطالب فلسطين حكومةً وشعباً للحصول على حقوقها العربية والدولية، كما نتطلع قُدُماً نحو العمل العربي المشترك فيما يخص المبادرات العربية التي سبق أن ذكرتها، لتعزيز الثقة في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كقاطرة للتنمية المستدامة. معرباً عن أمله لمزيد من التنسيق العربى المشترك خلال المرحلة المقبلة حيث ستستضيف مصر فعاليات المؤتمر العالمي للراديو بشـرم الشيخ في أكتوبر عام 2019.