كان بطل الحرب العالمية الثانية جورج بوش الأب رجلا بسيرة ذاتية ذهبية، شملت أبرز المناصب السياسية، من عضو في الكونجرس إلى مندوب لدى الأمم المتحدة، ورئيس للحزب الجمهوري ومبعوث إلى الصين، ومدير لوكالة المخابرات المركزية، إلى نائب رئيس لمدة سنتين مع الرئيس ذو الشعبية الطاغية رونالد ريغان.
فقد رأس بوش الولايات المتحدة خلال انتهاء الحرب الباردة، وهزيمة الجيش العراقي في عهد صدام حسين، لكنه خسر فرصة للفوز بفترة ثانية، بعد خرقه تعهده بعدم فرض ضرائب جديدة.
وعاش بوش، وهو الرئيس الحادي والأربعون للولايات المتحدة، فترة أطول مقارتة بالرؤساء الذين سبقوه.
نشأ جورج هيربرت ووكر بوش وترعرع في عائلة أرستقراطية من منطقة نيو إنغلاند، جعلته يلتحق في عيد ميلاده الـ18 بالقوات المسلحة. ورغم أنه كان أصغر طيار حربي، نفذ 58 مهمة قتالية في الحرب العالمية الثانية.
في إحدى مهماته القتالية - كطيار قاذفة طوربيد - استهدفته نيران مضادة يابانية فوق المحيط الهادي، بينما أنقذته غواصة أميركية من المياه التي تنتشر فيها أسماك القرش، وقد حصل على وسام العمل الشجاع في الحرب التي بينما كادت أن تنتهي حتى تزوج من المرأة التي ستصبح حب حياته، باربرا بيرس.
كان هذا الزواج على وشك أن يحطم الرقم القياسي ليصبح الأطول في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة، بامتداده إلى 73 عاما. كان لديهمما ستة أطفال، أحدهم روبن الذي توفي في طفولته، وجورج دبليو بوش الذي أصبح رئيسا لفترتين، بالإضافة إلى 17 حفيدا، وتأتي وفاة جورج بوش الأب بعد أشهر على وفاة زوجته في أبريل الماضي، ومنذ رحيلها أصبح على مقعد متحرك.
بعد التخرج في جامعة ييل، باشر بوش عمله الجديد في صناعة النفط في ولاية تكساس التي كانت ستجعل منه مليونيرا. لكنه، وعلى خطى والده، الذي كان عضوا بمجلس الشيوخ، أصبح مهتما بالسياسة والخدمة العامة، وخدم فترتين كممثل في الكونجرس.
وبعدما ظل ثماني سنوات نائبا للرئيس رونالد ريغن، أصبح جورج بوش الأب الرئيس الـ41 للولايات المتحدة، وتزامنت ولايته الرئاسية التي استمرت من 1989 إلى 1993 مع انتهاء الحرب الباردة، وفي 1990، أعلن "النظام العالمي الجديد"، وقاد حملة إخراج القوات العراقية من الكويت بعملية "عاصفة الصحراء"، لكنه رأى أن التدخل في الشرق الأوسط ينذر بفوضى قادمة.
حرب الخليج عام 1991 قفزت بشعبيته، لكن بعد ذلك كان يطارده قراره بكسر ما تعهد به للناخبين عندما قال: "تتبعوا شفتاي، لا ضرائب جديدة"، فبعدما تراجع عن هذا القرار في خضم اقتصاد ضعيف، أبعده الناخبون عن منصبه بعد انتهاء فترة ولايته الأولى. وهزم في انتخابات 1992 أمام خصمه الديمقراطي بيل كلينتون، ورغم ذلك، عاش ليرى ابنه جورج دبليو بوش ينتخب رئيسا مرتين- فقط للمرة الثانية في التاريخ، بعد جون آدمز وجون كوينسي آدمز.
وفي السنوات التي تلت رئاسته، أصبح جورج إتش دبليو ينظر إليه على أنه زعيم حسن النية، لكنه لم يكن خطيبا مثيرا أو صاحب رؤية.