ads

بالصور.. أساور من ذهب في القرآن الكريم

الذهبُ معدنٌ لا يخبو من قلوب الناس، بل سَكن إليها بالفطرة، وقد بيَّن اللهُ في كتابِه الكريم هذا التعلق دون استنكار له، فقرنَ بينه وبين حبِ النساءِ والبنين في آية واحدة، فقال "زُيِّنَ" أي هو التعلق والحبُ الذي لا رجعةَ فيه، ولطالما سلبَ الذهبُ عقولَ الناسِ ودفعهم إلي بذلِ جهودٍ حثيثةٍ لامتلاكِه.

لذلك لم يجهل القرآن الكريم الذهب وقيمته وشغف الناس به، وبين أنه الباعث على سوء العاقبة وحسنها أيضا، فقد ذكره الله تعالى في ثماني مواضع متفرقة من القرآن الكريم، فتارة يصفه بأنه إحدى الرغائب والدوافع الفطرية الطبيعية، وأنه من أحب شهوات الأرض إلى النفس، وأنه من الشهوات المستحبة غير المكروهة، فيقول تعالي {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}، (سورة آل عمران: 14).

وفي موضع آخر جعله الله وقود النار التي يحما به الذين يكتنزونه بلا فائدة فيقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جبهاهم وجنوبهم وظهورهم}، (سورة التوبة: 34).

وفي موضع آخر يضرب المثل باتخاذه كفدية ليدلل على ندرته وقيمته، فيقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ}، (سورة آل عمران: 91).

وفي مواضع مختلفة يصف ما أعده الله لعباده المؤمنين في الآخرة من جزاء عظيم، فيحلون من أساور من ذهب ويطاف عليهم بصحاف من ذهب، فيقول تعالي: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}، (سورة الكهف: 31)، {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}، (سورة الحج: 23)، {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}، (سورة فاطر: 33)، {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، (سورة الزخرف: 71).

وفي موضع آخر جعله رمزا للملك فكانت العادة أن يكون الملك متوجا بالذهب، واعتبره فرعون أمارة لتصديق الرسالة والنبوة، فيكون الرسول ذي ملك وذي سلطان، فقال على لسان قوم فرعون: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ}، (سورة الزخرف: 53).

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
هيئة الرقابة النووية: مصر آمنة إشعاعيًا.. ولا مؤشرات لأي خطر نووي