يعتبر المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية ايديكس 2018، بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، والذي تنظمه وزارة الدفاع والإنتاج الحربي، فرصة لتبادل الخبرات بين مختلف العاملين بالجهات العالمية والمحلية الرائدة في مجال أنظمة التسليح والصناعات الدفاعية والعسكرية للتباحث بشكل معمق في آخر التطورات التكنولوجية الصناعية وشئون التسليح العسكري لمنطقة الشرق الأوسط، ويضم المعرض المكون من 3 صالات عرض كبيرة في مركز مصر للمعارض الدولية أكثر من 373 شركة عارضة يمثلون 41 دولة من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى حضور 57 وفدا رسميا من وزراء دفاع ورؤساء أركان ووزراء الإنتاج الحربي من مختلف الدول، هذا بالإضافة إلى أكبر مصنعي وموردي أحدث الأجهزة والأسلحة التي تتمتع بتقنيات متطورة وعالية الجودة، كما يشمل المعرض أجنحة دولية تمثل 21 دولة من حول العالم، ومن المقرر حضور أكثر من 10000 من كبار الزوار العسكريين والمصنعين للمعدات الدفاعية على مدار الثلاثة أيام المقام بها المعرض، ويقوم على رعاية المعرض 15 شركة عالمية ومحلية.
ومن أهم الأسلحة المصنعة في مصر والمقرر عرضها في المعرض "الرادارات التي تكشف طبقات الأرض"، أو "رادار الاختراق الأرضى"؛ وهو الجهاز الذى يوفر المسح السريع والمفصل للتربة. ويعرف رادار اختراق الأرض تجاريا برادار قياس الأرض (وباللغة الإنجليزية :Georadar أو Ground Penetrating Radar)، وهو جهاز يقوم بقياس التغيرات فى طبقات الأرض عن طريق قياس تسجيل انعكاس الموجات الكهرومغناطيسية.
وفى الفيزياء الجيولوجية تساعد تلك الأجهزة على قياس الطبقات الأرضية العليا لأغراض التعدين وكذلك فى الأغراض العسكرية للبحث عن ألغام من مختلف الأنواع على أعماق مختلفة تصل إلى أكثر من 20 مترا.
ويُستخدم فى تلك الأجهزة رادارا يتميز بحيز طول موجة عريض، حيث يرسل نبضات قصيرة جدا من على السطح وتكون موجهة إلى باطن الأرض، وتسجيل الصدى بعد انعكاس تلك الموجات على حدود الطبقات الأرضية أو انعكاسها على مناطق رواسب بين الطبقات.
وتنتشر الموجات الكهرومغناطيسية فى باطن الأرض انتشارا مختلفا تبعا لتكويناتها وشكلها وكثافة مادتها، كما يعتمد على تلك الخصائص شدة الانعكاس وتشتت الموجات وقابليتها للنفاذ فى الطبقات المختلفة للتربة التى يتم فحص ما تحتها. ويقوم جهاز بقياس وتسجيل السير الزمنى للانعكاس، وطور الموجات ومطالها.
وعلى سبيل المثال عندما تظهر انعكاسات الرادار المرتدة من تحت الارض على شكل قمعى فإنها تكون دليلا على وجود آثار قبور أو أنفاق تحت الأرض.
ومن الممكن عرض نتائج الأبحاث فى شكل نموذج ثلاثى الأبعاد لدراسة البيئة ويمكنه أن يرصد الكائنات التى تختلف فى كثافتها ورطوبتها عن البيئة المحيطة تحت الأرض كما يكشف التشكيلات الجيولوجية والفراغات وأى هياكل من صنع الإنسان تحت سطح الأرض.
وبوجه عام يشير الخبراء فى المجالات العسكرية إلى أن التجارب والدراسات وساحات المواجهة أظهرت أن الرادار هو المستشعر الوحيد، الذى استطاع التغلب على جميع المعوقات فى ميدان الكشف والمراقبة، بما فيها الظروف البيئية القاهرة، وعوامل الطقس والمناخ.
ومنذ سنوات أصبح استخدام أنظمة رادار المراقبة الأرضية فى المناطق الصحراوية له أهمية بالغة.
فالرادار يمكنه الكشف عن أهداف تقع على مسافات بعيدة فوق أرض وعرة، قليلة الارتفاع، أو هضبة صخرية، أو مناطق السهول الرملية. وكان الرادار التكتيكى بساحة المعركة ـ أى فوق سطح الأرض ـ قادرا على كشف مركبة كبيرة من على مسافة تبعد بمقدار 30 كم، ومركبة خفيفة أو طائرة عمودية على مسافة 20 كم، وعنصر بشرى من خلال رصد وقع الأقدام من مسافة 5 كيلومترات.
إلا أن كفاءة عملها يحد منها وجود الغبار العالق فى الجو، وارتفاع درجات الحرارة فى هذه المناطق ولكن بتطور الأبحاث فى ذلك المجال تم التغلب على الكثير من السلبيات فى النسخ الأحدث من تلك الرادارات.
ومن المعروف لدى العسكريين أن الجيش الأمريكى يستخدم فعليا أجهزة رادار محمولة، خفيفة الوزن، للعمليات الخاصة، القادرة على اختراق الأرض، ويمكنها اختراق حتى 8 بوصات من الخرسانة المسلحة، وتوفير صور ثلاثية الأبعاد عن الأجسام الموجودة حتى عمق 45.7 متر تحت سطح الأرض، ليظهر الأفراد خلفها على شاشة الجهاز. ويوفر الجهاز التقاط الأهداف لحظيا وتصنيفها، ويمكن أيضا كشف الأهداف وسط الركام فى المبانى المدمرة. وأبعاد الجهاز: 22 14 8 بوصة، وهو مغلف في علبة من البلاستيك، ومصدر الطاقة له بطارية من الليثيوم يمكن إعادة شحنها.
وهذا الرادار قد يساعد على جمع المعلومات عن الأنفاق والملاجئ ومصانع الأسلحة المحصنة تحت الأرض، وعدد كبير من النشاطات السرية الأخرى، ومن ثم، معرفة مدى خطورة مثل هذه الأهداف، واختيار أنسب الوسائل المتاحة لتدميرها.
وقد تم تركيب الرادار فى أثناء الاختبارات على متن مركبة أرضية، وتوقع الخبراء تطوير الأبحاث لاستخدامه على متن الطائرات المروحية (الهليكوبتر). وبعد أول سلسلة من الاختبارات على هذا الرادار، استطاع أن يرسم خريطة لشبكة أنفاق تحت الأرض، استخدمها مهربو المخدرات فى جنوب الولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام السعودية أعلنت منذ سنوات أن باحثين فى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالسعودية طوروا جهاز رادار لاختراق سطح الأرض يمكن من خلاله الرؤية خلال الكثبان الرملية لمدى 150 مترا.
بالإضافة إلى البلدوزر المدرع الذي يتم استخدامه ضد العبوات الناسفة ، فضلا عن الأسلحة العادية التي نستخدمها ، ومكتشفات الألغام.
وكان اللواء طارق سعد زغلول رئيس هيئة تسليح القوات المسلحة، قد صرح إن المنتجات العسكرية التي تقوم مصر بتصنيعها سيتم عرضها بمعرض إيديكس 2018، دائماً ما تحاط بالسرية ، ولكن ستكون هناك مفاجأة في المعرض من خلال عرض سلاح مصري لأول مرة سيراه العالم .
وأضاف اللواء طارق، أن المنتجات المصرية المشاركة صناعة مصرية، ولكنها ليست مصرية 100%، مثل أي دولة في العالم والتي يتم التعاون مع أكثر من دولة وشركة لتصنيع منتج عسكري واحد، ولكننا نعمل على تعميق الصناعات المحلية، وسيكون المنتج النهائي مصري، بنسبة تصنيع محلية تتجاوز الـ 60 والـ 70%.