دقت الساعة العاشرة مساءً، الأم تُجهز ملابس طفلها الذي التحق بـ "كجي تو"، وتنادي عليه: "يلا يا حبيبي علشان تاخد دش قبل ما تنام، بكره عندك مدرسة بدري"، الولد يهرول ببطئ شديد، يبدو عليه التعب ربما من "شقاوة" الأطفال اليومية، هكذا خمنت الأم، قبل أن تدخل وترى بعينها ما بداخل جسده. لحظات بسيطة، ويبدأ الصغير في خلع ملابسه وإذ فجأة تقف الأم مصدومة صامتة، كيف حدث بجسدك هذا؟!.
الصغير كانت تحركاته البطيئة ليست عناء يوم شاق من "الشقاوة"، لكن الحقيقة كانت اصابة الطفل بكدمات وخدوش متفرقة بأنحاء جدسة، علاوة على نزول الدم في البول، ما يعنى أن الطفل تعرض لإيذاء شديد وضرب مُبرح، مع هذه المشاهد الصادمة قررت الأم الذهاب للطيب سريعًا، الذي أكد بعد إجراء الفحوصات صحة توقعاتها وقال: "الطفل مُصاب بنزیف في البول بسب تكسیر لكرات الدم، وكدمات وتجمع دموي، ودم في البول ناتج عن كثرة الضرب، مع تجمع دموي في الفم من الداخل، وتجمع دموي في العین، بالإضافة إلى وجود تشوهات في الأذرع وورم في الرأس"!!.
مع تشخيص الطبيب، لم تتردد الأم ثانية في الذهاب إلى مدرسة صغيرها "الفردوس" الخاصة، الكائنة بشارع مستشفي الھرم بالكوم الأخضر التابعة لإدارة العمرانية، صباح اليوم التالي، وبدأت سريعًا في عرض الأمر على مدير المدرسة، للتحقيق فيه، إلا أن رد الأخير كان صادمًا، بعد أن تبرأ تمامًا من الواقعة، نافيًا أن تكون هذه الإصابات التى تعرض لها الصغير حدثت داخل أروقة مدرسته، ما أغلق الباب أمام والدة الطفل في التوصل إلى حل يرضيها ويعيد حق صغيرها، فلجأت إلى الإدارة التعليمية التابعة لها المدرسة وحررت شكوى حملت رقم 156، للتحقيق في الواقعة، بالإضافة إلى تحرير محضر في قسم الطالبية حمل رقم 18894.
حالة ضرب من مدرس ربما، هكذا خمنت الأم ونحن أيضًا، لكن بحصول "أهل مصر" على صورة الشكوى المقدمة لمديرية التعليم هناك، اكتشفنا خطرًا أكبر من ضرب الطفل أو تعذيبه بهذه المدرسة، حيث نصت الشكوى على أن سبب الواقعة في الأساس يعود إلى قيام طالب في الصف الثاني الإعدادي بمحاولة التحرش بالطفل المُصاب، وأثناء محاولته الدفاع عن نفسه تم الاعتداء عليه بهذا الشكل وإحداث اصابات جسيمة، لتلقي الواقعة الضوء على خطر أكبر يهدد الصغار داخل المدارس، وهو التحرش!.
تواصلنا مع والدة الطفل "أ.ص"، حيث أكدت أن ناظرة المدرسة وتدعى "ن"، تمكنت من الوصول إلى مرتكي الواقعة، وحينما قررت التحقيق معه فوجئت بإستبعادها والإعتزار لها عن العمل من قبل إدارة المدرسة، متابعة: "مدير المدرسة قالها انتى هتفضحينا كده ولازم نكتم على الموضوع"، وأمام هذا النوع من الظواهر الخطيرة وانعدام وغياب الردع لها، تنتظر الأم تدخل حاسم من قبل وزارة التربية والتعليم لمنع تكرار هذه الوقائع مرة أخرى لأطفال آخرين، وربما تكون الوقائع الأخرى أكثر ضررًا.
وأمام هذا النوع الجديد من الظواهر، بدأ خطر جديد يدق أبواب المدارس، فلم تعد وقائع وكوارث المدارس مقتصرة فقط على التعدي أو الضرب للطلاب الصغار سنًا سواء من قبل المُدرسين أو الطلاب زملائهم، لكن هذه الواقعة سلطت الضوء على دخول فيروس التحرش داخل أروقة المدارس أيضًا، وتعرض الصغار سنًا إليه، ما يهدد مستقبلهم وحياتهم أيضًا.
صورة رقم "7"