أكثر من 200 عام قضتها البعثة الإيطالية في مصر لتخرج بين الحين والآخر باكتشافات أثرية جديدة بالتعاون مع البعثة المصرية، وتقدر عدد البعثات بنحو 20 بعثة تعمل في مصر ومنها مناطق سيوة والفرافرة والبحر الأحمر فضلا عن الصحراء الغربية وأسوان أيضا، كما عملت البعثة الإيطالية في أماكن توصف بـ"الخطرة" مثل تل المسخوطة وهي منطقة أثرية في محافظة الإسماعيلية وترجع لعصر الفراعنة والهكسوس، وعثر بها على تماثيل"أوشبيتي" وهي التماثيل لمساخيط، كما تم العثور علي معبد الإله أتوم وتابوت من البازلت، بالإضافة إلي عمليات البحث في منطقة كوم الجعافرة.
وكشفت البعثة مؤخرا عن دفنة لامرأة حامل في شهورها الأخيرة و ذلك أثناء أعمال مشروع كوم أمبو الأثري بأسوان وهي الدفنة شبه كاملة داخل جبانة كان قد استخدمها الرحالة الذين انتقلوا إلى مصر عبر المناطق الصحراوية من الناحية الجنوبية خلال عصر الانتقال الثاني ١٧٥٠-١٥٥٠ قبل الميلاد.
وبلغ عمر السيدة عند الوفاة 25 عاما وكانت في شهور حملها الأخيرة و على وشك الولادة حيث أن هيكل الجنين موجود في منطقة الحوض وقد استقر بالفعل في وضعية الولادة، وكشفت التحاليل الأولية لرفات السيدة عن مشاكل أو اختلال في منطقة الحوض والتي أوضحت أنها كانت ربما تعاني من كسر تم علاجه بطريقة غير صحيحة وهو علي الأرجح ما أدى الي الوفاة.
أما الهيكل العظمي للسيدة وجد ملفوف بلفافة من الجلد، وبجوارها أواني من الفخار، إحدهما جرة مصرية الصنع متهالكة نتيجة لكثرة الاستخدام، والأخرى وعاء مصقول باللون الأحمر والأسود من الداخل والتي من المعتاد أن يصنعه الرحالة الذين كانوا يعيشوا في هذه المنطقة وهي تشبه الأواني النوبية الصنع.
كما وجد بداخل الدفنة قرابين غير متوقعة وهي عبارة عن حبات من قشرة بيضة النعام غير كاملة، وهو الأمر الذي يرجح أن هذه السيدة كانت من صانعي الخرز وقد وضعت أسرتها كمية كبيرة من المواد الغير مستخدمة لتكريم ذكراها.
ومن جانبه أكد دكتور خالد العناني، وزير الأثار، أن مصر تستضيف البعثات الإيطالية منذ 200 عام، فالعلاقات المصرية الإيطالية دائما مميزة حتي العلاقات السياسية بين الدولتين.
وقال العناني، إن إيطاليا كان لها دور كبير في استرداد القطع المصرية الأثرية حيث تعاملت السلطات الإيطالية بمرونة مع السلطات المصرية لاسترداد القطع الأثرية.