وقائع تحرش يومية تقع داخل أروقة المدارس، وسيناريوهات مختلفة نشاهدها يوميًا عبر الصحف والقنوات الإخبارية، أو السوشيال ميديا، الذي أصبح سلاح انتشار كبير فى وقت قصير جدًا، ومع كل واقعة منهم، تُطرح التساؤلات، كيف لجأ هؤلاء الطلاب ذو الأعمار السنية المختلفة إلى هذا السلوك الخاطئ؟، وكيف توصل لأذهان هذه الأعمار مثل هذه التصرفات خاصة من هم في مُقتبل العمر؟!.
دراسات عدة أثبتت مؤخرًا، أنه من بين 100 طفل يوجد 80 طفلًا تم التحرش به جنسيًا، سواء من المدرسة أو من خادمة أو معلم أو من طفل زميله، وفي حالات مدهشة أخرى يتعرض الطفل للتحرش من والده أو والدته !! سواء كان هذا التحرش باللمس أو حتى بالنظر، وكان أخر هذه الوقائع ما قدمته "أهل مصر" خلال تقرير نشر أمس، عن تعرض طفل في الـ "كجي تو" لمحاولة تحرش من زميله في الصف الأول الإعداي، إلا أن القدر حمى الصغير من كارثة تضره مستقبلًا سواء نفسيًا أو جسديًا.
وكشفت شكوى مقدمة إلى مديرية التعليم بالعمرانية، ومحضر أيضًا حرر بقسم الطالبية رقم 18894، أن الطفل نجي بأعجوبة من أنياب زميله، لكنه تعرض لكدمات وخدوش وإصابات خطيرة بجسده أثناء محاولته الدفاع عن نفسه، ما دفعنا إلى فتح نقاش مع خبراء الشأن لوضع روشتة إرشادية للطلاب تتضمن كيفية مواجهة فيروس التحرش داخل المدارس.
◄ تثقيف الطفل
"ذاكرة الطفل حديدية" كلمات بدأ بها الدكتور محمد ونيس، أخصائي العلاج النفسي، حديثه معانا، مشيرًا إلى أن شدة ذاكرة الطفل الصغير تطارده دائمًا وتؤرقه، لذلك يجب على الأسرة أن تتبع بعض الشروط الأولية أثناء العلاج لمن هم تعرضوا للتحرش، أولًا العلاج على مسح هذا الجزء من عقله الباطن تدريجيًا عن طريق جلسات نفسية متخصصة، مع إبعاده فترة طويلة عن أي شيء يذكره بهذه الحادثة، سواء المكان أو الشخص المتحرش.
"ونيس" يرى أن تأهيل الأطفال الصغار لمواجهة هذا الفيروس يتطلب من الأسر أولًا تثقيف طفلهم بكافة المعلومات عن هذا الشئ، وتدريبه على كيفية التعامل مع هذا الموقف عند التعرض له حتى لا يقع فريسة سهلة في يد الجاني.
◄ المسموح والممنوع
التثقيف الإرشادي أمر ضروري، نتفق جميعًا عليه كما أوصى "ونيس"، لكن الدكتورة سناء عبد المنعم، أستاذ العلاج النفسي بجامعة الوادي الجديد، رأت أن تعويد الطفل على بعض المهام في المنزل تجنبه أن يقع ضحية التحرش، فعلى سبيل المثال، لابد أن تقوم الأسرة بتعويد الطفل على أن يبدل ملابسه في غرفة مغلقة، أو يغلق باب غرفته جيدًا أثناء تبديل ملابسه ، وكذلك باب الحمام أيضًا.
أخصائية علم النفس، أوضحت أيَضًا أن تعليم الطفل المسموح و الممنوع عند الحديث مع الغرباء، يصعب على المتحرش القيام بفعله.
وفي السياق نفسه، قال أحمد جمعة، طبيب سلوك، أنه يجب على الأسرة تزويد الطفل بمعلومات عن مناطق جسده الحساسة، وعدم الإحراج في منادتها باسمها، لافتًا النظر إلى أن الأم لابد أن تعرف الطفل اﻷجزاء التي يُسمح للغرباء بلمسها و التي لا يسمح.