استمراراً للاستفزازات الإيرانية في المنطقة سلط الممثل الأمريكي الخاص لإيران بريان هوك الضوء على أحدث ما قدمته طهران من أسلحة للمسلحين في أنحاء الشرق الأوسط يوم الخميس، في معرض أسلحة إيراني في قاعدة أناكوستيا بولينج المشتركة،وتشمل أحدث الإضافات الصاروخ "صياد -2 ج" أرض - جو، الذي تم منعه في طريقه إلى متمردي الحوثي في اليمن ، وصواريخ من عيار 107 ملم زعمت إيران أنها زودت بها لطالبان ، وطائرات بدون طيار كانت تستخدم في أفغانستان.
وذكرت مؤسسة بحثية أمريكية أن التجربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، التي كشفت عنها الإدارة الأمريكية، لصاروخ متوسط المدى قادر على حمل رؤوس متعددة، ليست الأولى التي يجريها النظام الإيراني.
وقالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، FDD، إنه تم رصد إطلاق إيران لنحو 23 صاروخا باليستيا، منها 11 صاروخا قادرا على حمل رؤوس نووية، منذ الصفقة النووية مع طهران في يوليو 2015 والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشترك (JCPOA)، مؤكدة أن استمرار التجارب الصاروخية الإيرانية يمثل انتهاكا صريحا لروح الاتفاق النووي، كما أنه يمثل خرقا لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يعتمد خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي يشمل حظرًا على التجارب الصاروخية الإيرانية القادرة على حمل رؤوس نووية.
وتعتبر إيران متورطة في مناطق نزاع متعددة في الشرق الأوسط ، العديد منها مستعرة لسنوات وليس لها نهاية في الأفق، إن ممارسة طهران المستمرة لتصدير أسلحة متنوعة تمنع السلام وتشجع شركائها على مواصلة القتال.
وقد أطلقت إيران بالفعل 10 صورايخ من طراز (MRBM) الباليستية متوسطة المدى منذ الاتفاق النووي، محذرة أن تلك الصواريخ من ذلك الطراز قادرة على حمل رؤوس نووية، ويمكنها أن تهدد القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي، كما يمكنها أن تهدد شركاء وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وكشف التقرير عن عمليات خرق صاروخية الاولي كانت في أغسطس 2015 لصاروخ يسمى Fateh-313، وهو من طراز SRBM ذاتي الدفع وغير قادر على حمل رؤوس نووية،أما العملية الثانية فكانت في أكتوبر 2015، لصاروخ عماد 2، ذي الوقود السائل من طراز MRBM وهو الصاروخ القادر على حمل رؤوس نووية، وفي نوفمبر من العام ذاته قامت إيران أيضاً باختبار صاروخ قادر 101 من طراز MRBM، يمكنه حمل رؤوس نووية، ثم توقفت طهران لفترة عن إجراء الاختبارات الصاروخية، لتعود في مارس 2016 بـ4 عمليات إطلاق صواريخ في تحد للمجتمع الدولي.
ونبه التقرير إلى أن إيران استخدمت كيام1 ضد مواقع لداعش في شرق سوريا بالفعل خلال يونيو 2017، مضيفا في أبريل 2016 أجرى النظام الإيراني اختبارين أحدهما لصاروخ Simorgh من طراف SLV، والآخر من نوع لم يحدد طبيعته لكنه على الأرجح قادر على حمل رؤوس نووية.
وأضاف التقرير، في يوليو 2016 فاجأت طهران العالم بإجراء أول تجاربها على الصاروخ Musudan، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود السائل "إيربم" يقال إنه مشتق من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الغواصة السوفيتية "سلبم" خلال الحقبة السوفيتية، وتابع التقرير أنه في سبتمبر 2016 كشفت إيران عن صاروخ ذو الفقار، الذي تزعم إيران أنه قادر على حمل رؤوس نووية، بينما لم يتم التأكد من ذلك بصورة فعلية حتى الآن.
وأشار التقرير إلى أن إيران استمرت في تجاربها الصاروخية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث أجرت في نوفمبر وديسمبر تجربتين لكيام 1 وشهاب3.
غموض البرنامج الإيراني
وشدد التقرير في النهاية على أن حكومة الولايات المتحدة مطالبة برصد ومتابعة الأنشطة الصاروخية الإيرانية بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، لتقييم التهديد الإيراني، مشيرة إلى أن حجم المعلومات عن الأنشطة الصاروخية لكوريا الشمالية أكبر بكثير من تلك المعلومات المتاحة عن إيران، ومن ثم: يتعين على الكونجرس أن يطلب من البيت الأبيض الإفراج عن عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية بعد خطة العمل المشتركة لتقييم النوايا الإيرانية.
وتستطيع طهران أن تؤثر على نتائج الصراعات المختلفة من خلال التحكم في الرجال والمال، والأهم من ذلك، الذخائر.
وتعتبر الكثير من الأسلحة التي توزعها إيران عبر المنطقة ليست جديدة من الناحية التكنولوجية، ومع ذلك فهي كافية لتمكين الجهات الفاعلة المحلية،في حين أنه من غير المتوقع أن تتخلى إيران عن رعايتها للإرهاب وزعزعة الاستقرار الإقليمي في المستقبل القريب، فإن تصاعد الضغوط المالية الأمريكية واستعادة العقوبات التي كانت قد تنازلت عنها في السابق من قبل الصفقة النووية الإيرانية تهدف إلى إقناع طهران ، كما قال هوك ، سياسات مدمرة ".
بالنسبة لواشنطن، فإن نشر المشاركة الإيرانية في الشرق الأوسط من خلال عرض الأسلحة المأسورة هو جزء من استراتيجية أكبر،وكلما زادت يد إيران في المنطقة، حسب النظرية، سيكون من الصعب على الحكومات الأجنبية أن تظل غير مبالية بالنشاط الإيراني الخبيث المستمر.