ناقشت الجلسة الثانية من مؤتمر الأهرام الثاني للطاقة، اليوم، تحت عنوان "الطاقة والتنمية المستدامة.. رؤية مصر 2030"، دور شركات البترول والكهرباء في تحقيق التنمية المستدامة، وقال "جاسر حنطر"، رئيس مجلس إدارة شركات شل في مصر، "نحن في شل نسعى جاهدين من أجل تلبية احتياجات الدولة من مصادر الطاقة"، وهذا يعني التواصل مع المجتمع الذي نعمل به، والبحث عن فرص جديدة، واتخاذ القرارات دون تأخير غير مبرر من أجل الحفاظ على القدرة التنافسية، في عالم الطاقة، أعظم الانجازات تتم عن طريق الشراكات، لذا إن أهم مقومات نجاح شل في المنطقة، هي تكوين علاقات قوية وموثوقة.
نحن فخورون بشراكتنا مع الحكومة المصرية لأكثر من 100 عام، وسنستمر بمشاركة خبراتنا وتكنولوجياتنا من أجل تحقيق أهداف مصر في قطاع الطاقة.
واستعرض "معتز درويش"، نائب رئيس مجلس إدارة شركات شل مصر، دور شركات النفط العالمية في انتاج الغاز الطبيعي والنفط، الذي يحتاجه العالم مع التحول إلى أنظمة طاقة تقلل إنبعاثات الكاربون.
وأكد معتز، أهمية السوق المصري بالنسبة لشركة شل، موضحًا أن مصر من أوائل الدول التي عملت بها شل منذ عام 1911، وهي الشركة الوحيدة فى مصر التى تعمل فى كل المجالات داخل القطاع، بدءً من التنقيب حتي زيوت السيارات، مشيرًا إلى أن الشركة عندما باعت محطاتها فى 2011، ظن البعض أنها تخارجت ولكن ما حدث العكس، حيث قامت شل بمضاعفة حجم استثماراتها قبل 2016، واستحوذت على شركة بي جي للطاقة.
وأوضح درويش، أن هناك 4 تحديات للطاقة في العالم، أولها النمو السكاني الرهيب الذي يبلغ 7 مليارات نسمة، ومن المتوقع أن يصل إلى 10 مليارات نسمة في 2050، إلى جانب تزايد عدد السيارات في العالم والذي يبلغ 800 مليون سيارة، ومن المتوقع أن تزداد إلى 2 مليار في 2060، أما التحدي الثالث فهو بيئي ناتج عن حرق الطاقة، بالإضافة إلى زيادة عدد المدن الجديدة، والتي تكثر فيها انبعاثات الوقود.
وعن الحلول التي يمكن تطبيقها لمواجهة تلك التحديات لا بد أن تعمل الشركات على عوامل الأمان والسلامة وتحقق ربحية بتكلفة معقولة، علاوة على توصيل مشروعات الطاقة بشكل آمن وبكفاءة أعلى وبتكلفة تنافسية.
وأكد درويش أن هناك حلا سحريا لتلك التحديات يتمثل في الاعتماد على الغاز الطبيعي باعتباره مصدرا صديقا للبيئة وذا كفاءة عالية، ولا يجب أن يكون هناك مصدر وحيد للطاقة، مؤكدا أنه يجب التركيز على ريادة الأعمال لأنها من أهم المعطيات التي تساعد على النمو الاقتصادي.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي الدكتور عبد المنعم سعيد، إن الحديث عن الطاقة يعد أمرا مهما لدورها المهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فمنذ 2010 ظهرت مجموعة من القلاقل الكبرى لعبت فيها الطاقة دورا مهما، وسوف تلعب دورًا أكثر أهمية في عملية الاستقرار في المنطقة، مؤكدا أنه لا بد من معرفة الحجم الحقيقي المطلوب حاليا ومستقبليا من الطاقة.
وأشار إلى أنه في مصر، كانت قناة السويس من أهم معابر الطاقة وخط سوميد أيضا كان من أهم تلك المعابر وسيظل ناقلا مهما للبترول، موضحا أن هذا المعبر كان له دور كبير في حماية مصر في ظل التغيرات التي أعقبت عام 2011.
وتطرق سعيد إلى الحديث عن اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وجيرانها خاصة المملكة العربية السعودية والتي انعكست بنتائج إيجابية بالغة الأهمية على مصر لأن إعادة ترسيم الحدود أعطى مساحة لاستغلال الطاقات الاقتصادية والتنمية المشتركة وأفرزت شبكة كبيرة بدأت تتكون، وخلقت علاقات إقليمية تتيح لمصر أن تكون مركزا إقليميا للطاقة.
وأضاف: أن مصر الدولة الوحيدة في المنطقة، القادرة على تسييل الغاز، حيث أن ليها مصنعين بدمياط وإدكو لإسالة الغاز، لافتا إلى أنه لا يجب الحديث عن الطاقة بمفردها دون الاهتمام بأمور أخرى مثل التعليم والصناعة.
وعبر سعيد، عن رأيه في التغيرات التي تشهدها أسعار النفط بقوله: إن السبب فيها زيادة معدل الإنتاج في السعودية حيث أنها الدولة الوحيدة في العالم التي لديها القدرة على التحكم في السعر عن طريق زيادة أو تخفيض الإنتاج، موضحا أن الهبوط قد يكون وقتيا لأن السعر العادل يدور في فلك السبعين دولارا في البرميل كما يراه الخبراء.
وعن تصدير الغاز المصري في ظل الوفرة المتوقعة من إنتاج الحقول التي دخلت في الإنتاج مؤخرا، أشار إلى أنه قرار اقتصادي في المقام الأول لكن يجب مراعاة أن جزءً من أهداف التنمية المستدامة هو الاعتماد على التصنيع ودعمه.
وعبر مازن صقر المدير التنفيذي الإقليمي لشركة جنرال إليكتريك الشرق الأوسط، في كلمته خلال الجلسة عن فخر الشركة بالشراكة مع مصر التي تمتد لأكثر من 40 عاماـ قائلا: لدينا 140 توربينة تجارية تمت صناعتها في جمهورية مصر العربية.
وأضاف صقر، أنه تم الاعتماد على تحسين كفاءة المحطات المصرية واستخدامها لأحدث التكنولوجيا العالمية لتصبح محطة النوبارية في مصر الثالثة على العالم في استخدام تكنولوجيا متقدمة، لافتا إلى أنه تم استخدم تلك التكنولوجيا المتقدمة في الكريمات ومحطة دمياط.
وأشار إلى أن شركة جنرال إليكتريك ضخت نحو 4 مليارات دولار استثمارات في التكنولوجيا الحديثة وفي الشرق الأوسط، تم استخدام أكثر من 100 جيجا وات في الحلول الجديدة، متوقعا مستقبلا كبيرًا للشراكة مع مصر.
واختتم تامر أبو بكر رئيس غرفة البترول والتعدين باتحاد الصناعات، بتوجيه الشكر لمؤسسة الأهرام على خوضها غمار الحديث عن مستقبل الطاقة والتنمية المستدامة، نظرًا لأهمية هذا الملف وحيويته، مطالبًا بالاهتمام بالتعليم، وعقد ندوات توعوية بأهمية تلك الصناعة.
وأطلقت مؤسسة الأهرام صباح اليوم، مؤتمرها السنوي الثاني للطاقة بعنوان "مستقبل الطاقة والتنمية المستدامة.. رؤية مصر 2030".