يستضيف الإعلامي خالد منصور، غدا الأربعاء، في برنامج ليالى (ليلة القصة والرواية) فى تمام الساعة السادسة والنصف مساءً، على شاشة قناة النيل الثقافية القاص والروائي اليمني محمد الغربي عمران حول روايته "مملكة الجواري".
تقول سجلات التاريخ إنّ أروى الصليحية كانت ملكة الدولة الصليحية في اليمن، طيلة 40 سنة بعد 492 للهجرة، فكانت أول ملكة في الإسلام، وحازت لقب «السيدة الحرة». بسطت سيادتها على عدد من الإمارات اليمنية الصغيرة، وشجعت العمران والتعليم، وأنشأت المدارس والمشافي، مما جعل الخليفة المستنثر بالله يعهد إليها بمهامّ نشر الدعوة الفاطمية في الجوار.
الروائي اليمني محمد الغربي عمران، في روايته «مملكة الجواري»، أعاد صياغة سيرة الملكة الصليحية على خلفية الصراعات المذهبية المحتدمة بين إمارات شبه جزيرة العرب أواخر القرن الخامس الهجري، في منطقة جبلة على نحو خاص. وفي بيئة ذكورية قاسية، واعتماداً على دعاة المذهب الإسماعيلي الباطني والجواري، أدارت الملكة عقود حكمها، ومكّنت جواريها (وخاصة شوذب، حبيبتها وساعدها الأيمن) من فنون إغواء الأمراء واختراق قلاعهم وحصونهم. وفي استخدام الحرف الأسود، ضمن أجزاء الكتاب الثلاثة وفصوله الفرعية، يمزج عمران بين ماضي اليمن، في عصر الصليحية، في صنعاء وذي جبلة؛ وحاضر اليمن، من الانتفاضة الشعبية إلى سيطرة الحوثي.
من أجواء الرواية:-
"بعد عودتي من حراز أمسيت شبيهة بالممسوسة. لكنني كنت أجيد تسيير قلبي كما أريد. فلا طاعة له أبداً. كيف ذلك وقد علّمتني الملكة أسماء أن لا أتركه وحيداً. أن أجالسه. أتحدث معه دوماً. ولا أتركه يبحث عمّن يجادله. حتى لا أجد نفسي في دروب عذاب التوق للآخرين. وبذلك أسارع إذا ما أُعجب بحديث أحدهم على الاقتراب منه. وقبل أن تدخل كلماته أسارع لمناغاته. وإذا استرجعتَ ماضي ايامك، فستجد أنني كنت دوماً إلى جوارك. قد تظن أننا لم نعش سنواتنا معاً، لكننا كنا نسبح في نهر الأيام ذاته. تلك النهارات والأماسي، وتلك الروح الواحدة كانت تسكننا. كنتُ قريبة منك وأعرف ما يدور معك وحولك، بينما أنت لا تعرف عن حياتي شيئاً، فتلك الحياة ليست حياتي".
محمد الغربي عمران كاتب يمني ولد في ذمار ودرس التاريخ وحصل على درجة الماجستير في هذا التخصص. خدم الغربي عمران نائبا لرئيس بلدية صنعاء لعدة سنوات في النصف الأخير من العقد الأول في الألفية الثالثة. منحته جامعة ذمار في اليمن درعها على مجمل أعماله السردية في حفل كبير أقامته الجامعة تكريما له. صدر له خمس مجموعات قصصية "الشراشف" 1997، "الظل العاري" 1998، "حريم عزكم الله" 2001، "ختان بلقيس" 2002، "مدينة سوداء" 2004، وروايات "مصحف احمر"2010، "ظلمة يائيل" 2012 والتي حصلت على جائزة الطيب صالح 2012، "الثائر – خنثى" 2014، "مسامرة الموتى" 2016، "مملكة الجواري" 2017 والتي فازت بجائزة كتارا للرواية العربية - فئة الرواية غير المنشورة 2016. . ترجمت قصصه إلى اللغتين الإنجليزية والإيطالية ولقد وردت في مختارات بلغات أجنبية مثل "البرتقال في الشمس" 2007، و"بيرل ديلو اليمن" 2009.