شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وجون موجفلى، رئيس جمهورية تنزانيا، اليوم الأربعاء، احتفالية توقيع عقد إنشاء مشروع سد "ستيجلر جورج" لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي، والفائز به التحالف المصري لشركتي المقاولون العرب والسويدي الكتريك بقيمة 2.9 مليار دولار، وأقيمت الاحتفالية بعاصمة دار السلام بتنزانيا، بحضور من الجانب المصري الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، وعدد من المسئولين ورجال الصناعة والمستثمرين، بينما حضر عن الجانب التنزاني، نائبة رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، وعدد من الوزراء والمسئولين.
مصر تترأس الاتحاد الإفريقي لعام 2019
ألقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كلمة أعرب فى بدايتها عن امتنانه للحكومة التنزانية على حسن الاستقبال، وحفاوة الترحيب التي تلقاها والوفد المرافق له خلال زيارته الأولى إلى هذا البلد الكريم، وقال رئيس الوزراء: "يشرفني أن أكون هنا اليوم لأشهد مراسم توقيع عقد إنشاء مشروع روفيجي للطاقة الكهرومائية، والذي يعد دليلاً على التزام مصر بدعم الجهود التنموية في تنزانيا، ونأمل أن يكون هذا المشروع بوابة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.
وأوضح مدبولي أنه في السنوات القليلة الماضية، بدأت العديد من الشركات المصرية العمل في تنزانيا، وعملت جنبًا إلى جنب مع الأشقاء التنزانيين في مشروعات تدعم الجهود التنموية والصناعية في تنزانيا، وشهدت الأشهر القليلة الماضية، وصول العديد من الوفود المصرية إلى تنزانيا، وهو ما يعد خير دليل على الزخم الموجود حاليًا في علاقاتنا الثنائية، وهناك أيضًا العديد من المشروعات المشتركة المهمة الجاري العمل عليها بين بلدين في مختلف المجالات، ومع ذلك، فإننا نعتقد أنه مازالت هناك إمكانيات هائلة يمكننا استغلالها لتعزيز التعاون بين بلدينا، ونود أن نؤكد على التزام مصر بالعمل جنباً إلى جنب مع الأشقاء في تنزانيا لتعظيم الإستفادة من هذه الإمكانات.
وأشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أنه في إطار الاستعدادات المصرية لرئاستها للاتحاد الإفريقي لعام 2019، نتطلع إلى مواصلة التعاون والتنسيق مع تنزانيا في القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ضوء استعداد مصر والتزامها بتعزيز التعاون الأفريقي وحرصها على تحقيق نتائج ملموسة خلال فترة رئاستها، وأن تكون تلك النتائج نابعة من الاحتياجات الفعلية للبلدان والشعوب الأفريقية.
وأكد فى ختام كلمته أن الحكومة المصرية بمختلف مؤسساتها السياسية والاقتصادية والتقنية تعمل بجد لتعزيز علاقاتها الثنائية مع تنزانيا، قائلا: تحيا مصر، وتحيا تنزانيا، وتحيا إفريقيا.
الرئيس التنزاني: المصريون إذا أرادوا شيئًا فعلوه
أعلن جون ماجوفولي، رئيس جمهورية تنزانيا، إن سيدنا المسيح فر ولجأ لمصر هربا من أعدائه ونحن عندما أردنا النهوض وتشييد سد روفيجى لجأنا وذهبنا لمصر لمساعدتنا فى هذا المشروع لإيماننا بقدرة وعظمة المصريين، موجها الشكر والتحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على دعمه للشعب التنزاني.
وأضاف رئيس جمهورية تنزانيا، أن الشعب التنزاني تعلم من تجارب المصريين منذ قديم الأزل في الثقافة واللغة العربية وبعض أنواع الموسيقى، مشيرًا إلى أن مصر وتنزانيا كان لديهم مشاركة كبيرة فى تأسيس الإتحاد الافريقى فمصر وتنزانيا لديهم علاقات طويلة قبل مجيء الاستعمار.
وأوضح الرئيس التنزاني، أنه تحدث كثيرًا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأكد السيسي أن المشروع سيتم بناءه فالمصريون علموا العالم بحضارتهم"، مؤكدا أن السيسى أفاد بأن هذا المشروع هو مشروعه الخاص وأن المصريون جاهزون له، مستطردًا التنزانيون يحبون المصريين جدًا وكان هناك سد سيتم بناءه فى مكان آخر ولكننا وجدنا أنه سيؤثر على نهر النيل فى مصر فقمنا على الفور بتغيير مكان بناء السد واخترنا موقع سد آخر وهو سد روفيجى.
ونوه الرئيس التنزاني، أن المصريين يحبون دولتهم وإذا أرادوا شيئًا قائلًا: "لو نظرنا لن نجد دولة فى العالم بنت حضارة مثل الأهرامات فمصر لديها العقل والكفاءات فى مختلف القطاعات"، وناشد الرئيس التنزاني شركة المقاولون العرب بالانتهاء من المشروع قبل الموعد المحدد له وهو 3 سنوات، مضيفًا: " لو أنجزتم المشروع قبل موعده سأكون شاكر لكم".
وزير الكهرباء: برنامج تدريبي ممول بالكامل لـ20 تنزانيًا
أعلن الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، خلال توقيع اتفاقية سد روفيجي أنه من أكبر السدود لإنتاج الطاقة الكهرومائية على نهر روفيجي في شرق إفريقيا حيث تبلغ قدرته 2100 ميجاوات وسوف يؤدى إلى إحداث نقلة اقتصادية لدولة تنزانيا.
وأضاف شاكر "أنه لفخر لنا أن نشهد اليوم فوز شركتين مصريتين رائدتين "المقاولون العرب والسويدي إلكتريك" بمناقصة إنشاء هذا المشروع العملاق في بلدنا الشقيقة تنزانيا، وهذا ما يؤكد على استمرار التعاون القائم بين مصر وكافة الدول الأفريقية، وتلتزم مصر دوما بالوقوف جنبا إلى جنب مع البلدان الأفريقية الشقيقة.
وأكد شاكر، على اعتزاز مصر بعلاقاتها مع الأشقاء فى القارة الإفريقية ولا سيما دول حوض النيل حيث نتقاسم نفس المصير "ماء واحد دم واحد"، وهى علاقات تمتد جذورها فى أعماق التاريخ وشهدت مؤخراً نقلة نوعية فتحت آفاقا جديدة للتعاون فى مختلف المجالات، وذلك انطلاقاً مما يجمعنا من مصالح مشتركة، وبما يحقق إقامة شراكة حقيقية بين أبناء قارتنا.
وأضاف شاكر أن الطاقة الكهربائية تعد من مفردات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للدول وأصبح التقدم الحضارى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور إنتاج وإستهلاك الطاقة الكهربائية، وسوف يسهم مشروع سد روفيجي للطاقة الكهرومائية فى إحداث نهضة صناعية بتنزانيا كما سيؤدى إلى التغلب على العجز فى الطاقة الكهربائية وتوفيرها لتلبية كافة متطلبات التنمية وكذا خلق الكثير من فرص العمل وجذب الاستثمار من أجل تحسين مستوى معيشة المواطنين بتنزانيا.
كما أوضح شاكر أنه من المتوقع أن يتم تصدير فائض الطاقة الكهربائية المولدة من سد روفيجي إلى باقى دول شرق إفريقيا، ونعلم جميعًا أن تنزانيا تمثل نقطة الاتصال بين تجمع الطاقة لدول جنوب إفريقيا SAPP وتجمع الطاقة لدول شرق إفريقيا EAPP.
وأشار شاكر فى كلمته إلى الربط الكهربائى الإقليمى والذى يلعب دوراً أساسياً فى تحقيق أمن الطاقة على المدى القصير والطويل ولهذا تشارك مصر بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية حيث ترتبط مصر كهربائياً مع دول الجوار شرقاً مع الأردن وغرباً مع ليبيا، وجنوبا يتم اتخاذ الخطوات التنفيذية لإنشاء خط الربط الكهربائى بين مصر وجمهوية السودان الشقيق والمتوقع دخوله الخدمة مطلع العام القادم لنقل قدرة كهربائية تصل إلى 300 ميجاوات.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالاً مع قبرص واليونان فى قارة أوروبا، وبذلك تكون مصر مركزاً محورياً للربط الكهربائي بين ثلاث قارات "أفريقيا، آسيا، أوروبا".
وزير الطاقة التنزاني: لم نستطع إنشاء السد منذ عام 1980
قال وزير الطاقة التنزاني خلال توقيع عقد بناء السد الذي ستنفذه شركة المقاولون العرب، أنه منذ عام 80 لم نفعل شيئًا في السد، مشيرًا إلى أن هذا العام بدأ بتفعيل الدراسات لبناء السد الذي يعرف باسم ستيجلر، موضحا أن ستيجلر هو شخص وقد مات في حادث هناك ويجب علينا الآن ان نغير اسم السد ليصبح روفيجي باسم النهر الذي يبنى عليه السد.
وأشار الوزير، إلى أن السد سوف يساعد في الإنتاج الصناعي بسبب ما سيوفره من كهرباء وأن السد سوف يولد 2115 ميجاوات، مؤكدًا أن سوف يساعد في بناء اقتصاد تنزانيا، وأشاد الوزير باختيار شركة المقاولون العرب لتشيد السد مؤكدا أنه اختيار حسن لأنهم قادرون على إنجاز السد.
وأضاف أن السد يسع لـ 100 كيلو متر مكعب ونخطط اأن يسع لـ30 بليون متر مكعب، مشيرا إلى أن السد سوف يساعد في توليد الكهرباء والزراعة والصناعة، وقال إن السد يتكون من 9 محطات وكل محطة تساهم في توليد 235 ميجا وات، مشيرا إلى أن السد التنزاني سوف يدخل ضمن أضخم السدود العالمية حيث إنه يحتل المركز الـ60 عالميا وفي المرتبة الـ4 في افريقيا ويحتل المرتبة الأولى في شرق افريقيا.
واختتم، أن مقصد السد إنتاج 5000 ميجا وات، ونستهدف أن يصل 10 آلاف ميجاوات في عام 2026، مما يمكنا في تسير القطارات الكهربائية الجديدة وبيع الكهرباء لدول أخرى وخفض أسعار الكهرباء للمواطنين في تنزانيا.