خلال الاحتفال بتوقيع عقد إنشاء مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي، الواقع في "محمية سيلوس"، المملوك لوزارة الطاقة التنزانية، والفائز بتنفيذه التحالف المصري لشركتي المقاولون العرب والسويدي الكتريك، بقيمة 2.9 مليار دولار، وبحضور الرئيس التنزانى، الدكتور جون ماجوفولي، ورئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، وعدد كبير من الوزراء والمسئولين، ألقى عدد من رجال الدين الاسلامى والمسيحى بتنزانيا كلمات أعربوا خلالها عن دعمهم لمشروع السد، ورتلوا الدعوات لنجاح المشروع، كما تقدموا بالشكر لمصر على المشاركة فى تنفيذ هذا المشروع المهم لبلدهم.
وقال وزير الطاقة التنزانى، خلال الاحتفال: هذا المشروع تاريخى بالنسبة لتنزانيا، فقد تم التفكير فيه منذ نحو 40 عامًا، وتم إجراء عدد كبير من الدراسات، ولم تُفعل هذه الدراسات إلا هذا العام، مشيرا إلى أن المشروع سيعمل على توفير الطاقة، وسيساعد فى الانتاج الصناعى، فضلا عن توفير المياه.
وأضاف: المشروع سيشيده تحالف شركتى المقاولون العرب والسويدى إلكتريك، وسندخل فى تاريخ العالم، بأننا نشيد سدًا من أكبر سدود العالم، حيث سيحتل المرتبة الـ60 على العالم، والرابعة فى إفريقيا، وسيكون فى المرتبة الأولى بدول شرق إفريقيا.
كما ألقى رئيس البرلمان التنزانى كلمة أشاد فيها بالمشروع، وأهميته، وتقدم بالشكر لرئيس الوزراء، والوفد المرافق له.
وألقى الرئيس التنزانى، الدكتور جون ماجوفولي، كلمة رحب فى بدايتها بالدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والوفد المرافق له، قائلا: هذه دولتكم، وأشكركم لأنكم سافرتم، بلدا بعيدا لتشهدوا توقيع هذا العقد المهم، ولتشاهدوا أيضا ما يحدث من تقدم فى بلدنا فتنزانيا ومصر لهما علاقات ممتدة لسنوات طويلة، قبل مجىء الاستعمار، حيث كان هناك تجار من مصر يأتون إلى شواطىء تنزانيا، وأعطونا الثقافة، واللغة العربية، وبعض أنواع الموسيقى، لذا، فالعلاقة موجودة منذ سنوات، ودُعمت بطريقة كبيرة بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وزعيم الأمة التنزانية موالمو نيريري، حيث كان لديهما علاقة متميزة، ورؤية متقاربة فى مختلف القضايا، وانطلاقا من ذلك مصر وتنزانيا، كان لديهما دور كبير فى تأسيس الاتحاد الافريقى، وتوحدت رؤاهما حول قضايا كثيرة لمصلحة الشعبين.
وقال الرئيس التنزانى: نحن هنا لنشهد توقيع عقد تشييد السد، وأنا سعيد جدا، بصفة خاصة، فكما تعرفون افكار بناء السد بدأت منذ اربعين عاما تقريبا، وكانت هناك دراسة بين تنزانيا والنرويج بشأنه، ولكن لأسباب مختلفة، منها عدم وجود تمويل لم يتم تشييد السد، ولذا أنا سعيد جدا لانه بعد 40 سنة من أفكار بناء السد سنتمكن من تشييده، ومن موارد دولتنا، والبرلمان وفر الميزانية والموارد المالية جاهزة، ولن نتأخر، والأمر المفرح جدا ان الشركة التى ستشيد السد، هى الشركة الصديقة، المقاولون العرب، وأنتم تذكرون فى كتبنا اننا درسنا أن المسيح عندما اراد اعداؤه قتله فرّ إلى مصر، ونحن كذلك فررنا إلى مصر، ونحن متأكدون أن هذا المشروع سينفذ فى وقته، وأشكر الرئيس السيسى والحكومة والمصريين، وقد تحدثت مع الرئيس السيسى كثيرا، وكان يؤكد أن المشروع سينفذ، وحكى لى عن المشروعات التى نفذت فى مصر، ويكفى الأهرامات التى شيدها المصريون.
وهنأ الدكتور جون ماجوفولي الشعب التنزانى، وشركة المقاولون العرب بالمشروع، مؤكدا أن هناك شركات كبرى سبق وتقدمت لتنفيذ المشروع، لكن من فاز هى شركة المقاولون العرب، مشيرًا الى ان هذا المشروع سيساعد فى تطور وتقدم تنزانيا، فبعد اكتماله سيسهم فى توليد الكهرباء بأسعار رخيصة، ولذا سنتمكن من إنشاء المصانع مطالبا شركة المقاولون العرب، بإنجاز المشروع فى المدة المحددة، مضيفا: لو تم انجازه قبل ذلك، سنفرح كثيرا، وانا شخصيا متأكد من ذلك، لأن المصريين عاملون جيدون جدا، وفعلوا ذلك فى تاريخهم، وعندما تحدثت مع الرئيس السيس اكد لى ان الشركة جاهزة لتنفيذ المشروع، وأن هذا المشروع سيضعه تحت رعايته، وكان يتمنى ان يكون موجودا اليوم، لكن قلت له انتظر حتى وضع حجر الأساس.
وأضاف الرئيس التنزانى، مخاطبا الوفد المصرى: نحن التنزانيين نحبكم كثيرا، ولدينا أماكن بديلة كنا نستطيع ان ننفذ بها السدود، على نهر آخر، كانت من الممكن أن تؤثر فى حصة مصر من مياه نهر النيل، لكن رفضنا ذلك، لاننا نحب المصريين ولا يمكن ان نؤثر على كمية المياه المرسلة لهم ولذا اطالب الشركة المصرية، بالاهتمام بالمشروع، وانجازه فى التوقيت المحدد.
وقدم الرئيس التنزانى الشكر لمصر والمصريين الذين جاءوا بوفد رفيع المستوى، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وهو ما يؤكد عزم المصريين، وجاهزيتهم لبناء السد، مضيفا:أخبركم أننى سابقا كنت أعمل فى وزارة البناء، لمدة طويلة، ولم أشاهد على مدى 20 عاما هذه القيادات الدينية تحضر لتشهد توقيع عقد، وهو ما يؤكد ان مشروع السد مبارك، وانا متأكد ان الله سيساعدنا، فلا يمكن مع وجود كل هذه الدعوات من رجال الدين أن نعجز، لا يمكن.
وأوضح الدكتور جون ماجوفولي أن مشروع السد ليس لدين معين، او حزب، او قبيلة، ولكنه مشروع للتنزانيين، موجهًا الشكر لفريق العمل بالمشروع، الذين بذلوا قصارى جهودهم ليل نهار، لإنجاز اتفاق المشروع، مع اشقائهم المصريين، فلقد عمل الجميع عملا جادًا جدًا.
وأضاف: الرئيس السيسى قال لى ان المقاولون العرب نفذت أنفاق قناة السويس، والمصريون نفذوا قناة السويس الجديدة فى عام واحد، لأنهم عزموا على بناء وطنهم، ويحبون وطنهم، ومصر قديما حينما أرادت بناء الأهرامات تم بناؤها، واليوم كل المهندسين فى أى مكان يحاولون أن يعرفوا كيف تم بناؤها، ولا يستطيعون، لا أحد يعرف كيف تم بناء الأهرامات بهذه الاحجار الكبيرة، وليس هناك أى أهرامات فى العالم مثل الموجودة بمصر، ويأتيها الزوار من كل دول العالم، ولذا أدعو التنزانيين أن يكون لديهم عزيمة وقوة، من أجل تطوير دولتهم وان نتشارك فى بناء تنزانيا وان يعمل كل منا بجد.
ووجه الرئيس التنزانى كلمة لأجهزة الأمن، قال فيها: هذا المشروع مشروعكم، أنتم الذين ستحمونه، وتحمون كل من يعمل به، وكلمة للتنزانيين خاصة الشباب.. هذه فرصة للعمل، حيث سيوفر المشروع عددا كبيرا من فرص العمل.
واختتم كلمته قائلًا: الله يبارك تنزانيا، ويبارك مصر، ويبارك هذا المشروع.