اعلان

مأساة "عروس إمبابة المنتقبة"| عذبها عمها بسلك الكهرباء لرفضها الزواج من ابنه.. والجيران: "عامل فيها سي السيد وكان متزوج من اثنين" - (صور)

 بعد أن أصبحنا في عصر التطور المذهل والمعلوماتية في القرن الحادي عشر، وزمن العادات والتقاليد الموروثة في الإجبار على الزواج وفرض شروط غير موفقة مع مجتمعنا الحاضر، إلا أن هناك أشخاصًا يغلبهم مرض العادات وتجبرهم عصبيتهم في الإصرار على تنفيذ أوامرهم ولبس عباءة "سي السيد"، لتنتهي تلك العصبية بجريمة قتل مأساوية، هذا ما شهدته حارة متفرعة من شارع الجامع بمنطقة إمبابة، في الثانية ظهر الثلاثاء الماضي، راحت فيها ضحيتها "أميرة"، التي أطلق عليها لقب "عروس إمبابة المنتقبة"؛ الذي كان من المقرر أن تعقد قرانها بعد أسبوعين، على يد عمها، (والد العريس) "محمد المسلم" الذي حاول إجبارها على الزواج من نجله، ولكنها رفضت بشدة، فقام بالتعدي عليها بالضرب المبرح وتعذيبها بسلك الكهرباء؛ لتلفظ أنفاسها الأحيرة قبل وصولها للمستشفى.

"أهل مصر" انتقل إلى مكان الواقعة في إمبابة؛ ليروي لنا الجيران تفاصيل الحادث المأسوي..

"أميرة قابلت رب كريم.. أنا اللي ربيتها مع أولادي، كانت طيبة وغلبانة، اللي حصل فيها ما يرضيش ربنا". كلمات بدأت بها "أم علاء" إحدى جارات المجني عليها، وهي في حالة من الحزن الشديد على فراق أميرة "بنت صديقتها"، مضيفة أن المجني عليها وتدعى "أميرة أسامة" 20سنة، لم تكمل دراستها، حيث خرجت من الصف الثالث الإعدادي، لكي تتزوج نجل عمها الذي وضع شروطا لها صادمة لتلك الزيجة، وهي أن تتزوج أميرة في نفس الشقة التي يقيم فيها شقيقها وزوجته، "أخت العريس" بما يسمى زواج الأقارب، كالعادة التي توارثها عن جدها، وهي أن والدها وعمها تزوجا في شقة واحدة، ولكنها رفضت بشدة مرددة: " أنا عايزة شقة لوحدي".

وتابعت: حاول والدها الذي يدعى"أسامة المسلم"، صاحب محل ملابس، أن يقعنها أن توافق على تلك الزيجة، ولكنها كانت مصممة على رأيها وهو عدم الموافقة على هذه الشروط، ومن كثرة الضغط عليها من عائلتها، هربت أميرة إلى عمها الأكبر المقيم في الإسماعيلية، لكي تشتكي له ما حدث؛ ليقف بجانبها ويمنع والدها وعمها الآخر والد العريس من الضغوط عليها، وبالفعل اتصل عمها الأكبر بوالدها ليقنعه بعدم الموافقة، وأن الزواج ليس بالغصب، وافق والدها، وقال له: "خلاص خليها ترجع البيت وهى مش هتتجوزه". صدق عمها الأكبر هذا الكلام، وفرحت أميرة أن لا أحد سيغصب عليها، وأسرعت بالرجوع إلى منزل أبيها، ولكنها لم تعلم أنها خدعة والدها وعمها المتهم، وعند عودتها أخدها عمها "والد العريس" إلى الطيب ليكشف على عذريتها، ويتأكد من سبب رفضها الشديد من الزواج، وأثبت الطبيب أن الفتاة عذراء، وعادت أميرة إلى منزل والدها، ولكن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد، بل قام بحبسها في المنزل، ومنعها من مواصلة الأصدقاء والجيران؛ لكي توافق على الزواج، وفي العاشرة من صباح يوم الثلاثاء الماضي اتصل عمها "والد العريس" بوالدها قائلًا: " ابعت لي أميرة على البيت عندي، أنا هاحاول أقنعها"، وبالفعل أرسلها والدها إلى عمها، ولكنها لم تعلم أن حياتها سوف تنتهي.

استكملت" أم علاء": "عمها دا عامل زي سي السيد في البيت، كلامه سمعًا وطاعة، وما حدش يقدر يقف ضده"، وعندما ذهبت إلى منزل عمها قام بضربها وتعذيبها بسلك الكهرباء، لكي توافق على الزواج من نجله، ولكنها أصرت على الرفض، حتى أصيبت بهبوط شديد، وعندما أدرك عمها ما فعل، أسرع بالاتصال بشقيقها ويدعى "عبد الرحمن" 19سنة، طالب، قائلًا له: "هات توك توك بسرعة، وتعالى أختك تعبانة وأغمى عليها". أسرع شقيقها وأحضر "توك توك" إلى منزل عمه في الساعة الثانية ظهرًا، ونقلت أميرة إلى المستشفى المركزي بإمبابة، ولكنها لفظت أنفاسها الأخيرة، وراحت ضحية العادات والتقاليد على يد عمها، وعندما علم والدها بما حدث لابنته الصغرى انهار في البكاء الشديد نادمًا على فراقها، مرددًا: "أنا ما قلتلوش يموتها.. أنا قلت له يتكلم معاها". وقامت المستشفى بإبلاغ رجال الشرطة، وتم القبض على شقيقها وعمها المتهم.

وقال"رضا" أحد الجيران "إن أميرة مرتدية النقاب طول عمرها في حالها، ربنا ينتقم من عمها اللي عمل فيها كده"، مضيفًا أن عمها كان متزوجا من اثنين نفرت منه الزوجة الأولى بسبب عصبيته الشديدة، وقام بضربها حتى أصيبت عيناها، ولم تتحمل العيش معه، كما أنه يتعاطى المواد المخدرة وكثير المشاكل مع الأهالي.

تعود تفاصيل الحادث عندما ألقت الأجهزة الأمنية بالجيزة القبض على عامل وعمه، بعدما قتل شقيقته؛ بسبب تركها المنزل صعقًا بالكهرباء في إمبابة. كان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة إمبابة من مستشفى إمبابة العام، بوصول فتاة عمرها 20 سنة، مصابة بحروق فى أماكن متفرقة من جسدها، وتوفيت متأثرة بإصابتها. على الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة، وبعمل التحريات تبين أن وراء الواقعة شقيقها وعمها، وأنهما قتلاها صعقًا بالكهرباء؛ بسبب تركها المنزل. 

تمكنت القوات من ضبط المتهمين، وبمواجهتهما اعترفا بالواقعة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
نتنياهو: سندخل رفح لاستئصال حماس سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا