فقدت "أمل" الأمل في عدالة الارض، لذا رفعت يديها متجة ناحية السماء، راجية عدالة الله أن تتحقق على الأرض، وأن تنعم بحقوقها التي أوشكت أن تفقد الأمل فيها، داخل أروقة محكمة الأسرة بمركز ومدينة طهطا، جلست أمل أبنة الـ 40 عام، وصاحبة البشرة السمراء، والعباية السوداء، ويديها على راسها، بجوارها طفل لم يتجاوز 11 عام، وطفلة لم تتجاوز 15 عام، تقول لهم ربنا كبير مش هيسينا، وعالم بحالنا، وتشكي لهم قلة حيلتها، وقلة النفقة التي يرسلها لهم والدهم، بعد طلاقها منه، قائلة "حسبنا الله ونعم الوكيل.. فوضت أمرى ليك يا رب .. عالم بحالي غنى عن سؤالي" .
تقول أمل، تزوجنا عن قناعة منذ 16 عام، عشنا سويا قرابة 13 عام، ثم انفصلنا بسبب عدم التفاهم واستحالة المعيشة سويا، كان كثيرا يضربني ويقوم على شتيمتي أمام أبنائي، وقد يكون أمام الأهل او الجيران، توسلت إليه كثيرا أن يرحمني ويعاشرني بالمعروف، وأن نكمل حياتنا بالطول أو العرض، من أجل أبنائنا، لكنه رفض وطلقني غيابيا.
اقرأ أيضًأ.. "مستشفياتك يا مصر".. سيدة تضع جنينها ميتا أسفل سلالم مستشفى بني سويف الجامعي (فيديو)
وأضافت أنه تزوج من شابة حسناء، وعاش معها بمحافظة الإسكندرية، ورفعت عليه دعوى قضائية بنفقة الزوجة ونفقة الأبناء، والقائمة، وحكمت المحكمة لي ولأولادي الاثنين بـ 650 جنيها شهريا، ولكنة لا يقوم بإرسال إلا 120 أو 150 جنية شهريا فقط.
تستطرد فى الحديث مؤكدة أنها قامت بتأجير شقة فى إحدى العمارات بعد طردها من منزل الأسرة بعد الطلاق، بمبلغ 600جنيه، وقامت بنقل أمتعتها البسيطة فيها، ومنها الملابس ودولاب قديم وبوتاجاز وثلاجة وبعض أدوات المطبخ، وسرير تبرع لها به أهل الخير.
وتقسم أنه يأتي عليها شهور لا تزوق هي وأبنائها اللحوم، إلا لو كانت إذا قدمت اسرتها لهم الطعام اثناء زيارتها لهم، مضيفة أن حال أهلها غير ميسور، ووالدها رجل مسن كبير، وأخوها غير موظف وله 4 من الأبناء، وشقيقتها ما زالت طالبة وتحتاج مصاريف كثيرة، ما تجعلها تتردد على الجمعيات الخيرية، وغيرها من أبواب الخير، حتى تحصلت على مبلغ شهري وقدرة 420 جنيها، وقد يمن عليها اهل الخير فى بعض الأحيان وتُكمل الإيجار.
وتضيف يفرجها ربنا بالأكل والشرب ومصاريف الأبناء من عنده على حد تعبيرها، قائلة: أعمل إيه؟ اسرق ولا انهب ولا اعمل اية عشان اربى عيالي وأخد حقي وحقوقهم اللي ضائعة، والمحاكم حبالها طويلة، بيبعتلنا ملاليم، حد يعيش على نفقة 150 جنيه بالإضافة الى أثنين من العيال، حسبي الله ونعم الوكيل، دول عيالهم ملزمين منه، مين هيصرف له عليهم ولا مش هامة يتشردوا وميتعلموش ولا يلبسوش زي عيال الناس.
ويهمس طفلها" احمد" بكلمات يقول فيها بابا مش بيبعتلنا فلوس تكفينا عشان كدة ماما تعبانة، ونفسي اشترى عجلة أروح بيها المدرسة زى بتاعت كمال زميلي في المدرسة، ابوه اشتراها لية اول السنة وبيروح بيها الدرس، وانا محتاج عجلة زيه اروح بيها الدرس عشان اطلع زي السيسي رئيس جمهورية.
واضافت أنها لم تتحصل من طليقها على أي شي حتى الآن، إلا الجنيهات التى يرسلها كل شهر ولا تكفى لدروس الأبناء، مؤكدة أنها فى حيرة شديدة، وتتمنى أن يُكمل ابنائها التعليم وتقوم على تربيتهم، ووهبت حياتها لهم، رافضة الزواج من أجلهم.
وأكدت فى نهاية حديثها أنها قامت بالتواصل مع بعض الجمعيات الخيرية وتم سقف غرفتين لها فى أعلى منزل والدها، لتعيش فيهم برفقة أبنائها حتى تتمكن من تدبير الإيجار وتقوم بإنفاقه على تعليم أبنائها ومأكلهم ومشربهم وكسوتهم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
