بعد تخطيهم 124 ألف حالة.. هل تتسبب خطوبة الأطفال في عرقلة تعليمهم؟ (فيديو)

خطوبة الأطفال
كتب : محمد سعد

حالة من الاستياء والسخرية، سيطرت على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، عقب انتشار مقطع فيديو لخطوبة طفلين في المرحلة الإعدادية، فيما يقوم الطفلين بحركات مماثلة لما يحدث في خطوبة الكبار، وحفلات ليالي الزفاف، وسط فرحة عارمة من المتواجدين بحفل الخطوبة.

"أهل مصر" تتبعت الحدث لتتمكن من الوصول إلى جارة العريس جيهان القاضي، والتى أوضحت لنا أن العريس يدعى "فارس" في الصف الـ 3 الإعدادي بينما تلقب البنت  بـ "سوسن" في الصف الأول الإعدادي، مشيرة إلى أن والدته الطفل تعد صديقه حميمه لها، لكنها تريد أن تفرح به ما دفعها إلى الموافقة على الخطوبة.

جارة الطفل كشفت أن صديقتها أيدت زواج هؤلاء الصغار، بحجة أنهم يعيشون قصة حب منذ الصغر، وأن العائلة تريد أن يكون الولد للبنت، متابعة: "اينعم مش ينفع في السن دا خالص، بس أهو حصل نقول مبروك بقي هنعمل إيه ".

أما عن تعليقات النشطاء فلم تصدق معظمها الحدث، وعلقت وفاء محمود قائلة: "دي في 5 ابتدائي، وأنا 42 ك و21سنه عادي كدا"، وضافت أخرى: "ده علي كدا أنا عنست بقي"، وتابعت ثالثة: "ده نهار أسود يا أستاذ".

زواج الصغار، أو فيما يلقبه المجتمعات بزواج القاصرات، لم يكن مشكلة وليدة اللحظة، فمع انتهاء عام 2017 وبداية العام الجاري،

كشف المتحدث الإعلامي لصندوق المأذونين الشرعيين، إبراهيم علي سليم، عن إحصائية بعدد زواج القاصرات في مصر، لافتًا إلى أن هناك 124 ألف حالة زواج وقعت سنة 2017.

وقال "سليم"، خلال لقائه ببرنامج "حكايتنا"، المذاع عبر شاشة "الحدث اليوم": "عرفنا نعمل الإحصائية، عن طريق تسليم المأذون دفتر زواج وصادق ومراجعة وتحكيم وطلاق".

الإحصائية التى كشفها الرجل للنور، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك، أن فيروس هذا النوع من الزواج انتشر بشكل جنوني في القاهرة والمحافظات، دون أن يقف له أحد، فهذه الأعمار لا تدرك معنى المسئولية الحقيقية، وسنهم أيضًا لا يؤهلم لحمل مسئولية الاعتناء بأي ذرية تأتي، الأمر نفسه دفعنا إلى مواجهة خبراء التعليم بالظاهرة لمعرفة تأثيرها أيضًا على تعليمهم فيما بعد.

البداية كانت عند عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، حيث قالت: إن واقعة خطوبة فارس وسوسن البالغين من العمر 15 عامًا بالصف الثالث الإعدادي في مدينة دسوق، من العادات والثقافات التي يعاني منها المجتمع ولابد أن تتغير، مشيرة إلى أن هذه العادات تضر المجتمع، لكنها تنتشر بشكل أكبر يدعو للإهتمام في القرى والنجوع، بسبب غياب التوعية للأسرة من مخاطر زواج القاصرات أو خطوبتهم وختان الإناث وغيرها من العادات والتقاليد البدئية التي تنعكس علي المجتمع بالسلب.

"عبير" أوضحت في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر": أن خطوبة هذه الأعمار سيؤثر حتمًا على تعليمهم، فمنهم من يفضل الخروج من المدرسة والإهتمام بالعمل لكسب راتب شهري يستطيع من خلاله توفير احتياجات الزواج فيما بعد، أما عن الفتاه فالبطبع لن تواصل التعليم خاصة في حالة التفكير فيما المستقبل سواء الحمل أو الإنجاب.

وطالبت مؤسس اتحاد أمهات مصر، جميع المسئولين والجهات المعنية في الدولة وعلي رأسها المجلس القومي للمرأة بضرورة القيام بحملات توعية للتعريف بمخاطر هذة العادات علي الأبناء، التي تكون السبب في زيادة حالات الطلاق وتعاستهم، ووضع تشريعات وقوانين تحظر هذة العادات والتقاليد وتعرض من يقوم بها للمسائلة القانونية.

حديث "عبير" جاء متفقًا مع محمد عمار، الخبير التربوي، بعد أن رأى الأخير أن خطوبة هذه الأعمار يعيد مصر إلى العصور القديمة، قبل انتشار التعليم والتنوير الحضاري، مشيرًا إلى أن قلة التوعية يؤدي بالطبع إلى ظهور هذه الحالات خاصة في القرى.

"عمار" طالب وزارة التعليم والجهات المعنية، بتنظيم دورات تثقيفية للطلاب وأولياء الأمور، لتوعيتهم من المخاطر المستقبلية نتيجة هذه القرارت التى حتمًا ستؤثر على استمرار تعليم الطرفين، الذين سيحرصون على التخطيط للزواج وليس في مذاكرة الدروس وحضور الحصص اليومية، بالإضافة إلى النظر للعمل وكسب أموال أكثر تمكن العريس من الزواج وتأمين مستقبل أبنائه فيما بعد، وبالتالي ستكون النتيجة الخروج من المدرسة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً