في مستشفى بينيوف للأطفال في أوكلاند الأمريكية، يعيش الطفل عبد الله حسن، حاليا علي أجهزة التنفس الصناعية، وُلد بمرض جيني في الدماغ، تسبب له في حدوث سكتات دماغية أسبوعية، بحسب والده علي حسن، وتبكي والدته اليمنية شيماء صويلح، لأنها تريد رؤيته واحتضانه للمرة الأخيرة، وحسب كلام الأب، أن حالة ابنه ذو العامين لا تتحسن، ويمنع الأم من لقاء ابنها حظر السفر المطبق على المسافرين، إلى الولايات المتحدة من الدول ذات الأغلبية المسلمة.
ويعيش الأب حسن، وهو مواطن أمريكي في ستوكتون، وولد ابنه في اليمن، وأصبح فيما بعد مواطنًا أمريكيًا، في حين أن الأم شيماء مواطنة يمنية تعيش في مصر، وأحضر حسن ابنه من القاهرة إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج الطبي في أكتوبر الماضي، وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي رأت فيها الأم طفلها، ويعاني عبد الله من مرض دماغي نادر، تسوء حالته بمرور الوقت، وقد لايبقى حيًا لفترة أطول تحت أجهزة التنفس الصناعية، كما قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" في بيان صدر الأسبوع الماضي.
وقال "كير" إن الأم البالغة من العمر 21 عامًا، التي تعيش في مصر، تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة، لكنها تنتظر منذ أكثر من عام، رغم الطلبات المتكررة للإسراع في قضيتها، ويذكر أنه رفضت تأشيرة الأم في العام الماضي، بسبب ما يسمى بحظر المسلمين، والذي بموجبه فرضت قيودًا على سفر الأشخاص من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، وتمنح وزارة الخارجية الاستثناءات، ولكن نادرًا جدًا، والتي رفضت التعليق على القضية.
يقول حسن، إن من غير المتوقع أن يعيش ابنه لفترة أطول، كما ناشد وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الاثنين، لتعجيل طلب زوجته للحصول على تنازل، حتى يمكنها أن تودع ابنها، ووفقًا للأسرة، تقوم وزارة الخارجية الأمريكية بالنظر في طلب الأم، للحصول على التأشيرة ولكن الوقت ينفذ، ويعتزم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) تقديم رسالة رسمية مع وزارة الخارجية والسفارة الأمريكية في القاهرة، لتسريع طلب الأم للحصول على تأشيرة، كما قام بدفع حملة عبر الإنترنت، لجعل الناس يحثون ممثليهم على اتخاذ إجراء.
وقال باسم الكَرة، أحد الناشطين في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، أمس الاثنين: "نحن الآن نرى تأثير الحظر الإسلامي بأكثر طريقة مهينة للإنسانية"، وأضاف "إننا ندعو وزارة الخارجية إلى إصدار تنازل للمسلمين، للسماح لشيماء صويلح، زوجة المواطن الأمريكي، والأم لمواطن أمريكي، بحضن طفلها للمرة الأخيرة والسماح لها بالحزن بكرامة".
وأكدت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل، بعد مقابلتها مع الأب، أن الزوجان ألتقيا وتزوجا في اليمن، وولد ابنهما في اليمن، بعد عامين من اندلاع الحرب الأهلية في البلاد، وبعد سفر الأم إلى مصر، التقى بها زوجها في القاهرة، وحصل على وثائق سفر لابنه من السفارة الامريكية، واضطر لتركها والسفر إلى ستوكتون في كاليفورنيا بسبب تدهور حالة ولدهما.
وتحظر النسخة الثالثة من حظر سفر إدارة ترامب دخول معظم الناس، بالإضافة إلى اليمن من إيران وليبيا والصومال وسوريا إلى الولايات المتحدة، كما يؤثر على الزوار من كوريا الشمالية وبعض المسافرين من فنزويلا.
وسعت جماعات حقوق الإنسان، إلى إلغاء الحظر في المحكمة العليا الأمريكية، بدعوى أنها كانت متحيزة ضد المسلمين لكن المحكمة العليا رفضت الالتماس.