في اليوم العالمي للغة العربية.. تعرف على القصيدة التي أعجزت خليفة المسلمين

كتب :

اللغة العربية هي لغة القرآن وأكثر لغات العالم تحدثًا ونطقًا وأكثر اللغات انتشارًا فى العالم والتى يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة.

لغة القرآن، ولغة الصلاة، ولغة المسلمين، فهى الأهم عندهم حيث أن أساسيات الشعائر الإسلامية والعبادات تقام باللغة العربية، ولم تقتصر اللغة العربية على المسلمين فقط بل شملت الكنائس المسيحية، كما كتبت بها الأعمال الدينية والفكرية اليهودية فى العصور الوسطى.

ساعد انتشار الإسلام فى ارتفاع مكانة اللغة العربية بين الدول، إذ أصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة فى الأراضى التى حكمها المسلمون.

وفى اليوم العالمى للغة العربية جاءت قصيدة "صوت صفير البلبل " متصدرة معجم اللغة العربية، تلك القصيدة التى عجز الكثير فى البداية تفسيرها لصعوبة واختلاف معانيها، فقد كتبها "الأصمعى" تحديا للخليفة العباسى" أبا جعفر المنصور" تحديا له، فقد كان يملك ذاكرة حديدية، ويحفظ القصيدة مهما بلغ طول أبياتها من أول مرة، وكان لديه غلام يحفظها بعد سماعها مرتين، وجارية تحفظهت بعد ثلاث مرات، ولم يكن يعلن أحدا بهذا السر غيره.

وأعلن الخليفة أن من سيلقى قصيدة لم يسمعها من قبل ولن يستطيع سردها سوف يأخذ وزن ماكتب عليها ذهبا، الأمر الذى جعل الشعراء يتهافتون لهاثا لتأليف القصائد والذهاب بها إلى الخليفة ليلقوها على مسامعه.

ولكن كان الخليفة يحطم أمالهم على صخرة ذاكرته، فعندما يلقى الشاعر القصيدة يقول له أنه سمعها من قبل ويسردها عليه، ويأتى بغلامه ليؤكد كلامه ويلقى القصيدة، ومن ثم تأتى الجارية لتلقى القصيدة، الأمر الذى يجعل الشاعر يذهب فى خيبة أمل بعد أن يلقى ثلاثتهم القصيدة رغم أمها من تأليف الشاعر.

وصل الخبر إلى مسامع الأصمعى وأيقن أن فى الأمر خديعة ماكرة قام بها الخليفة، فأعد قصيدة منوعة الكلمات غريبة المعانى، وتخفى فى لباس الأعراب فالأمير كان يعرفه، ودخل عليه وقال: إن لدى قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أظن بأنك سمعتها سابقا، فألقى الأصمعى قصيدة "صوت صفير البلبل " وبعد انتهائه ولشدة غرابة الكلمات لم يستطيع الخليفة سردها أو حتى يتذكر منها شيئا، وأحضر غلامه فلم يستطع سردها حيث أنه يحفظها من سماعها مرتين، ومن ثم أتى بالجارية والتى خفقت لأنها تحفظ من ثلاث مرات.

وهنا أذعن الخليفة للأمر الواقع وقال شوف أعطيك وزن لوح الكتابة ذهبا فاذهب واحضره، فرد الأصمعى بابتسامة تغزو شفتيه: لقد ورثت عمود رخام من أبى فنقشت هذه القصيدة عليه، وهذا العمود على جملى فى الخارج يحمله عشر جنود، ولما أتى بالعمود وزن الخليفة العمود وأعد المال، وقال "الوزير" بعد شكه فى أمر الأصمعى : ياأمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعى، فأمر الخليفة الأصمعى بإماطة غطاء وجهه، ولما أزاله وجد أنه الأصمعى، فقال أتفعل ذلك فى أمير المؤنين أعد المال، فرد عليه بأنه لن يعيد المال إلا بشرط أن يعيد للشعراء ما أقسم من مال على وزن ماكتبو، فقال الخليفة: لك ماتريد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً