يشهد موسم الانتقالات الحالي قبل بدايته، زيادة جنونية في أسعار اللاعبين، تكاد تكون أضعاف ما كانت عليه في السنوات السابقة، وربما من وقت قليل، لم نشهد هذه الأرقام الخرافية من قبل، فمنذ صفقة انتقال المهاجم الشاب صلاح محسن لاعب إنبى السابق للنادى الأهلى، والتى تعد من أضخم الصفقات التى تمت فى الآونة الأخيرة، حيث انتقل اللاعب صاحب الـ20 عاما مقابل 40 مليون جنيه، ارتفعت قيمة الصفقات بشكل كبير في مصر.
وتعد صفقة عنتر لاعب الأسيوطى سابقا «بيراميدز»، من الصفقات التى افتعلت جدل كبير، حيث كان اللاعب قريب من الانتقال للنادى الأهلى ولكن دخل الزمالك في الصفقة مما أدى إلى زيادة القيمة الشرائية للاعب إلى 15 مليون جنيه باﻹضافة إلى 20% عائد من قيمة انتقاله إذا تم بيعه مستقبلا.
واستطلعت «أهل مصر» آراء بعض المسئولين، حيث قال محمد الطويلة رئيس نادى النجوم الصاعد للدورى المصرى الممتاز لأول مرة فى تاريخه، إن أسعار انتقال اللاعبين فى الوقت الحالى طبيعية وليست مبالغ فيها، ذلك لانخفاض قيمة الجنيه المصرى، مؤكدا أنه إذا تم حسابها سوف نجد أن القيمة التى تدفع الآن قياسا بما كان قبل تعويم الجنيه منطقية جدا.
وأضاف «الطويلة» أن ظهور بيراميدز أثر بشكل كبير على أسعار اللاعبين فى مصر، فهو له تأثير كبير على حركة الأسعار فى السوق، بعدما كانت الأسعار فى حدود 2 أو 3 أو 5 ملايين جنيه مصرى، أصبح اليوم سقف الأسعار يرتفع بشكل كبير، متوقعًا عدم زيادة فى الأسعار فى الفترة المقبلة، ولن تحدث طفرات فى قيمة الصفقات، لأن كل نادى تعاقد مع ما يحتاجه، مضيفا أن آخر طفرة حدثت فى الصفقات كانت من جهة بيراميدز فى لاعب المقاصة.
وأكد «الطويلة» أن كل نادى له طريقته الخاصة فى حساب المبلغ المراد للتفريط فى لاعبه، فهناك أندية تحسبها من منطلق أنها تحتاج لاعب معين، فترفع السعر لحرمان النادى المنافس منه، وتدفع أى مبلغ لجلبه بأى طريقة، وهذه الأندية لا يهمها القيمة على قدر ما سوف تجنيه من نجاح فى خطف اللاعب من النادى المنافس، فهناك ثلاث مستويات، الأول يشترى لتحقيق أهداف معينة، منها إفساد صفقة على نادى آخر، أو أن النادى يحتاج اللاعب بأى طريقة فبالتالى سوف يتعاقد معه بأى قيمة تحدد، و هذا ينطبق على عدد قليل من الأندية التى لا تتعدى ثلاث أندية مثل الأهلى والزمالك وبيراميدز، فهو لا يهمه القيمة المدفوعة قدر ما يهمه من تحقيق أهداف معنوية لجماهيره، وأهداف الحصول على صفقة معينة بصرف النظر عن القيمة الحقيقية للاعب.
وأضاف الطويلة، قيمة اللاعب الفنية هي التي تقدره، ويأتى بعدها الاحتياج للاعب ، هل إذا تم بيعه سيكون هناك البديل أم سيحدث خلل فى الفريق، ونظرتى لمسقبل اللاعب، ومعظم اللاعبين المتواجدين لدى النادى من الناشئين، فعندما يكون لدى لاعب وأنا أرى فيه مستقبل كبير وسوف يصل إلى مرتبة كبيرة وبالتالى سيرتفع سعره، سأتمسك به حتى أحصل على أعلى قيمة يمكننى الحصول عليها، وفى النهاية العرض المقدم هو من يتحكم ، مثلما حدث مع الأندية التى باعت إلى بيراميدز لأن السعر مغرى لدرجة أنه لا يقاوم ولا يرفض.
وقال محمد صلاح مدرب الزمالك الأسبق، إن الأسعار فى الوقت الحالى مناسبة ومعقولة مقارنة بالأسعار خارج مصر، وعند مقارنة هذه الأسعار بالأسعار فى أوروبا نجدها لا تساوي 10% من الذى يتحصل عليه اللاعب فى أوروبا، مضيفا أن الأسعار التى تعرض للصحافة ليست الأرقام الحقيقية، وقيمة الصفقة يتقاسمها اللاعب والنادى معا، وليس النادى فقط، مثل صفقة على جبر التى كانت قيمتها 20 مليون جنيه، أخذ اللاعب 8، وتحصل النادى على 12 مليون جنيه.
وتابع صفقة صلاح محسن تمت بهذا السعر بسبب وجود تركي آل شيخ ، لأنه كان رئيس شرفى للأهلى حينها، فعرض على الأهلى ودفع، مؤكدا أن الشيخ تركي حول الكرة فى مصر إلى صناعة وموضوع جيد جدا ولكن الشعب المصرى لا يتفهم ذلك، ولا يعتاد عليه، وأن بيراميدز لا يؤثر على سعر الصفقات فى مصر، بل أنه أحدث طفرة ومنافسة جيدة بين الأندية.
وعند حديثه عن صفقة «عنتر» قال «صلاح» إن دخول طرفين فى الصفقة هو من رفع السعر، ومن الممكن أن يرفع النادى السعر لمضايقة النادي الذى يطلب اللاعب لعدم رغبته فى التفريط فى اللاعب، والسوق حاليا عرض وطلب.. «اللى معاه فلوس يشترى».
وأكمل «صلاح» أن سعر اللاعب يحدد على حسب مركزه وإمكانياته ، وعدد تسجيله للأهداف ومدى تأثيره فى الملعب، و سن اللاعب أيضا يتحكم بعض الشيء فى السعر، لأنه من الممكن أن ينضم إلى المنتخب ويباع فيما بعد بسعر أعلى، وسعر المهاجم هو الأعلى.
وحول سؤاله عن هل إذا كان لظهور «بيراميدز» تأثيرًا على أسعار الصفقات فى مصر، أجاب «صلاح» أنه منذ فترة كان لا يوجد سوى الأهلى والزمالك يتنافسون، ولكن فى الوقت الحالى دخل عنصر جديد وهو «بيراميدز» ويريد منافسة الأهلى والزمالك فبالتالى سيجلب الكثير من الصفقات الجيدة.
وأضاف «صلاح» أن وكيل اللاعبين من الممكن أن يكون له دور فى زيادة سعر اللاعب فى بداية الموسم ، ولكنه لا يؤثر على الصفقات ولا يتدخل بها، النادى ورئيس النادى هو المتحكم الأول فى تحديد سعر اللاعب، فالوكيل يأخذ نسبته فقط، وكلما زادت قيمة العقد تزداد نسبته.
واختتم «صلاح» أن أفضل رئيس نادى فى بيع و شراء اللاعبين بأسعار جيدة هو رئيس نادى الزمالك، ولا يوجد رئيس نادى آخر فى مصر هذا الموسم ينافسه في هذه المنطقة، وأتوقع زيادة فى أسعار الصفقات فى السنوات المقبلة، وسيكون هناك زيادة كل موسم، نظرا للارتفاع الطبيعى في الأسعار حولنا.
نقلا عن العدد الورقي.