كشف مسؤولون أمريكيون، مفاجأة تتعلق بأمر الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وقال المسؤولون في تصريحات خاصة لوكالة "رويترز"، شريطة عدم ذكر أسمائهم، إن القرار الأمريكي يتضمن كذلك إنهاء الضربات الجوية على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، قد أعلنت أن واشنطن بدأت بعملية سحب القوات من سوريا، وأن القوات الأمريكية تستعد للمرحلة التالية من محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الوقت حان لعودة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم بعد سنوات من قتالهم ضد تنظيم "داعش". وفي رسالة بالفيديو بثها عبر حسابه بموقع "تويتر"، قال ترامب: "بعد الانتصارات التاريخية ضد داعش، حان الوقت لإعادة شبابنا العظماء إلى الوطن". وتابع: "لقد انتصرنا… لذا فإن أبناءنا، شبابنا من النساء والرجال سيعودون جميعا، وسيعودون الآن".
ورحبت روسيا من جهتها بهذا القرار، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن القرار يساعد على التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن بلاده تبلغت القرار الأمريكي مسبقا، موضحا أن حكومته ستدرس تداعيات الانسحاب الأمريكي من سوريا لكنها "ستدافع عن نفسها" ضد أي أخطار محتملة مصدرها البلد المجاور.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان بعد أن بدأت الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا "لا يزال يتعين عمل الكثير، ويجب ألا نفقد رؤية الخطر الذي يشكلونه. داعش، حتى وإن كانت بلا أراض، ستظل تهديدا".
وأضاف البيان "كما أوضحت الولايات المتحدة، هذه التطورات في سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمي أو حملته. سنواصل العمل مع الدول الأعضاء في التحالف من أجل تحقيق هذا".
والأسبوع الماضي فقط، كان مبعوث الولايات المتحدة للتحالف الدولي ضد الجهاديين بريت ماكغورك يؤكد أن الأمريكيين سيبقون لبعض الوقت في سوريا.
وقال للصحافة في واشنطن: "حتى لو أن نهاية الخلافة باتت في متناول اليد الآن، فإن القضاء على تنظيم "داعش" سيستغرق وقتا أطول بكثير" لأن "هناك خلايا سرية" و"لا أحد ساذج لدرجة القول إنه سيختفي" بين عشية وضحاها.
وتابع ماكغورك: "لا أحد يقول إن المهمة قد أنجزت. بالطبع لقد تعلمنا دروسا كثيرة. لذلك، نحن نعرف أنه لا يمكننا فقط حزم الأمتعة والرحيل حالما يتم تحرير الأراضي".
وطالما حذر وزير الدفاع جيم ماتيس من انسحاب متسرع من سوريا.
وصرح ماتيس في يونيو الماضي "يتعين أن نتجنب ترك فراغ في سوريا يمكن أن يستغله نظام الأسد أو من يدعمه".
وسارع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى إبداء تحفظاته، الأربعاء، معتبرا عبر تويتر أن "انسحاب هذه القوة الأمريكية الصغيرة من سوريا سيكون خطأ فادحا، على طريقة (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما".
واعتبر زميله ماركو روبيو أن هذا القرار الذي اتخذ رغم تحذيرات العسكريين يشكل خطأ "سيظل يطارد أمريكا لأعوام".
ولا يزال لدى الولايات المتحدة نحو 2000 جندي أمريكي في سوريا معظمهم من قوات العمليات الخاصة التي تعمل عن كثب مع تحالف من المسلحين الأكراد والعرب هو قوات سوريا الديمقراطية.
لكن حتى مع الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا سيظل هناك وجود عسكري أمريكي كبير في المنطقة يتضمن نحو 5200 جندي عبر الحدود في العراق.