في 19 ديسمبر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر: "لقد هزمنا تنظيم داعش في سوريا ، وهو السبب الوحيد لوجودي هناك أثناء رئاستي، ثم أكد البيت الأبيض أن القوات الأمريكية تغادر سوريا على الفور وسوف تكون ذهب تماما في غضون 30 يوما.
وقال مسؤولون أميركيون إن جميع موظفي وزارة الخارجية سيغادرون في غضون 24 ساعة ، كما تم إخلاء موظفي المنظمات غير الحكومية الذين يعملون على تحقيق الاستقرار.
ولقد مر على ثورة الربيع العربي في سوريا سبع سنوات و38 يومًا، وهي نفس المدة ايضاً التي مرت على تعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، ولكن اليوم عاد الحديث وبقوة عن أهمية عودة سوريا للجامعة العربية.
وفي ظل عدم رد أو تأكيد رسمي من الجامعة العربية بشأن الأمر، نشرت وكالة سبوتنيك الروسية بنسختها الإنجليزية تصريحات خاصة للأمين العام للجامعة العربية السابق عمرو موسى ، الذي أكد على ضرورة عودة سوريا للجماعة العربية وتمكين الدول الأعضاء من المساهمة في حل القضية السورية.
وأكد عمرو موسى أن التدخلات الغربية في شئون الدول العربية الداخلية تصعب الأمور أحياناً، لذا لا بد من التكاتف العربي للتوصل إلى حل وإنهاء الأوضاع في سوريا، مضيفاً أن سوريا دولة عربية وستظل عربية، ومن الضروري وجود دور عربي لحل القضية السورية في الوقت الحالى.
وقال "موسى" أنه يجب على الدول الأعضاء في الجامعة العربية مناقشة الأمر، واتخاذ القرار بهذا الشأن، خاصة أن مسؤولية القرار تقع على الدول الأعضاء في الجامعة العربية، ويجب على الدول التي تدير الأمور في سوريا، أن تفتح الباب للدول العربية للمشاركة في الحل، وهي مسألة أساسية، حيث إنه لا يمكن الحديث عن دور الجامعة العربية وفي نفس التوقيت تغلق الأبواب بوجه سوريا.
وأشار أمين عام الجامعة العربية السابق إلى أن الدول العربية يجب أن يكون لها دور فعال وذلك سيحدث فقط عندما تفتح الأبواب لهذا الدور.
وأوضح أن انسحاب أمريكا من سوريا له مؤشرات كثيرة، والأمر يطرح العديد من علامات الاستفهام، وعمليات البحث حول أسباب الأمر وتوابعه مستمرة، كما أن الأمر لا يقتصر على القوات الأمريكية، خاصة أنه لا يمكن الحديث عن وجود القوات الأمريكية ونتغافل تواجد قوات أخرى منها إيران مثلاً.
وأضاف "عمرو موسى" أن القرار يتناسب مع نمط من التحركات التي اتخذتها إدارة ترامب لاسترضاء تركيا، التي تعترض على قيام الولايات المتحدة بتسليح وتدريب القوات الكردية السورية في شرق سوريا.
وكانت تركيا، الحليف للناتو، تغازل بفكرة شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 بدلاً من نظام باتريوت الذي بنته الولايات المتحدة، في أعقاب اتصال الرئيس ترامب بالهاتف مع تركيا يوم الجمعة ، وافقت تركيا على شراء النظام الأمريكي مقابل 3.5 مليار دولار.