أصبح تفاقم الغلاء فوق احتمال كل مواطن مصرى، وشكل حالة من الغضب فى الشوارع، بين ساخر وساخط، وصارت الملابس الشتوية بعيدة كل البعد عن متناول أيدي الطبقة المتوسطة. فمثلاً تتراوح أسعار الجاكيت الشتوى بين 800 و900 جنيه. أما لبلوفر الشتوى العادى الشعبى فيتراوح سعره بين 350 و500 جنيه، وكذلك الحال في ملابس الحريمى، والتي لا تختلف أسعارها كثيرا عن الرجالى، وربما بالزيادة، وهذا يشكل ضرراً على المواطنين، حيث بلغت البلوزة العادية "الشميز" بين 300 و350 جنيها، والجاكيت الحريمى 500 و700 جنيه، ويصل إلى ألف جنيه. وبالنسبة للأطفال أصبح الطقم الشتوى الكامل للطفل بحوالى 900 جنيه المتوسط الخامة.
شكاوى المواطنين من ارتفاع أسعار الملابس:
قالت هدى إبراهيم محمد، أم لأربعة أطفال وموظفة بمصلحة حكومية "الأسعار ولعت نار. إحنا بالعافية بنمشى بالزق فى الأكل والشرب، وما بالك المدارس ومصاريفها؟ أنا بادور من الصبح بقالى ساعتين على جاكيت لابنى الكبير. الأسعار مولعة جدا، مش عارفة أشترى حاجة. حتى الوكالة اللى هى بيكون سعرها أرخص لقيت سعر الجاكيت فيها لعمر 12 سنة بـ350 جنيه، وكمان الماركة المتوسطة بين الشعبى والتوكيل أصبحت أسعارها غالية. مش عارفة أعمل إيه. الدنيا صعبة جدا".
وقال محمد إسماعيل هريدى، أب لثلاثة أطفال: أسعار الملابس مرتفعة جدا. ما اقدرش اشترى طقم لابنى يصل لمبلغ 1000 جنيه. أمال هأكله هو وإخواته منين؟ ما فيش حل غير إنى ألبسهم لبس السنة اللى فاتت، ويلبسوا من تحت تقيل، والشتا عمره قصير. أنا هادفع أكل ولا شرب ولا مدارس ودروس ولا علاج ولا إيجار ومية ولا إيه بس؟ إحنا ماشيين بالزق. الحمد لله على كل حال.
وبشكوى مريرة قال عبده حليم "أنا لا عارف آكل ولا أشرب ولا ألبس. أنا مش لاقى شغل، وكل يوم أخرج عشان أرجع لبيتى وأولادى بخمسين جنيه. قولوا لى ألبسهم منين. أنا كنت عايز أشترى مرة لبنتى الكبيرة عندها 5 سنوات بلوفر شتوى من العتبة، والملابس فيها سعرها يعنى فى متناول الغلابة، لقيت البلوفر بـ 200 جنيه وخامته عادية، مش ماركة ولا حاجة. ما اعرفتش أقسم بالله إحنا بقينا تحت الرجلين".
وقال أحمد فكرى صائحا من غلبه "اللى معاه فلوس للبس مش عارف يشترى. المحلات فيها خامات مش حلوة، ومعظم المعروض فى المحلات قديم من العام الماضى، والخامات مش كويسة خالص. حرام ندفع فيها فلوس. والغلابة ربنا يكون فى عونهم المعايش صعبة".
وأكد جلال محمود "أنا أب لولدين وبنت، ومش عارف أشترى لهم أى شىء، فباخلى أمهم تلبسهم القديم، وتتقل لهم اللبس من تحت. إحنا داخلين الشتا الجاى على مولد سيدى العريان لو اللبس فضل كدا على طول، وما بقاش فيه حل للى بيحصل دا".
وسط شكاوى المواطنين تأتى شكاوى التجار:
أبو عبد الرحمن، تاجر ملابس وصاحب مصنع ملابس جاهزة، اشتكى هو الآخر من غول الأسعار، بقوله "حركة البيع والشراء أصبح بها ركود غير عادى، والحال واقف جدا بسبب ارتفاع الأسعار هذا العام غير الأعوام السابقة، حيث يتراوح سر البطلون الجينز بين 190 : 350 جنيه أقل شىء للخامات العادية، وممكن الطقم الواحد يتعدى سعره 1000 جنيه، وهناك أسعار فوق ذلك، والخامات أصبح داخلها مستورد".
وتابع أبو عبد الرحمن "موجة الغلاء تؤثر علينا جميعاً كمواطنين، وما حدش معاه فلوس يشترى. أنا شخصيا صفيت ناس من عندى فى المصنع والمحل؛ لان المرتبات هاجيبها منين لحوالى 20 عامل بالمصنع و9 فى المحل. ما كانش فيه حل غير إنى أقلل العمالة".
وأكد محمد حميدو، صاحب محلات ملابس أن الأسعار ارتفعت بالضعف، ودائما اللبس المستورد يبرر ارتفاع الأسعار، ونعلم جميعاً السبب، وهو ارتفاع سعر الدولار والعاملين بالمكان والكهرباء والإيجار للمحلات.. كل هذه الزيادات طبيعى أن يتم إضافتها للأسعار، فتأتى بالزيادة على المواطن".
وقال مصطفى البارودى "ما فيش لا بيع ولا شراء فى المحل. الناس بتيجى تتفرج وتسأل وتمشى". مؤكدا "بالرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أنه توجد خامات جيدة للبضائع المعروضة".