تمتلك المكملات الغذائية فوائد كبيرة؛ نظرًا لاحتياج البعض لها بصورة شديدة؛ لتزويدهم بالفيتامينات اللازمة التي يحتاج إليها الجسم، ولكن على الجانب الآخر لها عدد من التأثيرات السلبية والأضرار؛ لكونها في الأساس مواد كيميائية تتفاعل مع بعضها بعضا، وتسبب مشكلات صحية خطيرة إذا كانت بدون وصفة طبية أو تحاليل معينة يحددها الأطباء قبل تناولها.
أكد الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أن أي دواء يتناوله الإنسان يحدث من خلاله تفاعلان في الكبد، هناك تفاعل بسبب المادة الفعالة وهي تؤدي الوظيفة المطلوبة، ويتم استخلاصه في الكبد كمعاملات كيميائية، ومن ناحية أخرى التخلص من الأدوية الأخرى في الكبد لخارج الجسم؛ بسبب دوره الرئيسي كفلتر للجسم ضد المؤثرات الخارجية والداخلية، ومن ضمنها الأدوية.
وأشار "عز العرب" إلى أن المكملات الغذائية تظهر من المسمى أنها مفيدة وغير مضرة، ولكن الكثير منها عبارة عن أدوية، وأثناء تسجيل أصحاب الشركات لها يتم اللجوء إلى تسجيلها باسم المكملات الغذائية؛ لأن تسجيل الأدوية يمر بمراحل كثيرة، وإجراءات تتطلب تكلفة مادية عالية، حيث إنه لا يجب أن يتناول الفرد أي نوع من المكملات الغذائية لفترة طويلة دون إشراف؛ لأن عضو الكبد يتأثر وهو العضو الأول الذي يتعامل مع أي مؤثرات خارجية وداخلية قد تؤثر على الجسم، ويتخلص من الأدوية والهرمونات الزائدة ونسبة البكتريا والفيروسات في جسم الإنسان.
فالأدوية سلاح ذو حدين، ويجب تناولها حسب الإرشادات الطبية بالجرعة المناسبة في الوقت المناسب للمريض، والأدوية مفيدة كعلاج للأمراض، ولكن لا يجب اللجوء لاستخدام المكملات الغذائية دون إشارة من طبيب،.
وأوضح أن المكملات الغذائية يوجد بها مادة الكيراتين، وتعمل تلك المادة على إتلاف خلايا الكلى، كما أن لدينا في مصر سوء استخدام للأدوية، ويعتبر ظاهرة خطيرة للمصريين، منتشرة بشكل كبير، والدليل على ذلك إمكانية صرف الأدوية من الصيدليات بدون الروشتات أو الوصفات الطبية، وهذا لا يحدث في أي دولة في العالم، ويتسبب في مشكلات كبيرة.
ومن جانبه أوضح الدكتور حاتم البدوي، عضو مجلس إدارة اتحاد الغرفة التجارية بالقليوبية وسكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف، أن المكمل الغذائي حصل على ترخيص من وزارة الصحة، وتساءل: إذا كان يسبب تناوله فشلا كبديا أو بعض أمراض الكبد أو غير ذلك، فلماذا صرحت بنزوله للأسواق؟ مؤكدًا أن المسئول الأول عن أي أضرار لهذه المكملات الغذائية هو وزارة الصحة؛ لأن الصيدلي لا يصرف الأدوية للمرضى إلا بروشتات طبية، ولكن هناك وصفات طبية لنا الحق في وصفها للمرضى.
وأشار مدحت على، طبيب صيدلي، إلى أن المكملات الغذائية لها فوائدها؛ لأن هناك أشخاصا يحتاجون إليها؛ بسبب نقص الفيتامينات في الجسم، ولكن على الجانب الآخر تمتلك أضرارا أكبر من الفوائد التي يمكن تحقيقها، خاصة إذا تم الاعتماد عليها وتناولها بدون أي وصفات طبية؛ وبالتالي تزيد نسبة الفيتامينات والمواد الكيميائية في الجسم عن المعدلات الطبيعية، وبناء عليه تزيد نسبة الطاقة وترتفع اضطرابات النوم؛ لأنها تؤثر على تغيير الساعة البيولوجية للإنسان؛ لاحتوائها على نسبة كبيرة من الفيتامينات والكافيين.
كما شدد على أن المكملات الغذائية يمكنها أن تؤدي للإصابة بأمراض القلب وانسداد في الشرايين؛ لأنها عبارة عن مواد كيميائية تسير في الدم، وتتجمع في الأوردة، فيمكن أن تتسبب في ضعف القلب وزيادة مخاطر التعرض لنوبة قلبية.