"سلاسل حديدية" و "ماء مغلي".. بتلك الأدوات اتخذتها سيدة منتقبة، في العقد الثالث من عمرها تعمل، "مُدرسة الدين" بحضانتها الخاصة الكائنة في منطقة الطالبية بالجيزة، حيث تخلت الأم عن مشاعر الأمومة، وقامت بتعذيب طفلتها، بعدما لبست عباءة الشيطان، وسكبت من داخلها ينبوع الحنان الذي رزقها الله به، فبدلا من تحنو على أطفالها وتحسن تربيتهم، باتت تعذب في طفلتها وتذيقها من أشد العذاب ألوانًا.
5 أيام مرعبة ومخيفة، عشتها طفلة لم يتخطي عمرها 12 عامًا، بعد أن اعتادت والدتها على تعذيبها، بسكب الماء المغلي من "كاتل كهرباء" على جسدها وربطها بماسورة مياه داخل الحمام بسلسلة حديدية كالحيوانات، حتى لا تثير الشغب داخل شقتها، على وصف والدتها في تحقيقات النيابة.
30 دقيقة عاشها محرر "أهل مصر" داخل شارع العريش بالطالبية، للكشف عن تفاصيل الواقعة، التي تركت آثرًا وحديث الساعة بين الجيران وأهالي المنطقة، فمن بين هؤلاء، قالت "سعاد" إحدى الجيران وأحدى شهود العيان،:"يوم الواقعة في 10 صباحًا يوم الاثنين الماضي، كان عدد من عمال الدهانات يعملون بأحد الأبراج الذي شهد واقعة التعذيب، وأثناء عملهم سمعوا صوت طفلة من داخل إحدى الشقق بالدور العاشر، تستغيث بهم قائلةً: " إلحقوني أنا مخطوفة ومحبوسة في الحمام والست دية مش أمي"، وسرعان ما توجه عمال الدهانات لاستطلاع الأمر، وتبين لهم أن طفلة محجوزة داخل الشقة، فقاموا بإبلاغ صاحبة العقار بأعلى أصواتهم قائلين :"في واحدة مخطوفة"، لتتصل صاحبة العقار بالشرطة، الذي حضرت خلال دقائق من إبلاغهم، وتم كسر الباب محل البلاغ، بعد إذن من النيابة، وعثروا على طفلة تبلغ من العمر 12 عاما داخل حمام الشقة مقيدة من يديها بسلسلة حديدية، وطرفها الآخر مربوط في ماسورة حنفية، بأرضية الحمام وبها إصابات ناتجة عن حروق في اليدين، والقدمين تعرضت لها الطفلة".
وأخذ أطراف الحديث "مرزوق" عامل بإحدى المقاهي بالمنطقة، "عندما سألها رجال المباحث عن حالها ردت "أنا كنت عند أبويا في إسكندرية كان بيعذبني، هربت منه وجيت لأمي، قولت أمي حنونة وهتحن عليّ، طلعت قاسية أكتر من أبويا، كانت بتحرمني من الأكل والشرب، وكل يوم تضربني، وبقالي 5 أيام محبوسة في الحمام، وترمي على رجلي مياه مغلية، وكانت بتسيبني وتروح الحضانة شغلها، ومكنتش بصعب عليها، ولما سمعت صوت ناس على السلم فضلت أصوت وأقولهم انقذوني"، بعدها بحوالي نص ساعة حضرت الأم إلي المنزل لتجد رجال المباحث داخل شقتها، وعندما وجهوها أفادت بأن الطفلة ابنتها، وأنها قامت بتقييدها، بسبب شقاوتها، وعصيانها الدائم لأوامرها، وقام رجال الشرطة بالقبض عليها، ونقل الطفل إلى المستشفى للرعاية.
وتابع أحد الشهود العيان: "والدتها منتقبة وتعمل مُدرسة في حضانة لتحفيظ القرآن الكريم، أزاي جالها قلب تعمل في بنتها كدة! .. وأن الطفلة نحيفة الجسد مستحملش اللي حصل فيها"، وتضيف : "زوج أمها شيخ، وفي حاله سيرته بين جيرانه بُحسن الخلق الاثنين انتزعت من قلبهم الرحمة والإحساس".
البداية عندما تلقى قسم شرطة الطالبية بلاغًا من أهالي شارع العريش، يفيد باستغاثة فتاة من شباك إحدى الشقق وادعائها خطف سيدة لها واحتجازها بحمام الشقة، انتقلت على الفور قوة أمنية برئاسة المقدم مصطفى عبدالله، رئيس مباحث الطالبية إلى الشقة، وتبين العثور على طفلة تبلغ من العمر قرابة 12 عامًا مقيدة من إحدى يديها بـ "سلسلة كلب" حديدية، طرفها الآخر مربوط في ماسورة "حنفية" بأرضية الحمام، ومصابة بآثار حروق في اليدين والقدمين والصدر والظهر.
وكشفت التحريات بقيادة العقيد محمد أمين مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، أن الطفلة تم تعذيبها من قبل والدتها، وتبين أن الأم تزوجت مرتين المرة الأولى أنجبت طفلتين ثم تطلقت من زوجها بعد 3 سنوات وتركت طفليها برفقته ثم تزوجت مرة أخرى، وأنجبت طفلة من زوجها الثاني ومنذ قرابة 4 أشهر هربت ابنتها الكبري من والدها في الإسكندرية وقدمت للإقامة مع والدتها بالطالبية فاستغلتها الأم في أعمال المنزل وتنظيف مقر الحضانة.
كما أشارت تحريات المقدم محمد غراب، وكيل فرقة غرب الجيزة، أن الدافع وراء ارتكاب الأم الواقعة، بسبب شقاوة طفلتها وعصيانها الدائم لأوامرها، ما اضطرها إلى التعدي عليها بالضرب وغلي المياه في كاتل كهربائي وسكبه علي جسدها ويديها وقدميها، ما أدى لإصابتها بعدة حروق في أنحاء متفرقة من الجسد، وقامت بعد ذلك بتقييد الابنة بالسلاسل الحديدية بإحدى الغرف، ولكن نظرا لتبول الفتاة بالغرفة قامت الأم باحتجازها بالحمام ووضعت لها فرشة وقامت بتقييد يديها بسلسلة بقفل وغلق السلسة من الجهة الأخرى بماسورة الصنبور لمنع تحرك الفتاة.
اقرأ أيضا.. حبس ربة منزل لاتهامها بتعذيب أبناء زوجها وتقيدهم بالسلاسل الحديدية
وأضافت التحريات أن الاحتجاز استمر بالحمام لمدة 5 أيام كانت تضع خلالها لها الأم الطعام والشراب وتواصل ضربها وتعذيبها بمعاونة زوجها، كلما استغاثت الطفلة حتي استغلت الابنة خروج الأم لعملها وصرخت مستغيثة بالجيران من نافذة الحمام والذين أبلغوا غرفة النجدة.
وعقب تقنين الإجراءات القانونية، تمكنت قوة أمنية بقيادة النقيب محمد طارق معاون المباحث، من إلقاء القبض علي الأم وزوجها ونقل الطفلة إلي المستشفي، وتحرر المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيقات.