اعلان

سولشاير "المُنقذ" يعود لممارسة هوايته المفضلة مع اليونايتد

جونار سولشاير
جونار سولشاير

أولي جونار سولشاير، لطالما كان هذا الاسم محفورا في أذهان جماهير مانشستر يونايتد العريقة حول العالم، بأنه البديل المنقذ أو البديل السوبر، اللاعب الذي كان طالما يلجأ إليه السير أليكس فيرجسون في أصعب الظروف، ولم يكن يُخيب أمله أبدا، كيف لا وهو من سجل رقما قياسيا مكتوبا باسمه إلى اليوم كأكثر لاعب بديل يسجل أهدافا في الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 17 هدف.

ومن بين كل اللحظات التي أنقذ فيها سولشاير مانشستر يونايتد وأعاد البسمة لوجوه مشجعي الشياطين الحمر بحلوله بديلا وإحرازه للأهداف المستحيلة في آخر الدقائق، تبقى اللحظة التي انتهت بتتويج اليونايتد بدوري أبطال أوروبا عام 1999 هي الأبرز في أهداف النرويجي الحاسمة، فبمجرد ذكر نهائي دوري الأبطال 1999 يقفز اسم سولشاير إلى ذهنك على الفور.

خاض مانشستر يونايتد مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ على ملعب كامب نو الخاص ببرشلونة الإسباني عام 1999، وكان العملاق البافاري متقدما في الدقيقة السادسة من عمر الشوط الأول والمباراة، وحل سولشاير بديلا لأندي كول في الدقيقة 81 ولا يزال التقدم مستمرا للبايرن، وفي نفس الدقيقة التي نزل فيها لأرض الملعب عاد تيدي شيرنجهام بالشياطين الحمر وعدل النتيجة، وفي الدقيقة الثالثة بعد التسعين وقبل انطلاق صافرة نهاية المباراة بلحظات أتى النرويجي المنقذ وخطف لقب البطولة بهدف قاتل، لتظل هذه اللحظة في ذهن كل مشجع لليونايتد عاش هذه اللحظة أو سمع عنها فيما بعد.

انضم المهاجم النرويجي سولشاير إلى مانشستر يونايتد من نادي مولدي في عام 1996 وأعلن اعتزاله عام 2007، شارك في 366 لقاء وسجل 126هدف، كما حقق بقميص المان يونايتد أحد عشر لقب عبر مسيرته كلاعب، كان أليكس فيرجسون مدرب يونايتد التاريخي يلجأ إلى سولشاير كبديل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عندما تتعقد الأمور على أرض الملعب، والأخير تشهد له أرقامه المسجلة باسمه بأنه لطالما كان على مستوى التحدي ولم يخذل السير أبدا.

هذا سولشاير كلاعب، فكيف سولشاير كمدرب هل بإمكانه أن يلعب نفس الدور الذي كان يلعبه في صباه، ويصبح المنقذ وينتشل اليونايتد من الحالة التي وضعه فيها البرتغالي جوزيه مورينيو قبل إقالته؟

أشارت عدة تقارير إنجليزية، إلى أن السير أليكس فيرجسون هو من طلب سولشاير ليقود اليونايتد في هذه الفترة العصيبة، فيبدو أن المدرب المخضرم يضع آمالا كبيرة على النرويجي كتلك التي كان يضعها عليه في الماضي، فبرغم من أن سولشاير لا يملك خبرة تدريبية كبيرة بعد إلا أن مسئولي مانشستر يونايتد يمنحونه كامل الصلاحيات في فترة الستة أشهر القادمة لينهض بالفريق مرة أخرى.

لم يخيب سولشاير الآمال المُعلقة عليه في أول مباراة خاضها ضد كارديف سيتي في الدوري الإنجليزي، وفاز بخماسية مقابل هدف، وبرغم من ضعف مستوى المنافس، إلا أن هذه النتيجة لم يحققها اليونايتد منذ اعتزال السير أليكس، كما أن الفريق تحت قيادة مورينيو، لم تكن تستطيع أن تقول هذا فريق ضعيف والفوز عليه سيكون سهل، على العكس فكل مباراة كان يخوضها اليونايتد كانت جماهيره على دِراية كاملة أن الفريق مُعرض للخسارة، فبعد الخسارة المُخزية من ديربي كاونتي أصبح كل شئ وارد طالما مورينيو هو المدرب.- إذا فمن الجلي أن سولشاير نجح في أول خطوة له بالمشوار الطويل الذي ينتظره بالكثير من التحديات، التي تتلخص فيما يلي:1- إعادة الثقة للاعبين:ستكون أول مهمة لجونار سولشاير، أثناء قيادته الفنية للشياطين الحمر، هي منح الثقة الغائبة لدى اللاعبين، والتي قضى عليها المدرب البرتغالي تماما، بسبب انتقاده لهم طوال الوقت سواء أخطأوا أم لم يخطأوا، وهو ما سيتطلب منه بعض الوقت، فبرغم أن اللاعبين ظهروا في مباراة كارديف سيتي ببعض الانتشاء والتحرر إلا أنها تظل الفترة الانتقالية من مدرب لمدرب والتي يجب أن يقودها سولشاير بحكمة شديدة.2- إعادة شخصية اليونايتد:التحدي الأهم بالنسبة لسولشاير في الوقت الحالي، هو خلق فارق فني وتحديدا على المستوى الهجومي بالنسبة لزيادة معدل خلق الفرص على مرمى المنافسين، بعكس ما عانى منه اليونايتد تحت قيادة البرتغالي الذي كان في طريقه لمحو شخصية الفريق التي ظل السير فيرجسون يبنيها لسنوات وسنوات، فمورينيو خلق من مانشستر فريق يستقبل اللعب فقط، وسط عجز تام عن خلق خطورة على مرمى المنافس أيا كان اسمه أو مستواه.النهج التكتيكي الذي يتبعه سولشاير خلال مسيرته التدريبية القصيرة، وباعتباره أحد المهاجمين التاريخيين للشياطين الحمر، يعطي مؤشرات أولية بأنه قادر على استعادة الشخصية الهجومية القوية ليونايتد والتي كان الجميع يهابها من جديد.3- إنهاء الموسم في مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا:في تحدي يعتبر الأصعب، سيكون حتميا على سولشاير أن يقود اليونايتد خلال الستة أشهر المقبلة، للظفر بمركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، فمورينيو قاد الفريق للانطلاقة الأسوأ في تاريخ اليونايتد منذ 28 عام، حيث ترك الفريق وهو في المركز السادس برصيد 26 نقطة، بفارق 11 نقطة عن المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، وبفارق 19 نقطة عن ليفربول المتصدر.4- الخروج من الموسم بكأس الاتحاد الإنجليزي:يستهل مانشستر يونايتد في الخامس من شهر يناير المقبل، المنافسة على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في مواجهة فريق ريدينج، وبالتالي فإن تحدي سولشاير هو الاستمرار في المنافسة على اللقب الذي فاز به الفريق آخر مرة من موسمين مع الهولندي فان جال، خاصة أن كأس الاتحاد الإنجليزي بات الأمل الوحيد لليونايتد للخروج بلقب هذا الموسم، بعد فقدان المنافسة على لقب الدوري وصعوبة التتويج بدوري أبطال أوروبا خاصة وأن الفريق سيواجه باريس سان جيرمان في دور الستة عشر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً