قطع المياه في مشهد فتح الهويس ثلاث اسابيع .. أزمات سببتها صناعة أفلام زمن الفن الجميل

لا شك أن صناعة المشاهد الخارجية في الأفلام تتطلب جهدًا كبيرًا، إذ تتنقل إمكانات التصوير من مكان لآخر مع كاست العمل في ظروف صعبة خاصةً في المناطق النائية، وانتجت السينما العديد من الأفلام خلال المائة سنة الماضية حول المناخ الذي عاشه المواطن المصري، ونقل هذا النمط من الحياة والمتوائم مع الطبيعة خلال تلك الأفلام، منها ما بُني على قصص حقيقية، وجسّد حكايات أشخاص يعودون لمنبت الإنسان ومنبعه الأول.

ومن مُنطلق الإيمان بالفن، وضرورة حمل رسالة فنية تعطى حافز للسينما المصرية وصنّاعها لتقديم نوعية أفلام تعتمد على المضمون والجودة، تقبّل صُناع الأفلام أي عوائق تقابلهم لصناعة مشهد بدقة للوصول إلى الرؤية التي ينشدها مُخرج العمل ومُساعديه، سواء كان هدف اللقطة ترفيهي، أو خدمي، أو ينشد اصلاحًا وتوضيح حقائق.

شيء من الخوف .. قطع المياه 3 اسابيع عن القرية

واجه مخرجين عظام أزمات أثناء تصوير مشاهد سينمائية، يخبرون خلالها إمكانية نجاة الإنسان في ظروف قاسية مثلاً، فمن الممكن أن يُلقى بطل الفيلم في جزيرة معزولة، أو وسط بحر هائج، أو يقضي الشهور ماشيًا على الأقدام في رحلة انعتاق وبحث عن روحه التي ضاعت وسط زحمة الأشياء، ونتاج صراعه مع السلطة وما شابه.

من ناحية أخرى، سببت هذه الأزمات أيضًا أزمة للمواطنين حيثُ يعيشون ويتواجدون بتلك المناطق، وعلى سبيل المثال، تسبب تصور مشهد الهويس في رائعة حسين كمال "شيء من الخوف" في قطع المياه عن القرية لمدة ثلاث اسابيع، ظل فيها منتج الفيلم الفنان صلاح ذو الفقار يقنع أهالي القرية بأهمية العمل وأهدافه، ليتمكّن "كمال" من أخذ لقطة عطش الأرض وأهلها على طبيعتها وكأنها حدثت بالفعل.

هذا ما أكدته منى ذو الفقار ابنه الفنان الراحل، خلال حوارها في برنامج "باب الخلق"، مع الإعلامي محمود سعد، وقالت أن مشهد فتح الهويس الذي قامت به الفنانة الراحلة شادية كان حقيقيًا تمامًا حيث احتشد الكثير من أهالي القرية الحقيقيين، وشاركوا في الفيلم دون سابق تحضير. وكان والدها يدخل جميع بيوت أهل القرية لأقناع أهلها بالعمل الفني الذي يقوم به، وأنه سيقوم بقطع المياه لمدة 3 اسابيع كاملة عنهم حتى يستطيع تجفيف الأرض والترعة الخاصة بها.

الزوجة الثانية .. مضايقات أهالي قرية بالدقهلية

واجه مُخرج الواقعية صلاح ابو سيف مشاق كبيرة أثناء استخدامه قرية حقيقية بناسها لتصوير مشاهد فيلم الزوجة الثانية بطولة سعاد حسني وشكري سرحان، والذي لم تخرج مشاهده عن القرية، وحسب ما حكاه الماكير محمد عشوب في برنامج "ممنوع من العرض"، إن "ابو سيف" وجد قرية ريفية في محافظة الدقهلية وذهب للعمدة لأخذ تصريح منه بالتصوير على الطبيعة .. وبالفعل بدأ التصوير لمدة 17 يوم حيثُ تسببوا في مضايقات لأهل القرية أثناء التصوير، وفوجئ فريق العمل عند ذهابهم في اليوم التالي لاستكمال التصوير بوجود حواجز على القرية ومنعهم من الدخول نهائيًا، حتى توسط أحد أقارب العمدة له بالسماح لهم بتصوير الفيلم ووافق الرجل الذي كان نسخة من الممثل رشدي أباظة –حسب وصف عاشوب- ، وكان يقدم لهم الطعام يوميًا، بسبب اعجابه بالسندريلا.

ابي فوق الشجرة .. يوقف بيع عقار بالاسكندرية

جميعنا يتذكر أغاني الفيلم المبهجة التي تم تصويرها على بلاجات الاسكندرية في صيف 69، اضطر نفس مخرج شيء من الخوف، الرائع حسين كمال، من اخلاء أحد بلاجات المُطلة على كورنيش الاسكندرية، لتصوير لقطات أغنية "قاضي البلاج"

واستغل أحد العقارات التي كانت ملكًا لسيد مرعي، الذي اصبح رئيس مجلس الشعب في عهد السادات، ويقول حارس العقار الحالي أنه بعد مرور عشرات السنين على تصوير الفيلم، و38 عاما على رحيل العندليب، انتشرت الأبراج حول العمارة، حتى أن أحد المقاولين حاول منذ عدة سنوات شراء هذا العقار لبناء برج مطل على البحر، وبرغم السعر الخيالي للعقار في الوقت الحالي رفضوا ورثة سيد مرعى بيع العمارة لتكون العمارة الوحيدة المتبقية من زمن الفن الجميل بأرض الإسكندرية، بعد أن تم هدم معظم العقارات والفيللات الأثرية والتراثية المحيطة بها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً