لأول مرة.. تفاصيل خطة هروب السادات بعد اعتقاله

كتب :

في حياة كل رجل ثمة محطات لا يمكن التغاضي عنها، أو أن تمر مرور الكرام، خاصة إذ تحول هذا الشخص بعد ذلك إلى رجل تتأثر بآراءه آراء منطقة بكامله ويملك قرار سياسي لبلد بحاله، ذلك ما حدث مع الرئيس الراحل أنور السادات الذي يتزامن اليوم مرور 100 عام على ميلاده، وكما أن الرجل له الكثير من الآراء التي غيرت في إحداثيات المنطقة العربية كان له محطات في حياته صنعت منها رجل سياسة بعد ذلك.

ولعل السادات لم يُخفي إنه كان معتقل قبل ثورة يوليو 1952، بتهمة التخابر مع ألمانيا ضد انجلترا وقت الحرب العالمية الثانية، وهو تخابر صحيح اعتبره السادات شرف من منطلق قاعدة "عدو عدوي صديقي" لكن السؤال كيف هرب الرئيس الراحل من هذا المعتقل وما تفاصيل ذلك.

الكاتب الصحفي موسى صبري أحد أقرب المقربين للرئيس السادات، يحكي تلك القصة في كتابه، 50 عاما في قطار الصحافة، إذ كان هو الآخر معتقل، ويقول "رأيت السادات لأول مرة في معتقل الزيتون عام 1943، وكنت لم اتجاوز التاسعة عشر، وكان صامت طول الوقت، أنيق في ملابسه، ولا يتحدث إلا قليلًا ورغم ذلك له احترام بين الجميع فهو يوزباشي سابق".

ويضيف موسى صبري، "توطدت العلاقة بعد ذلك بيني وبين جلال الدين الحمامصي، الذي كان قريبًا من السادات، وفي يوم استدعاني الأخير ليخبرني أن النائب إبراهيم دسوقي قدم استجواب في البرلمان عن أحوال المعتقلين، ولازم ندعمه، وحين سألته كيف قال نهّرب عدد من المعتقلين ممثلين لكل الاتجاهات السياسية ليشرحوا كيف تتم تلك المعاملة هنا، أما دوري فكان وضع الجوابات التي تشرح ذلك في صندوق البريد".

بعد ذلك كان الحديث بين موسى صبري والسادات لشرح خطة الهرب، ويروي الأخير قائلًا "التقيت مع السادات وشرح لي خطة الهرب وكانت كالتالي، قال لي سوف نهرب من حجرة الأرانب، لا أحد من الحراس يشك في أي معتقل يدخل هذه الحجرة لأنه معروف أن المعتقل الروسي الأبيض يربي فيها الأرانب منذ زمن طويل، وهي حجرة ملاصقة لغرفة تغيير نوبات الحراسة وهذا التغيير وتسليم البنادق يستغرق 10 دقائق كل ست ساعات ويصاحبه هرج ومر".

وأضاف "خلال هذه الدقائق كل يوم نتمكن من إحداث حفرة على شكل دائرة تتسع لجسم الإنسان في سقف الحجرة ولدينا سلم في حجرة الأرانب سنحتاج إلى بريمة حفر سنأخذها من المعتقل اليوغسلافي وسأقوم أنا وحسن عزت بمهمة تقوير السقف، وفي الموعد المحدد للهرب سندخل فرادى إلى حجرة الأرانب، خذ معك غيار واحد فقط ورأي أن تدخل الغرفة دخولا طبيعيا دون أن يلحظ أحد".

وأكمل "عندئذ ستصعد على السلم حتى تصل إلى القطعة المقورة من السقف ستخرج بنصف جسدك ثم تميل بهذا النصف حتى تلتصق بالسقف وتزحف بعد ذلك حتى تخرج باقي جسدك، لتصل إلى ما فوق الحائط الذي يفصل بين حجرة الأرانب وحجرة السلاح، الزحف هنا لن يحدث صوتا لأنه ليس ثمة فراغ ستصل بالزحف الى السور الخارجي هذا السور ليس عليه حراسة من الخارج لأنه يؤدي لحديثة المقصر المجاور ستقفز إلى سور هذه الحديقة ثم قفزة أخرى إلى الأرض وهي فضاء على ناصية القصر ستكون هناك سيارة في انتظارنا في الموعد المحدد".

وهكذا تمت قصة هروب السادات واستطاع بالفعل أن يهرب ويختبيء فترة حتى صدر له قرار عفو.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً