تعاني بحيرة قارون منذ عدة سنوات من إهمال شديد تسبب في هجرة الأسماك لشدة ملوحتها وتلوثها بالنفايات والصرف الصحي، وبحيرة قارون من أعمق البحيرات المصرية ويصل عمقها إلى 14 مترًا ومساحتها 330 كيلومترًا وطولها 40 كيلومترًا، وسميت قارون بمعرفة الأهالي لكونها كانت مليئة بالبروز والخلجان وكان من المعروف أنها المكان المفضل للملك فاروق فكان يقضي معظم وقته داخل البحيرة لصيد البط التي كانت تشتهر به محافظة الفيوم، وهو الأمر الذي يحتاج إلى روشتة لإعادة الحياة إليها مرة أخرى.
يقول الدكتور ضياء القوصي الخبير في الشأن المائي، إنه لسنوات طويلة كان يعيش سكان قرى الفيوم على مكاسب بيع الأسماك، حيث كان يعمل تقريبًا ثلث سكان المحافظة في مهنة الصيد، ولكن لم يستمر الحال كثيرًا فبعد أن انتشرت الطحالب وخاصة طفيل "الأيزوبودا" وهو طفيل قاتل للأسماك، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة، أصبحت البحيرة "شبه ميتة" ويرجع سبب ارتفاع نسبة ملوحتها إلى صب مياه الصرف الصحي والكيماويات الصناعية، مما عرض الثروة السمكية إلى الموت، فوصلت نسبة الملوحة في البحيرة إلى 40 جرامًا في اللتر الواحد وهي نسبة كبيرة للغاية.
وأضاف "القوصي" إلى أن البحيرة تحتاج لإعادة النظر من جديد، بالإضافة إلى النظر في طرق التعامل مع الطيور المهاجرة هناك التي اعتادت على الاستيطان فوق هذا المسطح المائي وغالبا ما يكون هذا الاهتمام عالمياً لما تحتويه الاتفاقات المصرية من التزام للمحافظة على الطيور المهاجرة .
وكان اللواء عصام سعد محافظ الفيوم، أكد في وقت سابق، أنه تم التعامل مع بحيرة قارون لإزالة الأضرار التي لحقت بها، وتكلفتها 13 مليون جنيه، وتشمل إنشاء قناة كحزام حماية بطول 10 كيلوأمتار
بالإضافة إلى 8 فلاتر لترسيب المخلفات الصلبة ورفع المخلفات العضوية، وتم عمل محطات معالجة لتحسين جودة وخصائص المياه، مشيرًا إلى أنه تم إلقاء 10 ملايين زريعة جمبري لقدرته على التعايش في مياه شديدة الملوحة ومن ثم التخفيف من درجة ملوحتها.