في مئوية السادات عقدت وزارة الثقافة احتفالية كبيرة بمرور مئة عام على مولد محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام وسط حضور الدكتور سعيد المصري أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور على الدين هلال، والدكتور حسام بدراوى ولفيف من النقاد والمثقفين، كما وجههت المدارس تلاميذها لإعداد موضوعات بحث عن محمد انور السادات وانتصارات حرب أكتوبر لكي يتعرفون على تاريخ الرئيس محمد انور السادات تتجه انظار العالم لمصر في مئوية السادات ويتابعون انجازاته، وفي السياق ذاته نرصد أبرز الخدع الاسترايجية بحرب أكتوبر المجيدة.
"الحرب خُدعة" جملة يرددها الجميع وقت الحروب والصراعات التي تحدث بين الدول وبعضها البعض فهي وسيلة مشروعة للانتصار في الحرب، ودون العديد من الكتاب وأبرزهم الرئيس محمد أنور السادات في مذكراتهم عن حرب أكتوبر عام 1973 م والانتصار على العدو بعدة خدع استراتيجية.
الخدعة الأولي
ذكر الرئيس السادات بكتابه "البحث عن الذات" فى يوم 30 سبتمبر 1973، إنه عقد اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومى وطالبهم بوضع رأيهم في ظروف مصر إنذاك وأبدى البعض رأيهم بضرورة النزول إلى ساحة المعركة.
وقد أفاد وزير التموين وقتها أن المخزون لا يكفى لمعركة طويلة، وفى نهاية حديثهم قال الرئيس السادات قائلًا: "كل واحد منكم قال كلمته..طيب أنا عايز اقول لكم أن إقتصادنا النهاردة فى مرحلة الصفر، وعلينا التزامات آخر السنة لن نستطيع الوفاء بها للبنوك"، مضيفًا "عندما تأتى سنة 1974 بعد شهرين لن يكون عندنا رغيف الخبز للمواطنين، ولا أستطيع ان أطلب من أى عربى، دولار واحد لأن العرب يقولون لنا إحنا بندفع الدعم بتاع قناة السويس وخلاص"، وذلك (لأن القناة مغلقة من عام 1967..ولا فيه حرب ولا حاجة)، وكل هذه التصريحات ضمن الخداع الاستراتيجي للحرب.
الخدعة الثانية
أفاد المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد عن استعدادات حرب أكتوبر فى كتابه "العمليات الحربية على الجبهة المصرية"، أن الظروف تبدلت بشأن عبور قناة السويس مما يتطلب الأمر ضرورة ابتكار شدة ميدانية تتناسب مع الظروف القائمة، وفرت إدارة المهمات تجارب عديدة في هذا الشأن، وفي نهاية أكتوبر 1972، كان قد تم تشغيل 50 ألف شدة ميدانية من هذه الأنواع الجديدة، وتغيير زمزمية المياه التى يحملها جنود العبور حتى تصبح سعة 2.5 لتر بدلًا من القديمة التى كانت تسع ثلاثة أربع لتر من الماء، حتى يكون مع الجندى ما يكفيه من المياه ليوم كامل.
اقرأ أيضًا.. أبرزها "إحنا بتوع الأتوبيس".. أفلام سياسية خرجت للنور في عهد السادات (فيديو)
الخدعة الثالثة
وأوضح اللواء محمد عبد الغنى الجمسى، فى مذكراته: "أصدر الرئيس السادات توجيها إستراتيجيا إلى الفريق أول أحمد إسماعيل مؤرخا فى 9 رمضان ـ 5 اكتوبر 1973 نصه الآتى: بناء على التوجيه السياسى العسكرى الصادر لكم منى فى أول أكتوبر 1973، وبناء على الظروف المحيطة بالموقف السياسى والاستراتيجى، قررت تكليف القوات المسلحة بتنفيذ المهام الاستراتيجية الآتية:
"إزالة الجمود العسكرى الحالى بكسر وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم 6 اكتوبر 1973، تكبيد العدو اكبر خسائر ممكنة فى الأفراد والأسلحة والمعدات، العمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطور إمكانيات وقدرات القوات المسلحة، تنفذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية".
وذلك كان خداع من جانب الجيش المصري بقيادة الرئيس محمد أنور السادات نظرًا لتكليف الضباط الصغار بالكليات العسكرية بمواصلة الدراسة يوم 9 أكتوبر والسماح للضباط بالحج إلى مكة.
اقرأ أيضًا.. "قعدة سلطنة" للسادات أمام بحر إسكندرية سببًا في قرار الحرب (قصة)
الخدعة الرابعة
في يوم 4 أكتوبر، أعلنت وسائل الإعلام المصرية عن تسريح عشرون ألف جندى احتياطى، وفي صباح يوم 6 اكتوبر تجمع المصريين من خلال فرق خاصة على طول القناة وكانت مهمتهم الانتشار والتحرك بدون خوذ أو ملابس أو أسلحة ويصطادوا السمك ويأكلوا البرتقال.
ونعرض المزيد من الأسرار واللقطات الهامة بحياة الراحل الرئيس محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، لكشفها للجميع في مئوية السادات اليوم.