السادات هو اسم لن ينساه أحد، وفي مئوية السادات يذكره الجميع، وسواء محبي الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أو خصوم الرئيس انور السادات، فإن الرئيس محمد أنور السادات لن يذكر كرئيس راحل لمصر، ولكن في مئوية السادات سوف يذكر الرئيس السادات بأنه واحد من الذين غيروا مسار التاريخ، وليس من قبيل المصادفة أنه بعد كل هذه الأعوام على رحيل السادات فإن كل طالب في مدرسة لم ير السادات ولم يعش أيامه يجد نفسه مدفوعا لعمل بحث عن محمد أنور السادات كرئيس راحل وكزعيم غير مجري التاريخ واستحق عن جدارة أن يحمل لقب بطل الحرب والسلام.
الرئيس الراحل محمد أنور السادات والسينما
لا يعرف الكثيرين أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان قد حاول العمل في السينما خلال فترة تعطله عن العمل بعد طرده من الخدمة بالقوات المسلحة، وكشف بطل الحرب والسلام في مقال له نشرته جريدة الجمهورية في نوفمبر 1955، أنه تقدم لإحدى شركات الإنتاج السينمائي عام 1935؛ ليشارك في تمثيل الفيلم الصامت "تيتا وونج"، ولكنها رفضته، ووقع اختيارها على شخص آخر. وروى "السادات" أنه في يوم ما، قرأ إعلانًا تطلب فيه الفنانة "أمينة محمد" وجوهًا جديدة لفيلمها "تيتا وونج"، وعندما توجه إلى مقر الشركة في عمارة بشارع إبراهيم باشا، جاءت الفنانة أمينة محمد وشاهدت الـ20 شابًا المتقدمين، إلا أنها اختارت اثنين فقط، ورفضت الباقي.
بطل الحرب والسلام عامل تحميل
وعلى الرغم من أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان لديه الفرصة ليعيش مثل غيره من ضباط الجيش المصري في العهد الملكي حياة مستقرة وظيفيا وماليا، إلا أن الرئيس انور السادات الذي كان ضابطا صغير في سلاح الإشارة في ذلك الوقت لم يكن من هذا النوع من الذين يفضلون الصمت عما يرون أنه خيانة للوطن، ذلك فإن السادات انخرط في العمل الوطني منذ بداية التحاقه بالقوات المسلحة، وانضم لجمعيات وطنية سرية، وكان له دور قيادي في بداية تأسيس حركة الضباط الأحرار، ثم ما لبث أن كشفه البوليس السياسي بعد أن حاول الاتصال بخصوم بريطانيا التي كانت تحتل مصر خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وأدى ذلك إلى اعتقاله وطرده من الخدمة في القوات المسلحة، ثم هرب من السجن ليعيش متخفيا ويعمل في مهن مختلفة منها مهنة عامل تحميل ومهنة سائق وعامل حفر.
الرئيس السادات يعود للجيش
وبعد عودته للجيش مرة أخرى بدأت مرحلة جديدة في حياة الرئيس محمد أنور السادات، حيث استأنف السادات علاقته بتنظيم الضباط الاحرار، خاصة مع استقرار حياته الزوجية مع السيدة جيهان السادات، التي تزوجته عن حب بالرغم من انه كان متزوجا ولديه أبناء من زوجته الاولي التي كانت على ذمته، وبعد ان نجح الضباط الاحرار في الإطاحة بالنظام الملكي حرص السادات على عدم التورط في صراعات مجلس قيادة الثورة إلى أن تخلص جمال عبد الناصر من كل من عاونه في ثورة 23 يوليو، وبعد نكسة 5 يونيو وانتحار المشير عامل لم يجد عبد الناصر بالقرب منه إلا انور السادات ليكون نائبا لرئيس الجمهورية، ليكون هذا المنصب عتبة عبور السادات ليس إلى منصب الرئيس في مصر فحسب، بل ليصبح واحد من أشهر صناع التاريخ في العالم