استكمالاً لمسلسل قضية مقتل جمال خاشقجي، كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي وافق بعصبية على عرض لتناول كوب من الشاي داخل القنصلية السعودية من فرقة الاغتيال قبل لحظات من تخديره ومن ثم قتله وتمزيق جثته، وسجلَت أجهزة التنصت التي زرعتها المخابرات التركية داخل المبنى تخطيط أعضاء "فرقة القتل" لعملية القتل في الأيام السابقة وتنفيذها في 2 أكتوبر الماضي.
يقول تقرير جديد لصحيفة واشنطن بوست ، التي كان جمال خاشقجي كاتب عمود مساهم فيها ، إنه عندما وصل إلى القنصلية سأل أحد أعضاء الفريق "عما إذا كان سيأخذ الشاي".
بعد ذلك بفترة وجيزة، قال أحد أعضاء "فرقة القتل" السعودية مراراً وتكراراً للصحف إنه "سيعود إلى السعودية"، قبل أن يضخه بجرعة قاتلة من المسكنات،وقال المسؤولون لصحيفة واشنطن بوست إن "خباش" خاشقجي النهائي للهواء مسموع على التسجيلات الصوتية.
وأضافوا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الفريق كان لديه أي نية لأخذ جمال خاشقجي على قيد الحياة.
تقارير أخرى نقلاً عن أولئك الذين استمعوا إلى التسجيلات يقولون أن كلمات خاشقجي الأخيرة كانت لتخبر قاتليه "لا أستطيع التنفس"،بعد لحظات من تلاشي صيانته، فإن الصمت على الشريط يفسح المجال أمام صوت المنشار الكهربائي، بما يتفق مع التقارير التي تفيد بأن جثة خاشقجي مقطوعة.
وقد وضعت مجلة تايم الأسبوع الماضي جمال خاشقجي على غلافها ، وسمّته إلى جانب ثلاثة صحفيين آخرين وصحيفة كأفضل شخص للعام لعام 2018 للدفاع عن الحقيقة في وجه الاضطهاد والعنف.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً إنه لن يتخلى عن القضية وانتقد الرياض لأنها غيرت قصتها مراراً وتكراراً، وتسعى تركيا لتسليم 18 مشتبها بهم من بينهم 15 عضوا في فرقة اغتيال مزعومة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قرارًا يحمل محمد بن سلمان المسئول عن القتل ودعا الحكومة السعودية إلى "ضمان المساءلة المناسبة".
وجاء هذا المقطع بعد وقت قصير من موافقة مجلس الشيوخ على إجراء مختلف لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن،وينظر إلى الضجة المزدوجة للأصوات على أنها تعبير النواب عن الغضب والإحباط من تعامل ترامب مع العلاقات الأمريكية السعودية.
وقال ترامب إنه يريد من واشنطن أن تقف إلى جانب الحكومة السعودية والأمير، الذي يصفه بأنه حليف رئيسي، على الرغم من أن وكالة المخابرات المركزية ذكرت أيضًا أنه ربما كان هو الذي أمر بقتل جمال خاشقجي.
ورفض المسؤولون السعوديون هذه الاتهامات، حيث يسعى المدعي العام السعودي إلى فرض عقوبة الإعدام على خمسة مشتبه بهم،و تحاول المملكة احتواء أكبر أزمة سياسية منذ جيل.