دعا الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية في الشؤون الدينية، إلى طي صفحة الاحتقان والتناحر بين أبناء الوطن، وعمل ورش ولقاءات علمية لنزع فتيل التعصب، مضيفًا: "أدعو جميع أبناء الوطن إلى عمل حوار علمي، فلا تقدم للوطن بدون حوار علمي يقبل الرأي والرأي الآخر".
وأضاف الأزهري، في كلمته، مساء اليوم الثلاثاء، خلال اللقاء السنوي للمثقفين بمكتبة الإسكندرية، بحضور الدكتور مصطفي الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، ونخبة كبيرة من المثقفين والمفكرين في شتى المجالات، قائلا: "هيا بنا إلى تعليم جديد يتبني هذه القيم القائمة على التسامح والحضارة والعمران والتقدم والتمدن والعلم والتعليم والصناعة والتكنولوجيا وتعارف الحضارات وليس صدامها؟".
من جانبه تحدث الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، عن كتاب مستقبل الثقافة في مصر لعميد الأدب العربى دكتور طه حسين، والتي أعادت مكتبة الإسكندرية طبعه والاهتمام به، وذلك بعد مرور 80 عاما على إصداره، لافتا إلى أن هذا الكتاب، هو أخطر كتاب ظهر في تاريخ الثقافة المصرية الحديثة، لما فيه من تصورات وأحلام للمجتمع ومستقبله فهو عمل نادر لا يتكرر إلا كل قرن.
وأضاف عصفور، أن هذا الكتاب مكتوب منذ 80 عامًا، ولكن عندما تقرأه تشعر أن طه حسين كتبه الآن، فهو تحدث مرتبطا بواقعه ومستقبل الثقافة في بلده، مركزًا في الدرجة الأولى على العوائق التي من الممكن أن تعوق حركة الثقافة في مصر.
وأشار الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، إلى أن ثقافتنا هي ثقافة سماعية، مضيفًا أن المجال العام في مصر ضيق ومحدود بسبب هيمنة الخطاب الديني على المجال العام فالخطاب الديني أصبح جزءا من أي موضوع.
وأضاف هلال: "أعقتد أنه لا تقدم ولا استنارة ولا ديمقراطية إلا بوجود مجال عام تتصارع فيه الأفكار، وتتنافس فيه الاجتهادات، والتي لا يملك أحد باجتزاءه في نص أو اقتباس بل هو فكر واجتهاد بشري".
وتابع، أن الجميع منشغل بمعارك الماضي أكثر من الانشغال بالحاضر والمستقبل، وهي معارك المنتصر والمهزوم فيها سيان، مشيرًا إلى أنه عند الحديث عن معركة التقدم والاستنارة والتخلف فيقل فيها الحديث.