تفجيرات المريوطية وسماسرة المعلومات.. وخبير في الشؤون الإسلامية: اختيار الفوج السياحي لم يكن عشوائيا.. واستدراجه لمنطقة نائية يؤكد التخطيط المسبق.. وبصمات الإخوان على عملية "المريوطية" واضحة

صورة أرشيفية
كتب : أهل مصر

بعيدا عن سياسة التهويل أوالتهوين من الأمور، أو التقليل من تحركات الأجهزة الأمنية، ودورها في تجفيف منابع الإرهاب، وتحجيم مسارات التمويل والسلاح، في سيناء وباقي محافظات مصر، هناك عدة ملاحظات على تفجيرات المريوطية.

بداية تنفيذ أية عملية إرهابية يتطلب عدة نقاط أساسية: أولاً: تحديد الهدف، ثانياً: المراقبة وجمع المعلومات، وثالثاً: تحديد منطقة ونقطة التنفيذ، رابعاً: اسلوب التنفيذ للعملية والأسلحة المستخدمة، خامساً: تجهيز وتدريب العناصر على تنفيذ العملية بشكل متقن، سادساً: تأمين هروب العناصر، خاصة أن هذا البند يعتبر من ضمن عوامل نجاح العملية.

ومن ثم عملية تفجيرات المريوطية.. لم تكن عملا عشوائيا بقدر ما حملت الكثير من الدلالات المهمة بشأن التطور التكتيكي الملحوظ في جناح الإخوان المسلح، في ظل التضييق الأمني والرصد لمختلف عناصر خلايا التنظيم.

وقال عمرو النقيب، الباحث في الشؤون الإسلامية، إن اختيار الفوج السياحي لم يكن عشوائيا، أو من قبيل الصدفة، حيث إنه تم استدراج الفوج السياحي لمنطقة نائية وقريبة من الطريق الدائري، بعيدا عن منطقة وسط البلد، يؤكد التخطيط المسبق لمنطقة التنفيذ ودراسة إمكانية الهروب.

وأضاف النقيب، أنه اختيار منطقة التنفيذ بالقرب من منطقة كرداسة وناهيا، يطرح الكثير من علامات الاستفهام في ظل تمركز الكثير من عناصر الإخوان في محيط هذه المنطقة، ووجود ثأر تاريخي بين أهالي هذه البقعة الجغرافية وبين الأجهزة الأمنية، مؤكدا صعوبة قيام عناصر مستهدفة ومطاردة من قبل الأجهزة الأمنية، بمراقبة أهداف التنفيذ والوصول للمعلومات بسهولة، ما يطرح فكرة وجود طرف ثاني، تابع للخلايا المسلحة، يتمحور دوره في جمع المعلومات فقط، دون الاقتراب نهائيا من الكيان المنفذ للعمليات التي تمت خلال السنوات الماضية، وذلك لخطورة الدور المطلوب منه.

وتابع الباحث، أن هذا الطرف يتمثل في كونه أحد أمرين: وجود خلية معلوماتية خاصة بالتنظيم المسلحة للإخوان يقتصر دورها فقط في اختراق مؤسسات وقطاعات الدولة المتعددة، تتحرك بسيولة ومرونة مطلقة، وتتحصل على معلومات تمكنها من تقديم الدعم المعلوماتي للقطاع المسلح دون اكتشاف هويتها، أو التواصل المباشر مع عناصر التنظيم، والأمر الثاني، اعتماد خلايا الإخوان المسلحة على ما يعرف بـ"سماسرة المعلومات"، والذين يقتصر دورهم في تقديم المعلومات عن الأفراد، والكيانات، والهيئات سواء الخاصة أو الحكومية، بمقابل مادي، وهم عناصر يتحكمون من واقع مهنتهم وخبرتهم في هذا الملف على أكبر كم من التفاصيل والبيانات المعنية بكيانات الدولة أيا كانت سواء اقتصادية أو سياسية أو أمنية، ويتاجرون فيها، وبالبحث عن هؤلاء سنجد أن دورهم واضح جدا في الكثير من العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في مصر على مدار السنوات الماضية، وتم الاستعانة بهم من قبل تنظيم "داعش"، وما يؤكد حقيقة هذا الطرح، أن العمليات التي استهدافت المؤسسات السيادية والأمنية ورجالها، تكون دائما المعلومة هي الجندي المجهول الذي مكن هذه التنظيمات التكفيرية من تحقيق أهدافها وتنفيذ مخططها.

وأردف، أن وضوح بصمات الجناح المسلحة للإخوان على عملية "المريوطية"، لاسيما أن تنظيم "داعش"، يعتمد على أسلوب التصفية المباشر للهدف (السياح)، سواء عن طريق استخدام السلاح الآلي، أو زرع المتفجرات في قلب الهدف(الأتوبيس السياحي)، وليس بالقرب منه، إضافة لاعتماده على كميات كبيرة من المواد المتفجرة، وليس خامات بدائية أو محلية الصنع.

ولفت إلى أن اتجاه خلايا الجناح المسلح للإخوان إلى أهداف بعيدة عن رجال الشرطة، أو الجيش، أوالقضاء، يدل على أن التنظيم المسلح يمر بمرحلة تحول تدفعه إلى الإقتراب من الخط الذي يسير فيه تنظيم "القاعدة"، نحو استهداف السياح، وهو نفس المنهج الذي اتخذته قيادات الجناح المسلح للجماعة الإسلامية في تسعينات القرن الماضي من التركيز على استهداف السياح، إذ تم تنفيذ أشهر عملية إرهابية استهدفت قطاع السياحة في مصر، المعروفة بـ"مذبحة الأقصر"، ووقعت صباح يوم 17 نوفمبر 1997، وفي خلال 45 دقيقة قتلوا 58 سائحا، وهي العملية التي اثنى عليها قيادات تنظيم القاعدة في الخارج حينها.

وقال إن ثمة تقارب وتعاون بدا في الوضوح بين الجناح المسلح للإخوان، وبين تنظيم القاعدة، لاسيما بعد قيام الإخوان بالاحتفاء بالقيادات المحسوبة على تنظيم القاعدة في مصر، وبثه فيلما وثائقيا تحت عنوان"الكمين القاتل"، تضمن تفاصيل ومعلومات عن معركة "الواحات البحرية"، التي وقعت أحداثها عند منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات بالصحرء الغربية، في 20 أكتوبر2017 ، واستشهد خلالها 16 ضابطا من قيادات الأمن الوطني، والعمليات الخاصة، ونفذها تنظيم المرابطون بقيادة عشماوي، التابع لتنظيم القاعدة.

ووصفت قيادات التنظيم المسلح للإخوان، عماد عبد الحميد، بـ"الشهيد القائد"، بينما وصفت هشام عشماوي بـ"قائد المقاومة"، واعتبرتهما ضمن رموزها، كما أثنت على عمر رفاعي سرور مفتي القاعدة في ليبيا، ونجل الشيخ رفاعي سرور أحد مرجعيات السلفية الجهادية والتيار التكفيري المسلح في مصر، ووصفته بـ" الشهيد المجاهد"

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً