لم يستطع أن يروض الوحش الذي أمامه، فما كان منه إلا أن يصفده، ليسجنه بعد ذلك داخل زنزانة غروره، الذي أطاح به خارج قلعة مانشستر يونايتد، إنه البرتغالي جوزيه مورينيو، أو سبيشيال وان كما وصفه الكثيرون، لعجرفته الدائمة داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
منذ تولى جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لنادي مانشستر يونايتد، قيادة الفريق، ولم يرغب في وجود عنيد آخر داخل النادي، فلا صوت يعلو على صوته، حتى وإن كان وحش يمكن أن يلتهمه، لتنشأ من هنا الأزمات بينه وبين الفرنسي بول بوجبا، ذلك اللاعب الذي سقط سجيناً لكبرياء وغرور مديره الفني؛ حيث عمل على كبح جماح الوحش الذي بداخله، رغبة منه في تنفيذ سياسية فنية لا يؤمن بها أحد سواه.
كانت مباراة مانشستر يونايتد أمام توتنهام التي خسرها الأول بثائية نظيفة، هي الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة بين بوجبا ومورينيو، وازدادت في مباراة نيوكاسل بعد استبداله خلال اللقاء، ظنًا منه أن اللاعب قد تراجع مستواه، لكنه لا يعلم أن الخطأ يكمن في طريقة اللعب ذاتها، والتي لا تتناسب مع إمكانيات الفرنسي، ليعلنها بوجبا صريحة في حديث له مع صحيفة ديلي ميل، حول رغبته في التحرر من القيود الدفاعية التي يلزمها به مديره الفني، والعودة مرة أخرى إلى الطبيعة التي فُطر عليها، وهي العودة إلى الهجوم، عن طريق مركز صانع الألعاب أو الجناح الأيسر.
توالت الأزمة في الصعود بين الطرفين، خاصة بعدما وجه بوجبا انتقادات لاذعة لمورينيو، حول تغيير خطة اللعب، بعد التعادل الإيجابي أمام ولفرهامبتون بهدف لكل منهما، ووصلت المشكلة إلي أشدها حين تجاهل اللاعب تحية مديره الفني، خلال مران الفريق، مما جرح كبرياء البرتغالي ويدفع لتجريد الفرنسي من شارة القيادة، ويصل بعدها الطرفان إلى طريق مسدود.
تشاء الأقدار وتأتي فرصة التخلص من المتعجرف على طبق من ذهب، حين خسر الشياطين الحُمر بثلاثة أهداف مقابل هدف، على يد غريمه الأول وعدوه اللدود نادي ليفربول، لتكون القشة التي قسمت ظهر البعير، ويعلن بعدها المان يونايتد رحيل مورينيو عن تدريب الفريق، وتكون أولى خطوات كسر قيود بوجبا.
تولى النرويجي أولي جونار سولشاير مهمة تدريب مانشستر يونايتد خلفاً للبرتغالي جوزيه مورينيو، ليبدأ بعدها الفريق فصلاً جديدا في مشواره، ويكون المنقذ للفرنسي بول بوجبا.
كانت أولى القرارات التي أصدرها المدير الفني الجديد، هو الإفراج عن الوحش الذي سجنه مورينيو؛ حيث أعطى بوجبا كافة الحريات والمساحات داخل الملعب، ليس ذلك وحسب، بل أنه أعلن بناء الفريق حول الفرنسي، بعدما نجح في تسجيل هدفين من ضمن ثلاثة، في المباراة التي جمعت فريقه بنادي هدرسفيلد، ليعود بعدها من جديد في مباراة أمس الأحد أمام بورنموث، ويحرز هدفين أيضاً، في لقاء انتهى بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف وحيد.
سجل بول بوجبا في آخر ثلاث مباريات، ما لم يسجله منذ بداية الموسم؛ حيث في ولاية مورينيو سجل بوجبا هدفين فقط في 17 مباراة، في حين أحرز أربعة أهداف خلال ثلاثة مباريات فقط، ليوجه للبرتغالي رسالة شديدة اللهجة، أنه لا يعرف كيف يروض الوحش.