عروض مبهرة وألعاب نارية وأضواء زينت العاصمة الفرنسية باريس، في مشهد اختلف 360 درجة عما كان يجري قبل أيام قليلة في عاصمة النور، عندما احتشد العشرات من أصحاب السترات الصفراء احتجاجًا على غلاء الأسعار، وهي المظاهرات التي انتشرت كالنار في الهشيم بالعاصمة الفرنسية ووصلت إلى القصر الرئاسي، واحتلت الشوارع الرئيسية هناك.
واستعدادًا لأعياد الميلاد نشرت وزارة الداخلية الفرنسية 147 ألف عنصر من الأمن المدني والعسكري لحفظ النظام في احتفالات عيد رأس السنة في ظل "تهديد إرهابي" وحركات احتجاجية بالطرق العامة، وذكر وزير الداخلية كريستوف كاستانير أن احتفال عيد رأس السنة سيجري في ظل تهديد إرهابي يظل مرتفعا وحركات احتجاجية في الطرق العامة.
وتراجعت أعداد المتظاهرين في الآونة الأخيرة بفرنسا، فبعد سابع أسبوع
من احتجاجات "السترات الصفراء" أحصت فيها الحكومة 12 ألف متظاهر مقابل 38
ألف في الأسبوع الماضي، و66 ألف في الأسبوع السابق، فيما يتوعد المتحجين
بإعادة الشغب مرة أخرى، وسط اقتراحات بقطع الطرق الاحتشاد في شارع
الشانزليزيه الذي يبدو أن الحكومة مستعدة لقطعه.
وبالقرب من قوس
النصر، الذي يتوج الشارع الشهير، جرى الاحتفال بعيد رأس السنة الذي ستنقله
القنوات الرئيسية في البلاد، حيث تزينت الشوارع بالأضواء واكتسى برج إيفيل
بالأنوار التي أحاطتها الألعاب النارية، بينما احتشد العشرات في الشوارع
هذه المرة ليست للتظاهر ولكن للاحتفال بعيد رأس السنة.
وعلى ما يبدو
أن أصحاب السترات الصفراء فشلوا في إفساد احتفالات رأس السنة في فرنست،
فقبل أيام قليلة من الاحتفالات، أبدت السلطات الفرنسية قلقها من أن يفسد
أصحاب "السترات الصفراء" فرحة رأس السنة في العاصمة باريس، في وقت يتوقع أن
يتقاطر على جادة الشانزليزيه الشهيرة أكثر من 300 ألف شخص للاحتفال بالعام
الجديد.
وخلال الأسبوع الأخير من العام المنصرم، دعا عدد من قيادات
السترات الصفراء أنصارهم على فيسبوك وتويتر لـ"إسماع صوتهم"، وذلك
بالاحتجاج ليلة رأس السنة في المناطق التي تشهد توافدا كبيرا للسياح وتغطية
إعلامية مهمة، مثل "ساحة تروكاديرو" و"شون دو مارس" و"برج إيفل".
ونجحت
قوات الأمن والحكومة الفرنسية في إبهار العالم وإعادة النور مرة أخرى
لباريس، وذلك بعد تطبيق الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها، وتتمثل في
التحقق من هوية بعض الزوار وتفتيش حقائبهم، إلى جانب توقيف حركة المرور في
المناطق المذكورة سلفا ابتداء من الساعة الرابعة عصرا من الاثنين إلى غاية
الثالثة من صباح الثلاثاء، كما سيكون صف السيارات ممنوعا هناك.