بدأ الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة علماء الأزهر الشريف، خطبة الجمعة اليوم في مسجد الحسين، بعنوان أعياد الميلاد فرصة لتقوية اللحمة الوطنية بالصلاة والسلام على رسول الله، وعن موضوع خطبة الجمعة عياد الميلاد فرصة لتقوية اللحمة الوطنية، دار حديث شومان بمسجد الحسين حول العام الميلادي الجديد واحتفال إخواننا المسحيين بالنبي عيسى عليه السلام، وأنه يجب أن تكون تلك المناسبة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين على السواء وهي فرصة لتقوية اللحمة الوطنية ونسيج الوطن الواحد.
البر مطلب شرعي
وأكد شومان في خطبة الجمعة اليوم بمسجد الحسين، بعنوان أعياد الميلاد فرصة لتقوية اللحمة الوطنية، أن البر مطللب شرعي، متسائلا: ما الذي يستفيده هؤلاء من نشر الهم والغم ونشر الفرقة بين نسيج الصف الواحد؟ ومن أين يأتون بهذه الأحكام التي لا نجدها في كتاب الله أو أحاديث النبي؟ مؤكدًا أن كتاب الله يقول إن البر بهم مطلوب شرعي، فكيف يحرمه البشر؟.
وتابع: أليس الرسول قائلا "أنا أولى بعيسي بن مريم في الدنيا والآخرة"؟ كما أنه صُب فوق رأسه وأتباعه العذاب من اليهود، وكان يسأل عنهم ويود مرضاهم، فما بالك بالمسيحيين إخواننا؟ وحين اشتد تضييق كفار قريش عليه لم يجد مكانا أكثر أمنا من مكان يملكه مسيحي، ومدح النجاشي ملك الحبشة، فكانت المسيحية هي الحاضنة للإسلام في بدايته، فكيف لمن يتصنعون أحكاما لم ترد في الكتاب ولا سنة الرسول "ص"؟
وأشار إلى أشد الصحابة في الغضب سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، حين وصل للقدس، أمن المسيحيين على كنائسهم وحياتهم وصلبانهم، وأنهم لا يكرهون على دينهم.
كما فعل عمرو بن العاص عندما فتح مصر، ورأى الرومان يصبون الغضب على رؤوس المسيحيين، ولم يتبع طريقة "فرِّق تسد"، وحين وصل للإسكندرية، كتب بخط يده يؤمنهم على كنائسهم وصلبانهم، ووصف من يخرجهم من كنائسهم بأنه "لا يخرجهم من كنائسهم إلا ظالم ومجرم في حق إسلامنا".
فالرسول أوصانا بوصايا خاصة لأقباط مصر "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما".
وأكد الأمين العام لهيئة كبار علماء الأزهر أن تهنئة المسيحين بعيدهم جائزة شرعًا، وأن الذين يحرمون تهنئة الأقباط لا يعرفون أحكام الشرع وهي معصية سيسألون عنها، ولا يجب أن يحملوها لغيرهم ممن يأخذون بقولهم، كما أن احتفال المسيحيين بعيسى عليه السلام جائز شرعًا، فعلينا أن نؤمن بكل الأنبياء وإلا سيكون ديننا منقوصًا.
ودعا أن يتخذ الجميع من هذه المناسبة فرصة لتقوية الصف واللحمة وإحياء روح الإخاء وترك كل طرف يخالف أحكام الشرع.
وفي النهاية قدم عدة أدعية، منها: اللهم إننا نبرأ بكل قول يخالف كتابك، اللهم من أراد بإسلامنا وكتابنا ومصر خيرا فأعنه، ومن أراد شرا فأنت القادر عليه، اللهم توفنا مع الأبرار، واكتب لمصرنا الأمن والاستقرار.