"خدها لحم ورماها عضم".. كشفت صحيفة "ميدل إيست آي" عن مآساة "صابرين" الفتاة العراقية التي تعرضت لأقسى أنواع العنف الزوجي من زوجها الذي كان إمام وخطيب مسجد في بغداد، ومن ثم حرمها من روية أطفالها الأربعة، بعد أن اصابها بالشلل.
مأساة صابرين بدأت بعد زواجها عام 2005 من قيس عبيد إمام وخطيب أحد جوامع العاصمة العراقية بغداد، تقول عائلتها إنه أجبرها على ارتداء النقاب، ومنعها من زيارة أقاربها، ووصل به الأمر إلى منعها من زيارة شقيقاتها المتزوجات.
وقالت الصحيفة أنه زوجها كان يعذبها بمنع الطعام والشراب والاستحمام، وكان يتعمد حبسها في غرفة مظلمة لفترات طويلة، وفي 2004 مع حملها الرابع بدأت تظهر عليها علامات مثل التعثر في الأرض والخدر في الأطراف وصعوبة في السمع وتم تشخيص إصابتها بالمرض الاعصاب المحيطي، كما أصابها ضمور عضلي شديد.
وأكدت الصحيفة أن الزوج لم يكتفى بذلك القدر من التعذيب لها وإهانتها نفسياً وجسدياً أمام أطفالها بل أيضاً بدأ يتاجر بمرضها للحصول على أموال حيث أصبح يسجل لها فيديوهات وهي تزحف داخل المنزل ويرسل الفيديوهات إلى مسؤولين في العراق للحصول على أموال بحجة علاجها، وكان بالفعل يحصل على تلك الأموال لكنه لم يعالجها به.
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة في العراق أنه لا يوجد قانون يحمي النساء من العنف الزوجي، رغم مطالية منظمات حقوق الإنسان في العراق بعد رؤية الكثير من تلك الحالات في محاكم الأسرة في بغداد إلا أن البرلمان العراقي مازال منشغلاً بأزماته السياسية ولم يفعل هذا القانون الذي وعد به منذ عام.
كما توصَّلت دراسة لوزارة التخطيط العراقية صدرت عام 2012 إلى أنَّ 36% على الأقل من النساء المتزوجات أبلغن عن تعرضهن لشكل من أشكال الأذى النفسي من الأزواج، وأبلغت 23% عن تعرضهن لإساءات لفظية، وأبلغت 6% عن تعرضهن للعنف البدني، و9% للعنف الجنسي.
تقول عائلة صابرين أن زوجها قيس عبيد هددها بأنها لن ترى أطفالها في حال استجابت لطلب أهلها وأقدمت على رفع دعاوى قضائية عليه، وأكثر من ذلك تقول العائلة إن الزوج هدد والد صابرين السيد عبد الله فرحان بالقتل إن هو لم يُغلق ملف الدعوى القضائية المفتوح في محكمة أبو غريب وتصف شقيقة صابرين كيف قال لهم إنَّ قاضي المحكمة يقف إلى جانبه ورفع يده اليمنى فاركًا إصبعيه السبابة والإبهام ببعضهما، وهي حركة تعني في العراق تقديم رشوة.