طالما كان لكلمة "كاكا" على الأذان وقع غريب ومضحك، إلا أن الكثيرين لا يعلمون عن فاكهة الكاكا، سوى أنها تشبه حبة الطماطم بكافه أنواعها ،إلا أن اللون والطعم مختلفين، لكنهم يجهلون تاريخها وقيمتها الغذائية، خاصة فى علاج أمراض الذكورة، وعلاج "الضعف الجنسى"، فأسماها اليونانين "فاكهة الأساطير"، أما الشرق أسياويين والصين، أطلقوا عليها لقب "فاكهة الألهه"، وانتشرت زراعتها فى دول حوض البحر المتوسط، حتى انتقلت فى الثلاثينات إلى مصر، وأستقرت زراعتها فى قرية بنى أبو صير، التابعة لمركز سمنود، وأصبحت معقل للزراعة والتوريد للسوق المحلى والتصدير أيضًا.
يقول "محمد رامز" مزارع بقرية أبو صير: تعتبر الكاكا فاكهة الخريف والشتاء، غذاء ودواء وحلوى، بحيث تبدأ الأشجار فى الإثمار بمنتصف يوليو، أى فى الخريف، وحتى منتصف الشتاء، فتلك الأيام هى موسمها، وشجرة الكاكا غريبة إلى حد كبير، فعندما تدخل الثمرة فى طور النضج، تبدأ أوراق الشجرة فى التساقط، حتى لا يتبقى سوى الفروع الجافة والثمار، لتلتحف أبو صير بثوب برتقالى.
وأضاف "رامز"، تنضج في شهر 10و 11 و12، فهو لا يدوم إلا لفترات قصيرة، ويعتبر أفضل الأوقات لشرائه وتناوله، فهى مميزة ويختلف كثيراً عن الفاكهة الأخرى، فإما أن تحبه وتفضل تناوله، أو تختار الإبتعاد وعدم الإقتراب منه، فالقرية هنا بكافة سكانها يعملون إما بالزراعة، أو الجنى أو التنظيف والتعبئة، فالرجال تتحمل الجزء الشاق وهو الزراعة والتسميد ومراعاة الأرض، أما السيدات تقمن بجنيها ورصها بعلب خشبية، فى حرارة الغرفة، حتى تتحول للون الذهبى الشفاف، ومن الداخل "جل طرى وناعم ولذيذ"، أما الحبة غير الناضجة تسبب جفاف الحلق.
أما "ممدوح نعيم"مهندس زراعى، يقول: أتعامل مع عدد من المصدرين، الذين يختاروا أنواع وأشكال معينة من ثمرة الكاكا، وذلك لتصديرها لبعض الدول التى يستحيل زراعتها فيها كالسعودية والإمارات، ومعظم دول الخليج، لأن شجرة الكاكا، تحتاج درجة حرارة لا تزيد عن 27 درجة، وتربة جيدة الصرف ونسبة رطوبة معينة، فالحرارة الشديدة تسبب احتراق الأشجار والثمار، كما يستلمها بعض المعالجين بالأعشاب، لما لها من فوائد، خاصة للسمنة المفرطة وتخفيف الوزن والحياة الزوجية، فتحتوى على مادة البيكتين المهمة لسلامة القلب، وتقى من أمراض القلب والشرايين التاجية، مكونة شبكة محكمة تقلل من ارتفاع الدهون الضارة، وتعمل على خفض الكوليسترول فى الدم، وهذه المادة تمنع الإمساك وتتحلل فى الأمعاء إلى أحماض دهنية تغذى البكتيريا النافعة، وتنشط الجهاز المناعى، وتفيد فى الريجيم وخفض الوزن، حيث تذوب فى الماء داخل الأمعاء، مكونة مادة هلامية لزجة، تنتفخ وتعطى شعورًا بالشبع، وتنشط الدوره الدموية، وتعمل على علاج ضعف الإنتصاب بضخ الدماء، إلى جانب علاج الحيوانات المنويه.