لبس الخاتم قيمة جمالية، وأحيانا يحمل مضمونا رمزيا، وكان من عادة القياصرة والأكاسرة والملوك اتخاذ الخواتم كشعار وهيبة للملوك، فقد كان لكسري تسعة خواتم تدور في أمر الملك، كان الخاتم السادس منها نقشه «عقاب» يختم به كتب الملوك إلي الآفاق، وظهرت هذه الوظيفة للخاتم في عصر المصري القديم، حيث يعد هو اول من اتخذا من الخاتم ختم، وتوالت في الحضارات المتعاقبة القبطية والإسلامية وغيرها.
وقد اصطنع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه خاتمًا من ذهب، وكان يجعل فصه في بطن كفه إذا لبسه، فاندفع الناس يصطنعون خواتيم من ذهب، فنبذ النبي خاتمه، وقال: «لا ألبسه أبدًا» فنبذ الناس خواتيمهم.
وجاء في «الموطأ» للإمام مالك بن أنس: عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يلبس خاتمًا من ذهب، ثم قام رسول الله فنبذه، وقال: لا ألبسه أبدًا، قال فنبذ الناس خواتيمهم.
وفي رواية أخرى ذكرت للبخاري، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اصطنع خاتمًا من ذهب ويجعل فصه في بطن كفه إذا لبسه، فاصطنع الناس خواتيم من ذهب، فرقى المنير فحمد الله وأنثي عليه، فقال: إني كنت أصطنعه وإني لا ألبسه، فنبذه الناس.
ولم يكن للرسول -صلى الله عليه وسلم- رغبة في التزين بالخاتم وإنما اتخذه كشعار للدولة الإسلامية، فقد ورد في صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: لما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكتب إلي الروم قيل له: إنهم لن يقرأوا كتابك إذا لم يكن مختومًا، فاتخذ خاتما من فضة ونقشه: محمد رسول الله.
ولعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين اصطنع خاتمًا من الذهب كان يفكر في هيبة الدولة الإسلامية وألا يقل خاتمها عن خاتم الدول الأخرى والذي كان يتخذ من الذهب، وقد يكون فصه من الياقوت الأحمر أو الياقوت المورد أو الماس أو اللؤلؤ.
وفي صفة خاتم الرسول -صلى الله عليه وسلم، ذكر «ابن الجوزي» في كتابه «الوفا بأحوال المصطفى» عن أنس رضي الله عنه قال: كان نقش خاتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- "محمد" سطر و"رسول" سطر "والله" سطر.
وعنه أيضًا: كان خاتم الرسول من ورق وكان فصه حبشيًا –(الورق: الفضة، الفص الحبشي: الخرز اليماني)، ومما يؤيد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- اتخذ الخاتم كشعار لدولة الإسلام وليس للتزين أنه نهي عن النقش على نقش خاتمه، فقد جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضة، ونقش فيه محمد رسول الله. وقال "إني اتخذت خاتمًا من ورق ونقشت فيه محمد رسول الله فلا ينقش أحد على نقشه"