على بعد أمتار من محطة دار السلام، وتحديدًا في شارع "إسماعيل علي"، الذي أصبح الآن من ضمن المناطق التي سجلت أبشع قضايا القتل في المنطقة، بعد عدة أيام من قتل "سيد" داخل منزله، على يد أبن شقيقته "مختل نفسيًا"، يدعى "عادل. ع"، 37 عامًا الذي لم يتوقع أن يقف خلف القضبان، ويكون متهمًا بقتل واحدة من عائلته.
المنزل يتشح بالسواد، حتى الحوائط تبكي عم "سيد"، الدموع تتساقط، هكذا حال سكان المنطقة الشعبية، بعد ارتكاب الجريمة البشعة التي هزت أرجاءها، والتي كان الضحية فيها، بمثابة الأب الذي قتل على يد "فلذة كبده"، وبعد قطع دقائق من محطة المترو، تجد نفسك أمام منزل "سيد" الذي حام فيه ملك الموت لعدة ساعات، حتى كتب المتهم السطور الأخيرة في حياة "خاله".
اقرأ أيضا.. "الاقتصادية" تقضي بالسجن 15 عاما لصاحب "كابيتال" وتغريمه 20 مليون جنيه
بداية الجريمة، كانت في الربع الأخير من الليل، حينما استيقظ "سيد" من نومه لآداء صلاة الفجر، لم يتوقع أنها آخر صلاة في حياته، ليُلقى بربه غارقًا في دمائه، ارتدي جلبابه أبيض اللون، ليغادر منزله متجهاً إلى المسجد القاطن بجواره، بصحبة ابن شقيقته "عادل"، وبعدها عاد "سيد"، إلى منزله مرة أخرى، وقبل دخوله، سدد ابن شقيقته "مختل نفسيًا"، طعنة نافذة في البطن، ليسقط في الحال جثة هامدة.
نساء ورجال يمرون أمام منزله، يقفون للحظات يستعيدون ذكراه العطرة، أعمارهم تتراوح بين الخمسين والستين، وآخرون يجلسون لتلقي عزائه، فمن بين هؤلاء "إسماعيل ع" في العقد الثالث من عمره شقيق المتهم: "عادل بقاله سنين بيتعالج من المرض اللي فيه، في حاله ولا بيكلم حد ولا بيتخانق مع حد، بيخرج بيصلي وبيرجع تاني البيت، وما فيش إلا القهوة اللي على أول الشارع، بيقعد عليها دقايق معدودة وبيرجع تاني، دون الكلام مع حد، ده البركة".
سكوت يملئ منزل "سيد" المجني عليه، متشحًا بالأسود فور خروجه لـ"الدار الآخرة": "يوم الواقعة نزلت شغلي كالعادة ولما رجعت لقيته غرقان في دمه، بقوله من ضربك ياخالي" ليرد عليه المجني عليه: "أخوك عادل ضربني بالسكين"، وسرعان ماحمل "إسماعيل" خاله على كفيه، ونقله إلى المستشفى لإسعافه قبل أن يفارق الحياة: "أسرعنا لنقله للمستشفى افتكرنا انه جرح بسيط وهنلحقه، وروحنا المستشفى دخل على العمليات على طول، بعد ساعة من وصولنا وبعد العملية بدأ ينزف دم من "فمه" ظل يومين علي الحال ده لحد ما اتوفى" هذا مارواه لـ:"أهل مصر".