للنقل العام في مصر تاريخ من التطور منذ النشأة حتى اليوم، ولأن وسائل المواصلات أحد أهم الإختراعات التي سعى إليها الإنسان من القدم بسبب حاجته للتنقل، وعدم استطاعته السير لمسافات بعيدة فما بالك عبر المدن والمحافظات، في ظل وجود الدواب كوسيلة وحيدة للتنقل فقط. من هنا بدأ التفكير في صناعة وسيلة المواصلة بشكلها البدائي بداية من ما قبل "الحنطور" حتى الأتوبيس الذكي اليوم والسيارات الحديثة.
مراحل تطور النقل العام في مصر
تم اختراع المواصلات التي تقودها الدواب بأنواعها، ومنها السوارس التي يعود تاريخها إلى منتصف القرن الـ 19، وهي عبارة عن عربات خشبية تجرها الخيول، أنشِأت لها المواقف بالميادين العامة. وفي نهايات القرن التاسع عشر وحلول القرن العشرين، مع التطور والحداثة؛ ظهرت شركات أوتوبيسات النقل مثل أبورجيله، ومقار والأسيوطى وورثت المواقف والمحطات بالميادين العامة، مرورًا بهيئة النقل العام، التي تم انشاؤها عام 1966 بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لتنظيم عملية النقل في شوارع القاهرة الكُبرى.
حتى أن "أبورجيلة" قام بتأسيس شركة خاصة به، كانت تقلّ حوالي 13 مليون راكب شهريًا، وحقق وقتها أبورجيلة نجاح كبير، حتى تم تأميمها بعد الثورة، وانتهاء فترة أوتوبيسات النقل الخاص، لتصبح شركات النقل الجماعي ملكًا للدولة.
اقرأ أيضًا: طريقة جلوسك تكشف عن شخصيتك ورغباتك
في نهاية فترة السبعينات، ظهرت أزمة في المواصلات رهيبة، ومن ثم كان الحل هو الميكروباص، أو المشروع أو السرفيس، وبسبب الضغط وزيادة عدد السكان وعدم التنظيم أحيانًا، وتردي النقل العام، حتى ظهرت أوتوبيسات "كارتر"، التي سارت في شوارع القاهرة حاملة معها عهد "كامب ديفيد"، إذ جاءت تلك الأوتوبيسات بمعونة أمريكية، بعد الإنفتاح الإقتصادي الذي شهدته الفترة.
بدأ التوجه إلى عمل خطوط باصات مُكيفة والأتوبيسات الذكية، حتى ظهر "أبلكيشن" يسهل عليك الوصول إلى الأتوبيس؛ وانطلقت الأتوبيسات الذكية الحديثة فى خطين سير، أولهما من التجمع الثالث وصولاً إلى المرج، بمسافة 38 كم، والثاني يبدأ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة، حتى منطقة حدائق القبة، مرورًا بشارع التسعين ومحور المشير ومحور الشهيد بمسافة 31 كم.
ورغم بطء هذه المواصلة، إلا أن لديها العديد من الميزات التي تجعل لها الأولية حتى عن مترو الأنفاق، فهي تعطي لك فرصة للجلوس طوال المشوار، بخلاف منافذ الهواء أثناء السير في الشوارع بعكس المترو المكتظ بالركاب.