تسببت "السدة الشتوية" فى عودة أزمة مياه الري من جديد، بقرى ومدن محافظة بني سويف، ما يهدد محاصيل موسم الشتاء بالتلف، نتيجة الإنخفاض المفاجئ لمنسوب المياه بالترع والمجاري المائية، المغذية للأراضي الزراعية، دون إبلاغ الفلاحين والمزارعين قبل موعدها بوقت كاف، لترتيب الجدول الزمنى الزراعي للزراعات الشتوية بعيدًا عن موعد "السدة" التى قد تعرض عشرات الفدادين للبوار.
يقول عبد الله سيد، مزارع، من قرية دنديل، بمركز ناصر، إن "السدة الشتوية" إجراء سنوى اعتيادى، تنفذه وزارة الرى، ولكن هذه المرة لم يتم وضع حسابات دقيقة لها أو إبلاغ الفلاحين بوقت كاف، مما تسبب فى عدم وجود مياه لرى المحاصيل الزراعية وأبرزها محصول القمح الذى يعد من المحاصيل الاستراتيجية الهامة، بسبب عدم وجود مياه لرى المحاصيل الزراعية وتهديد الكثير من الأراضى الزراعية بالبوار فى العديد من المراكز والقري بالمحافظة.
وقال محمود وهدان، فلاح، من قرية قلها، بمركز إهناسيا، إن يجب على وزارة الري التنسيق مع المزراعين بشأن "السدة الشتوية" حتى لا يتسبب فى بوار الأراضى الزراعية، مؤكدا على أن السدة الشتوية ضرورية لإجراء صيانة وما شابه، ولكن لابد من التنسيق حتى لا تتحول لأزمة كبرى تهدد مستقبل الزراعة فى قرى ومراكز محافظة بني سويف.
وقال مصطفي مهران، صياد، من قرية الدوية، بمركز بني سويف، إن إنخفاض منسوب المياه تسبب فى توقف الصيد، لصعوبة سير المراكب وعدم قدرتهم على تحريكها بصورة طبيعية فى هذا المنسوب المنخفض للمياه، خاصة مع إختفاء الأسماك التى تختبئ بالمياه الضحلة، مبديًا خوفه من أن يكون إنخفاض المياه يرجع لتأثير أعمال انشاء سد النهضة بأثيوبيا، أو أن تستمر هذه المشكلة طويلًا، خاصة وأن صيد الأسمال من فرع النيل هو المصدر الرئيسي والوحيد لدخل أسرته، مضيفًا: "ما يحدث في الوقت الحالي من الإنخفاض في منسوب المياه أمر لم نراه من قبل".
من جانبه قال المهندس على عبد الحفيظ، وكيل وزارة الري ببني سويف، إن السدة الشتوية، يتم تنفيذها، فى مثل هذا الوقت من كل عام، منذ بناء السد العالى، ححيث تُحبس المياه فى تلك الفترة عن والترع والمجارى المائية خلال فصل الشتاء، بهدف إجراء أعمال الصيانة والتطوير فى شبكات الرى والصرف وكذلك مجرى النيل وفروعه، مؤكدًا أن هذه الفترة تشهد انخفاضاً فى منسوب المياه بمجرى نهر النيل وفروعه، يجرى تعويضها بعددًا من الإجراءات الخاصة خلال تلك الفترة تجنباً لأى تأثيرات سلبية.
وأضاف وكيل وزارة الري، أن إنخفاض منسوب هو نتيجة طبيعية لفترة السد الشتوية التى تمر بها المحافظة حاليًا، والتى تستمر حتى 20 يناير الجاري، وبعدها ستعود المياه لـ"مجاريها" بصورة طبيعية، مضيفًا: "لا داعي لأى قلق بين المواطنين، فمنسوب المياه في نهر النيل ليس ثابتا على مدار العام، خاصة في فترات الشتاء يتم تحديد المنصرف من كميات المياه طبقا للاحتياجات" ، مؤكدا نهر النيل رسوبي وهذا سلوك طبيعي للنهر بسبب حركة المياه فيه طوال العام أن يتم تكوين جزر وتحريكها من مكان لآخر بفعل حركة المياه.