حالة من الترقب والانتظار يصاحبها حالة من السكون تنتاب الوسط الصحفي مع اقتراب العد التنازلي لانتخابات مجلس نقابة الصحفيين، والتي من المقرر لها فتح باب التقديم 9 فبراير، على أن تجري في الأول من مارس القادم لاختيار نصف أعضاء المجلس والبالغ عددهم 6 بالإضافة لنقيب الصحفيين.
ورغم أن باب الترشح للانتخابات لم يفتح بعد، إلا أن عددا كبيرا من المرشحين أعلن عن ترشحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة «فيس بوك»، فضلًا عن تدشين جروبات للدعاية وطلب الدعم عبر «واتس آب»، بالإضافة للبدء في الحديث عن التربيطات الانتخابية.
على مدى عشرات السنين، كانت انتخابات الصحفيين حديثًا مستمرًا ومتواصلاً على شاشات الفضائيات يشغل الرأى العام الرسمى والشعبى، وكذلك صفحات الجرائد والمجلات، نظرا لاحتلال صاحبة الجلالة مساحة مهمة فى حياة الشعوب والدول، وهى العنوان الأبرز فى الحريات وحقوق الإنسان فى أى دولة.
جس النبض
ودخلت معركة الانتخابات على مقعد النقيب مرحلة «جس النبض»، من قبل 5 مرشحين، النقيب الحالي عبد المحسن سلامة، الذي قرر الترشح بالفعل، لكنه قال إنه سيعلن موقفه عقب فتح باب الترشح، أما ضياء رشوان فقال سيعلن موقفه النهائي خلال الأسبوع المقبل، على الرغم من أن هناك العديد من الصحفيين المسؤولين طالبوه بالترشح، بالإضافة إلي النقيب الأسبق يحيي قلاش الذي أكد لأحد المقربين أنه يتعرض لضغوط للترشح ولكنه رافض للفكرة الآن وسيحسم موقفه قريبًا، بالإضافة إلي السكرتير العام الحالي حاتم زكريا الذي أكد أنه يفكر جديًا في خوض مارثون انتخابات النقيب، وكذلك الكاتب الصحفي رفعت رشاد عضو مجلس النقابة السابق وعضو مجلس إدارة أخبار اليوم الذي يعتزم خوض المعركة الانتخابية على نفس المقعد.
ضياء رشوان
انتشرت صورة، خلال الفترة الماضية، جمعت رشوان بكرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وأحد الإعلاميين، وعدد من القيادات الصحفية، قال متابعون إنه كان اجتماعا لدفع رشوان للترشح على منصب النقيب، إلا أن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أكد أنه سيحسم امره خلال الايام المقبله.
عائق قانوني
بعد انتشار صورة رشوان، أكدت مصادر فضلت عدم ذكر اسمها أن هناك عائقا قانونيا قد يهدد ترشح رشوان في الانتخابات المقبلة، بحكم موقعه الحالي رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات، وهو ما يتعارض مع نص المادة 6 من قانون نقابة الصحفيين رقم 76 لسنة 1970، والتى تنص على: «يعتبر صحفيا مشتغلا، أ- من باشر بصفة أساسية ومنتظمة مهنة الصحافة في صحيفة يومية أو دورية تطبع في الجمهورية العربية المتحدة أو وكالة أنباء مصرية أو أجنبية تعمل فيها، وكان يتقاضى عن ذلك أجرا ثابتا بشرط ألا يباشر مهنة أخرى، ب- المحرر المترجم والمحرر المراجع والمحرر الرسام والمحرر المصور والمحرر الخطاط بشرط أن تنطبق عليهم أحكام المادتين الخامسة والسابعة من هذا القانون عند القيد، ج- المراسل إذا كان يتقاضى مرتبا ثابتا سواء كان يعمل في الجمهورية العربية المتحدة أو الخارج بشرط ألا يباشر مهنة أخرى غير إعلامية وتنطبق عليه المادتان الخامسة والسابعة عند القيد».
وأضافت المصادر، أن هذا العائق القانوني قد يجعل من الصعب على رشوان الترشح في الانتخابات في حالة حسم موقفه، مشيرا إلى أنه في حالة موافقة مجلس النقابة الحالي برئاسة عبد المحسن سلامة على نقل رشوان إلى جدول غير المشتغلين سيكون من الصعب عليه الترشح في الانتخابات المقبلة، لأنه سيفقد عنصرا رئيسيا في إجراءات الترشح.
ليست الأولى من نوعها
ولفت المصادر إلي أن واقعة رشوان ليست هي الأولى من نوعها لكن سبقتها وقائع عديدة، أمثال ما حدث لصلاح عبد المقصود الذي تقدم بنفسه بطلب لتحويله إلى جدول غير المشتغلين حينما تولى وزارة الإعلام، وكذلك تم تحويل حلمي النمنم إلى جدول غير المشتغلين بالنقابة حينما تولى وزارة الثقافة، وأسامة هيكل الذي اتخذت النقابة قرارا بتحويله إلى جدول غير المشتغلين أيضا.
اعتراض بمجلس الصحفيين
وفي نفس السياق، قالت مصادر داخل مجلس النقابة الحالي، إن هناك اعتراض داخل المجلس وخاصة ضد النقيب الحالي علي الحديث عن المادة 6 من قانون النقابة في محاولة من النقيب الحالي للتصدي لترشح رشوان علي منصب النقيب، خاصة أنه ليس من اللائق التنكيل برشوان قبل فتح باب التقدم للانتخابات بأيام، كما أن هناك نماذج مشابهة تولت مواقع حكومية ورسمية بالدولة ولم يتم تحويلها إلى جدول غير المشتغلين واستمرت في مناصبها- علي حد تعبيره.
مستشفى الصحفيين
على الجانب الآخر، يسعي النقيب الحالي عبدالمحسن سلامة والذي ينوي الترشح لفترة ولاية ثانية إلي توقيع بروتكول بناء مستشفي الصحفيين بمدينة 6 أكتوبر خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلي فتح مقر الشهر العقاري خلال الأسبوع المقبل.
مدينة الصحفيين
كما يحاول النقيب الحالي عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين، إلي انهاء الأزمة المتعلقة بمشروع مدينة الصحفيين بـ6 أكتوبر، من خلال الالتقاء بالحاجزين في مشروع مدينة 6 أكتوبر، لمناقشة الأزمة، وذلك بحضور محمد خراجة وأيمن عبد المجيد عضوى المجلس
لقاء رئيس الوزراء
ونجح سلامة في تدشين اتحاد حاجزين لتفويضه من قبل المجلس، مؤكدا أن النقابة استطاعت الحفاظ على قطعة الأرض المقدرة بـ30 فدانا بـ 6 أكتوبر .
وأكد نقيب الصحفين، أنه سوف يلتقى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لإنهاء ازمة مدينة الصحفيين باكتوبر التى مر عليها اكثر من 10 سنوات، متعهدًا بالتفاوض مع هيئة المجتمعات العمرانية بنفس السعر القديم الذى تم التعاقد عليه عند فتح باب الحجز واذا كان هناك اصرار على إعادة تسعير الارض ستكون الزيادة طفيفة وغير مؤثرة نظرا لآن الحاجزين دفعوا اقساطهم المتتالية منذ 10 سنوات.
البرنامج انتخابي
ومر عامان على انتخاب سلامة نقيبًا للصحفيين، بعد معركة دامية جمعته مع النقيب السابق يحيي قلاش، لينتصر بعد حصوله على 2457 صوتًا، مقابل 1890 لقلاش.
بدأ عبدالمحسن سلامة قبل عامين في طرح برنامجه الانتخابي علي جموع الصحفيين، وكان بدايته التأكيد على عودة النقابة إلى عصرها الذهبي، مؤكدًا أنه إذا كانت الحكومة تدعم «البطون»، فعليها أن تدعم «العقول» بدعم الورق ومستلزمات الطباعة- علي حد تعبيره إنذاك.
حياة كريمة
ووعد سلامة خلال برنامجه الانتخابي من قبل، بتوفير حد أدنى يضمن حياة كريمة للصحفي، حيث أكد أنه لا تعارض بين كرامة الصحفي وعيش حياة كريمة، بل هي من أساسيات الكرامة، بالإضافة إلي زيادة بدل التكنولوجيا والمعاشات والذي نجح بالفعل في زيادته 280 جنيهًا.
كما تعهد بدعم ومساندة الصحفيين المحبوسين على ذمة قضايا رأي ونشر، بالإضافة إلي إنشاء مستشفى استثماري خارج مبنى النقابة، ليكون أفضل من مشروع العلاج بالنقابة، والذي سيتم بالفعل امضاء عقد بناء المستشفي خلال الأسبوع المقبل- علي حد تعبير النقيب.
جمعية تعاونية للإسكان
كما وعد سلامة قبل عامين بإنشاء جمعية تعاونية للإسكان قريبة مما حدث في الأهرام، لتكون قادرة على الحصول على الأراضي والقيام بالبناء؛ لحل مشكلة الإسكان، وموافقة وزارة الشباب والرياضة على تخصيص 500 عضوية مجانية للصحفيين بمركز شباب الجزيرة، وتخفيض رسوم الدخول لـ 50٪، وفتح أبواب المركز الأوليمبى بالمعادي للصحفيين وأسرهم.
الصحف المغلقة
كما وعد نقيب الصحفيين قبل عامين بحل مشكلة الصحف المغلقة في موعد أقصاه 6 أشهر، متعهدًا بتعديل قانون النقابة الذي لم يعد يناسب العصر أو النقابة، والتصدي للفصل التعسفي الذي يتعرض له الصحفيين والذي يرجع مسؤوليته على مجلس النقابة لإهماله التصدي للمشكلة منذ البداية.
كما وعد النقيب بإصدار قانون حرية تداول المعلومات، وتنقية القوانين من المواد السالبة للحريات، ووضع ميثاق شرف صحفي جديد، وتفعيل لجان التأديب والتحقيق، وسرعة إصدار الجزء الثاني من قوانين الإعلام، وتفعيل الاتفاق الذي كان بين النائب العام الاسبق والنقابة لتحويل كل قضايا الصحفيين للنقابة أولًا للبت فيها وإرسال النتائج للنائب العام، ومساندة الزملاء المتهمين في قضايا نشر والدفاع عنهم.
وبدأ العد التنازلي لماراثون انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين على منصب النقيب و6 من أعضاء المجلس، والتي سيشرف عليها قضاة من مجلس الدولة، حيث سيتم فتح باب تلقي طلبات الترشح في 9 فبراير وحتى 13 المقبل، وسيتم تقديم الطعون والتنازلات يوم 18 فبراير، ثم إعلان الكشوف النهائية، لتبدأ فترة الدعاية الانتخابية حتى موعد انعقاد الجمعية العمومية طبقًا للائحة في الجمعة الأولى من شهر مارس، على أن يبدأ الاقتراع حال اكتمال النصاب القانوني بحضور ما يقرب من 5 آلاف عضو لهم حق التصويت.