على بعد أمتار من ميدان "كيت كات" وتحديدًا شارع مراد بمنطقة إمبابة، الذي انضم إلى المناطق التي سُجلت فيها أبشع جرائم العائلات، استشاطت "صالحة" الزوجة الأربعينية غضبا فور علمها أن ابنها "إسلام" صاحب الـ13 عامًا لم يذهب إلى الامتحان، فأحكمت يديها حول رقبته "خنقًا" فالتقط أنفاسه الأخيرة ليسقط جثة هامدة.
داخل حي شعبي، لم يتعدى عقاراته الـ 5 أدوار، الحزن يخيم على أرجاء المكان، هنا بدأت أحداث الواقعة عندما عادت "صالحة" كعادتها من عملها "خادمة" إلى منزلها في وقت الظهيرة، وعيناها تنفر من الدماء من شدة غضبها، بعد أن علمت أن ابنها لم يذهب إلى الامتحان في صباح أول أمس الثلاثاء، وفور دخولها صادفته يجلس بجوار التلفاز: "أنت ماروحتش الامتحان ليه.. قولي إيه السبب اللي مخليك مارحتش"، فلم تجد أي لإجابة من نجلها سوى الصمت.
في ثوان اتخذت الأم قرارها بقتل ابنها خنقًا، مبررة ذلك خلال التحقيقات قائلة: "مارحش الامتحان ومش عايز يتعلم.. وانا بتشغل علشان أصرف عليه هو وأخواته وفي الآخر كان بيهرب من المدرسة ومرحش الامتحان".
يقول "عماد ح" صاحب محل ملابس مجاور لمنزل المتهمة: "كل يوم كانت بتتاخنق معاه وكنت بسمع صويت معاه ومع العيال، ويوم الواقعة كنت سامع مشاجرة بينه وبين ابنها بسبب المدرسة، وبعد مرور ساعتين، لقيتها بتصوت وتقول رد عليا يا إسلام، يا بني رد عليا.. الحقوني".
يروي "عماد" لحظات صعبة مر بها أثناء صعوده سلم العقار القاطنة فيه "صالحة"، مسرعاً: "لقيت الواد مرمي على الأرض وقاطع النفس، شيلته على إيديا ونزلت بيه الصيدلية، قولت ممكن يكون أغمى عليه لما تعدت عليه بالضرب، فالدكتور اللي في الصيدلية قالنا، لازم يتنقل المستشفى".
اقرأ أيضًا.. طبيبة تطلب الخلع: "بعد 3 سنين جواز عاوز يعمل عليا حفلة اغتصاب مع صحابه"
ويضيف "أحمد ح" أحد جيرانها: "لما صعدت خلف عماد العقار سمعنا صويت وبكاء بقولها ليه بتعملي فيه كده ردت.. الموت أهون من العيشة اللي عايشينها، وتعبت منه، لأنه مش عاوز يتعلم" بحسب ما رواه لـ"أهل مصر".
سرعان ما توجه أحد الجيران حاملين على أيديهما "إسلام" جثة هامدة إلى مستشفى الموظفين، وفور دخولهما حجرة الاستقبال بدأ الطبيب في فحص الابن: "أنتو جايبين الواد ميت، الواد مخنوق وعليه آثار سجحات في الرقبة".
اعترافات "صالحة" كشفت جريمتها أمام رجال المباحث تقول:"لما عرفت إنه مارحش الامتحان فضلت أضرب فيه.. وخنقته مات في إيدي، وأثناء معاتبته على ذلك قال لها المجني عليه إنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة، وسيترك التعليم".
وأضافت الأم: "محستش بنفسي.. فضلت أضرب فيه ومسكته من رقبته خنقته لقيت روحه طلعت.. فضلت شويه وبعدين فكرت أعمل إيه.. قلت أروح بيه المستشفى.. شلت جثته وقلت للدكتور فى مستشفي الموظفين إن ابني تعبان.. جت له سخونية وتعب فجأة.. وبعدين لقيت بعد ربع ساعة ضباط المباحث في المستشفى.. والضابط قال ليا إن ابني مقتول وفيه أثار خنق على الرقبة.. بصراحة مقدرتش أنكر.. اعترفت على طول.. بس ده كل اللي حصل".