فى مشهد غير مألوف داخل قرية قورص التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والتى لُقبت بين القرى بقرية اللغة العربية، وذلك لإتقان أطفالها ومعظم أهلها اللغة العربية لغة القرآن الكريم إتقانا تاما، ليس ذلك فحسب، بل وأطفال القرى المجاورة أيضا، و ذلك بـ 60 جنيهاً فقط فى الشهر، لتأخذ اللغة العربية الاهتمام بدلاً من ألعاب الفيديو، وفى مظهرٍ مألوف داخل القرية يتجمع الأطفال حول معلمهم، ويجلسون على حصيرة بمنتصف الأرض الزراعية فى الهواء الطلق، يرتلون القرآن الكريم واحداً تلو الآخر، ثم يتجهون إلى الحضانة التى تبعد أمتار قليلة عن الأرض الزراعية لتعلم التشكيل و الإملاء.
وليس من المألوف قيام الأطفال فى سن الثالثة إلى الخامسة بإتقان قراءة التشكيل. كل هذا حدث على يد هاشم محمد خليل البالغ من العمر 75 عاماً، والذي التقى به "أهل مصر".
فى البداية يقول خليل: أردتُ أن أقوم بتغيير نظام التعليم خاصة وأننا أصبحنا نخرج شباباً قليل منهم لا يقدر على الإنتاج، لذلك رأيتُ أننى منذ نشأة الطفل أستطيع أن أعوده على العديد من العادات السليمة والطريقة الصحيحة للتعلم، والتى تجعله ذا قابلية على التعلم.
وأضاف: نستقبل الأطفال منذ سن الثالثة، لأنه أفضل سن لتعليم السلوكيات وخلق شباب واعٍ، فأقوم باستخدام طريقتى الخاصة فى التعليم، والتى نجحت بالفعل فى القرية والقرى المجاورة، فسعيت إلى تعليم الأطفال التشكيل الصحيح من فتح وكسر وضم وسكون، والتدريس الكامل لإتقانه اللغة.
وتابع: يستطيع الطفل من سن الـ 3 إلى الـ 4 سنوات القراءة بحركات التشكيل، وفى سن الـ 5 سنوات يستطيع قراءة أي سورة من المصحف، دون أى معاناة، بل وتعلم الإملاء أيضا.
وقال خليل: لدىَّ 6 فتيات تخرجن في كلية التربية، وواحدة في كلية هندسة البترول، سعيتُ لأن أعلمهم جميعا لأجعل منهن مربيات أجيال.
و فى النهاية أكد المعلم أنه يسعى لأن يقوم بتوصيل الفكرة للرئيس عبد الفتاح السيسى؛ لأخذها ضمن اعتبار مشروعات التنمية التى تقام بمصر لإنتاج جيل واعٍ خالٍ من الإرهاب، وسط اندماج أكثر الطلاب فى ألعاب الفيديو، مضيفا أن الأطفال يحبون طريقته في التعليم، ويرغبون فى أن يصبحوا معلمين لحفظ القرآن الكريم فى المستقبل.
وقالت سلمى يسري، من أهالى القرية: فضلنا قيام الأطفال بالانتباه إلى قراءة القرآن الكريم وتعاليمه السمحة على جلوسهم أمام التلفاز وألعاب الموبايل التى تسعى لإتلاف ذكاء الطفل، بل والوصول بذكائه لأقل مستوى.
وأكدت شيماء حافظ أنهم فى بداية الأمر قلقوا جميعا من إرسال أطفالهم للمعلم فقط؛ وذلك لتأكيده عدم الحاجة إلى الدروس الخصوصية والتى أصبحت عادة لدينا لتعليم الطفل، مشيرا إلى أن 60 جنيها يدفعونها تجعل أولادهم متقنين للغة تماما.