لم يكن واقعة قاتلة ابنها بمنطقة إمبابة هي الأولى، بل تكررت في أحد فنادق القاهرة الكبرى، حينما عادت سيدة أربعينية من المملكة العربية السعودية إلى مصر، برفقتها نجلها صاحب الـ5 سنوات، ولجأت لفندق شهير بوسط القاهرة للإقامة داخله، خوفًا من زوجها الذي هددها بأنه أصبح لا يطيق الحياة معها، ويفكر في تطليقها وأخذ الطفل للعيش معه، بحسب ماجاء في اعترافاتها.
مشرفو فندق "إليجانس" بوسط القاهرة، لم يتوقعوا أن السيدة التي يرافقها طفلها، ترتكب جريمة ليلية، بعدما سجلت دخول للفندق في تمام الساعة الواحدة ظهر السبت الماضي، وبعد إتمام إجراءات دخولها دخلت الغرفة، تفكر في التخلص من نجلها دون أن يراها أحد، فبعد أن انتهت من جريمتها، وضعت جثة ابنها أسفل الفراش وغادرت الغرفة.
في تمام الساعة الثالثة فجر أمس الأحد، خرجت "ربة منزل" بمفردها، لتسجل مغادرة من دفاتر الفندق، بعدما تخلصت من أثار جريمتها، حتى لايشك مشرفي الفندق في أنها تخلصت من ابنها بداخله، وبعد أن سألها إحدى العاملات: "هو القمر الصغير اللي كان معاكي فين"، لم تجد منها سوى الصمت، وظل لدقائق معدودة، وتمكنت الخروج من الفندق والهروب إلى محافظة الاسكندرية.
فور دخول إحدى المشرفات الغرفة، التي أقامت بداخلها السيدة لتنظيفها، عثرت على جثة الطفل مقتول أسفل السرير، لينتابها حالة من الخوف الشديد، وهرعت لإبلاغ الأمن المكلف بتأمين الفندق عما رأته.
وسرعان ما علمت "أهل مصر" بالواقعة، انتقلت الي مكان الحادث بشارع 26 يوليو، لكشف تفاصيل جريمة "نص الليل" كما أطلق عليها، بعدما عثروا على جثة الطفل في الثالثة فجرًا.
صمت يقطعه سكوت سكان المنطقة، بات لا صوت هناك إلا صوت رجال المباحث المكلفين بالتحقيقات الموسعة حيال الواقعة، وعند الاقتراب من فندق "إليجانس"، وقف "محمد ح"، أحد العاملين بالمقهى المجاور للفندق، يراقب خطوات النزلاء فور صعودهم العقار: "أنا كنت شغال وكنت بروق برة يوم السبت الظهر، وشايف ست ومعاها شنطة كبيرة وطفل زى القمر قالوا إنها جاية من السعودية من المطار عطول، دخلت الفندق وخرجت تالت يوم كان امبارح حاولي الساعة 10 الصبح"، مضيفًا: "فوجئنا أن الأمن بيقول عثرنا علي جثة طفل كان برفقة ربة منزل دخلت الفندق وخرجت النهاردة وهربت".
وبعد الانتهاء من سماع تفاصيل الحادث، صعد محرر "أهل مصر"، للقاء مشرفي الفندق، لمعرفة كيف نفذت الأم جريمتها، تقول إحدى العاملات بالفندق التي رفضت ذكر اسمها: "سيدة يتراوح عمرها من 40 لـ45 سنة، شكلها غريب من محافظة الإسكندرية، وتحمل جواز سفر بداخله تأشيرة للمملكة العربية السعودية، من أول مادخلت ماخرجتش خالص من غرفتها غير تالت يوم، وعاوزة تمشي ومش معاها الطفل".
وتابعت، عندما تحدث ببطئ خوفاً من أن يسمعها أحد من النزلاء: "وبعدما خرجت دخلت لقيت أثار دم علي الأرضية والقماش بتاع السرير، عرفت أنها عاملة عملة في الغرفة قعدت أفتش في الأوضة لقيت جثة الطفل تحت السرير، وجريت بسرعة بلغت الأمن والمباحث".
واعترفت ربة منزل أمام نيابة الأزبكية، قائلة: "دبحته بسلاح أبيض من رقبته عشان أبوه ما يخدوش مني ويحرمني منه.. وقلت في نفسي عشان محدش ياخده فينا".