بعد 8 سنوات على 25 يناير.. أسرار جديدة حول الثورة.. مشروع قطري ساعد في تعبئة المتظاهرين لإسقاط "مبارك"

"ماغي ميتشيل سالم" اسما مازال يثير الجدل حيث ظهر مؤخرا عقب قضية مقتل جمال خاشقجي، في فضيحة صحيفة واشنطن بوست أثناء نشرها مقالات مفبركة قالت حينها أنها لصديقها القديم جمال خاشقجي.

وبالبحث خلفها كشف أنها المديرة التنفيذية لمؤسسة قطر الخيرية، التي ترأسها والدة أمير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند، حيث بدأت كمساعدة خاصة لوزيرة الخارجية مادلين أولبرايت، كمساعدة للسفير مارتين أنديك في السفارة الأميركية في تل أبيب، إلى جانب عملها في السفارة الأميركية في مومباي بالهند، وبعدها مديراً إقليمياً لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية، وتطبيق برامجها في كل من مصر والعراق وإيران والأردن ولبنان واليمن والأراضي الفلسطينية،وجاء ذلك في الموقع الرسمي لـ "مؤسسة قطر الدولية".

ووفقا لهذا الموقع فقد عملت في 2014 ايضا بجماعات الضغط الأمريكية لصالح إيران، للتأثير على الإدارة الأمريكية حينها لعقد الاتفاق النووي الايراني.

وكانت تلك بداية عملها مع فريق "مشروع ايران" Iran Project، وهي منظمة غير حزبية، مؤلفة من قادة الأمن الوطني الداعمين للمحادثات الرسمية مع إيران، و هي مسؤولة الإعلام والاتصال، بجانب نائبة مدير المشروع " ايريس بييري" والتي عملت سابقاً كنائب رئيس لبرنامج الشبكة 20/20 وهي منظمة للسياسة الخارجية في نيويورك، وباحث مشارك في مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، ومنسق لبرنامج حل النزاعات في لجنة خدمة الأصدقاء الأميركية في نيويورك.

ورغم إلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قرار الرئيس السابق باراك أوباما بشأن البرنامج النووي الإيراني أو كما تعرف باتفاقية 5+1، والذي توصل إليه مع مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية مع إيران، حرصت مجموعة العمل في "مشروع إيران" على مواصلة جهودهم، في سبيل إيجاد طرق لتشجيع الأوروبيين والروس والصينيين على مواصلة خطة العمل المشتركة دون الحاجة إلى الولايات المتحدة".

علاقتها بمقتل صدام حسين 

في يوليو 2004 كتبت ماغي سالم، التي كانت حينها تعمل مستشارة في العلاقات العامة بواشنطن، ومديرة الاتصالات بمعهد الشرق الأوسط، مقالاً تقرأ فيه المشهد العراقي بعد اختيار غازي الياور للقيام بأعمال رئاسة جمهورية العراق بعد الإطاحة بصدام حسين ونظامه.

حمل مقالها العنوان التالي: "رجل السعودية في بغداد"، أظهرت فيه موقفاً متذمراً من أي دور سعودي في العراق، حتى إنها لم تخفِ استياءها أو امتعاضها من زي رئيس مجلس الحكم العراقي الأول غازي الياور، أثناء ظهوره بجانب مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي بـ "البشت" والعقال "السني"، على حد وصفها، مضيفة: "كان مرتديا زيا يظهر فيه كأنه أحد أفراد العائلة المالكة السعودية".

السعودية والحريري

وشبهت ماغي في مقالها علاقة الياور بالسعودية بعلاقة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بالرياض (يشار إلى أن الاتهامات الدولية توجهت لحزب الله بقتل رفيق الحريري ورفاقه في فبراير 2005)، ورغم هذا فإنه منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ظلت إيران اللاعب الأكبر في العراق، عبر ميليشياتها المسلحة وأحزابها الدينية التي تغلغلت في جسم الدولة العراقية، بينما لم تكن السعودية تمارس هذا النفوذ المزعوم بالطريقة الإيرانية، ويبقى غازي الياور له شرعية عراقية من خلال انتمائه لعائلة الجربا التاريخية بالعراق.

علاقتها بمؤسسة قطر الخيرية

تعد ماغي سالم جزءا من النشاط القطري في الولايات المتحدة، عبر مؤسسة قطر الدولية، التي لم تكن غير واجهة، تمرر من خلاله السلطات القطرية نهجها السياسي في المنطقة، بالتأثير على الكونغرس الأميركي من خلال المعهد التابع له "معهد الولايات المتحدة للسلام"، وذلك خلال فترة رئاسة الرئيس الأميركي اليساري باراك أوباما، والنشاط لصالح جماعة الإخوان المسلمين تحت عنوان الربيع العربي ضمن مشروع شاركت فيه، امتد لثلاثة أعوام من 2008 وحتى صيف 2010 حمل عنوان "السعي من أجل الديمقراطية والأمن في الشرق الأوسط الكبير"، والذي جاء ضمن ما سمي "مبادرة العالم الإسلامي" ومشروع المعارضة السياسية العربية، بإشراف مؤسسة الولايات المتحدة للسلام، التابع للوكالة الأميركية الفيدرالية للتنمية الدولية USAID.

يشار إلى أن "مبادرة العالم الإسلامي" كانت قد أطلقت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، وتحديداً في العام 2004، لمعالجة ما وصف بتحديات السياسة الخارجية والأمن القومي الحيوي المرتبط "بالعالم الإسلامي، مركزة على توسيع دائرة الدوائر الانتخابية في العالم الإسلامي،

المشروع كان يركز على أحدث إنجازات هذه المؤسسة في ربيع عام 2011 في بناء مجتمع تكنولوجي بين ميدان التحرير ، ووادي السيليكون بمنطقة خليج كاليفورنيا، حيث ركز هذا المجتمع بشكل كامل على المساعدة في تعبئة المتظاهرين في مصر، لإسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

آليات تغيير الأنظمة العربية

المشروع الذي عكفت عليه ماغي سالم، مع مجموعة من الأسماء الغربية والعربية، المقدم للرئيس السابق باراك أوباما، كان يشمل على كافة آليات تغيير الأنظمة العربية في منطقة الشرق الأوسط وفق ما وصفته بـ"التحول الديمقراطي" أو "التحرر الاستراتيجي"، وتحديدا في مصر، الأردن، المغرب، اليمن، لبنان، السعودية، الجزائر، ليبيا، باكستان، وأفغانستان.

وطلب القائمون على المشروع بهدف تطبيقه على أرض الواقع تمويلا حكوميا بلغ 1.54 مليار دولار للسنة المالية 2010 ووفقا لما جاء: "تعرب مجموعة الدراسة عن تقديرها الكامل لجهود إدارة أوباما لزيادة التمويل الأميركي لبرامج مساعدة الديمقراطية والحكم في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، نلاحظ أنه في السنة المالية 2010 طلبت الإدارة 1،54 مليار دولار، أي ضعف المبلغ المطلوب للسنة المالية 2009 من قبل الإدارة السابقة، ففي حين أن هذه الخطوة إيجابية إلا أن زيادة التمويل لن تؤدي إلى المزيد من الديمقراطية أو عملية التغيير السياسي التي تعزز أمن الدول ولإحدا فرق إيجابي، من المهم أن يسترشد هذا التمويل برؤية استراتيجية أوسع وأطول تماسكا، فضلا عن أنسب البرامج والآليات لتحقيق هذه الأهداف، وقد حددت هذه المجموعة العناصر الأساسية لمثل هذه الاستراتيجية حول التحول الديمقراطي".

ماغي وجماعة الإخوان

الدعوة إلى التطبيع مع جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، بالنسبة لماغي سالم، مديرة مؤسسة قطر الدولية، برزت كذلك في مقال لها بعنوان "من أي مسلم تصنع القائمة؟" والمنشور بتاريخ 8 أغسطس 2005، والتي هاجمت فيه الولايات المتحدة حيث قالت إنها تتاجر بمحاربة الإرهاب لاعتقال قيادات القاعدة والحرب على العراق.

واستشهدت في مقالها على دور منظمة كير "لجنة العلاقات الإسلامية الأميركية" التي يرأسها الفلسطيني نهاد عوض، في تأييد ودعم نشاط كمال نواش تحت مسمى "المسلمين الأحرار ضد الإرهاب"، واصفة منظمة كير، المدعومة ماليا وسياسيا من قبل النظام القطري، بـ"المنظمة الوحيدة التي ترغب في مهاجمة التطرف والإرهاب بشكل لا بأس فيه".

موقفها من حفيد مؤسس الإخوان والقرضاوي

وذهبت ماغي سالم في مقالها إلى استنكار الإجراء الأميركي بإلغاء تأشيرة العمل لطارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، الذي على حد وصفها قد ورث رمضان بعضا من جينات جده "الإرادة الحرة وبعض عقائده الأيديولوجية"، مع شجبها منع يوسف القرضاوي من دخول الولايات المتحدة رغم سماح بريطانيا له بإلقاء الخطب قائلة: "كل هؤلاء الأشخاص يتحدثون في الوقت الحالي إلى الجاليات المسلمة، ولديهم أتباع كثر، ويتم تصنيفهم بالمعتدلين.. للأسف بالنسبة لإدارة بوش، فإن الانتقادات السلمية للسياسات الإسرائيلية والتعليقات المتطرفة ضارة بالقدر نفسه، رافضا فصل الأمرين عن بعضهما".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً